تفاقمت خسائر النفط في تداولات ما بعد إفتتاح الجلسة الأميركية، حيث فاقت خسائر خام “برنت” نحو 2.9% بينما انخفض خام ”نايمكس” بنسبة 2.8% وذلك بعدما أطاحت تصريحات سعودية واخرى إيرانية بآمال حصول إتفاق بين المنتجين على هامش مؤتمر الطاقة في الجزائر، تشارك فيه روسيا ويشكل مدخلا لاعادة التوازن الى الأسواق الغارقة بفائض كبير في المعروض.
وتسربت بعض المعلومات من العاصمة الجزائرية تفيد بأنّ عددا من أعضاء منظمة أوبك وروسيا غير العضو في الكارتل النفطي يحاولون تضييق هوة الخلافات بين الرياض وطهران، لكن آمال التوصل الى أي إتفاق ضاقت الى أقصى حدود كما يقول المراقبون.
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أبلغ الصحافيين لأنّ اجتماع الجزائر “تشاوري .. سنتشاور مع كل طرف آخر وسنستمع للآراء ولأمانة أوبك وللزبائن أيضا.”
أما وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة فكان تصريحه أشدّ وضوحا عاكسا خلافات أكبر في زجهات النظر وصعوبة التوصل الى إتفاق عندما قال “إنه ليس وقتا لصناعة قرار”.
وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبك الذي سيعقد في فيينا في 30 نوفمبر / تشرين الثاني: “سنحاول التوصل إلى اتفاق لنوفمبر”.
وتعقد أوبك مباحثات غير رسمية الأربعاء الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش (17:00 بتوقيت السعودية) كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين وزبائن.
وانخفضت أسعار النفط إلى أقل من النصف منذ 2014 بسبب تخمة المعروض من الخام مما دفع منتجي أوبك ومنافستهم روسيا إلى السعي لإعادة التوازن إلى السوق بما يعزز إيرادات صادرات النفط ويدعم موازناتهم.
والفكرة السائدة منذ أوائل 2016 بين المنتجين هي الاتفاق على تقييد الإنتاج على الرغم من أن مراقبي السوق يقولون إن مثل هذا الإجراء لن يقلص وفرة المعروض من الخام.
وتعقد الوصول إلى اتفاق بفعل المنافسة السياسية الشديدة بين إيران والمملكة العربية السعودية، حيث كانت سرت شائعات الأسبوع الماضي عن أنّ المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج وهو الأمر الذي يمثل تحولا في موقف الرياض إذ رفضت المملكة من قبل مناقشة تقليص الإنتاج.
وعلّق عدد من مندوبي أوبك المتواجدين في الجزائر بأن مواقف السعودية وإيران ما زالت متباعدة كثيرا.
ويبدو أنّ إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يوميا تصر على حقها في الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 مليون برميل يوميا في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبك أن تثبت إنتاجها دون أربعة ملايين برميل يوميا.
وقال مصدر من أوبك على دراية بالمباحثات “لا تتوقعوا أي شيء ما لم تغير إيران رأيها بشكل مفاجئ وتوافق على تثبيت للإنتاج. لا أعتقد أنهم سيفعلون”.