عكست الدورة الـ10 من معرض دبي الدولي للخط العربي، الذي تقيمه هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) تطوراً لافتاً، وحققت إنجازات كبيرة أشاد بها الخطاطون المشاركون، الذين أكدوا أن هذا المعرض يعد تظاهرة ثقافية وفنية فريدة، يطمح للمشاركة بها كل فنان ومبدع، واصفينه بجسر ثقافي، ونقطة التقاء روافد الثقافة والفن، مشيدين بحُسن الانتقاء للخطاطين والأعمال، ومؤكدين قدرة دبي على التأسيس لاقتصاد إبداعي ينبثق من الفنون الأصيلة والعريقة، التي تعزز القِيَم في نفوس الأجيال الجديدة.
علامة مضيئة
ووصف أستاذ الخط العربي بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، رئيس جمعية الخطاطين العراقيين، الدكتور روضان بهية داوود، معرض دبي الدولي للخط العربي بالعلامة المضيئة، في واقع الحركة الثقافية والفنية والإبداعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثنى على الجهود المبذولة في المعرض، لافتاً إلى دوره الكبير في خلق حالة من التواصل الفعال بين الفنانين والخطاطين من مختلَف دول العالم العربي والإسلامي، وقال: اطَّلعتُ على مشاركات هذه الدورة، ووجدتها متميزة من حيث مستوى الخطوط وإنجازاتها، والتقنيات التنفيذية فيها، والزخرفة والتذهيب. وذكر أن «دبي للخط العربي» يسهم بشكل فاعل في التأسيس لاقتصاد إبداعي، وقال: يحظى الخط العربي بتفاعل لافت، وبرأيي الاهتمام بجمع اللوحات الخطية يجب استثماره في تأسيس متحف متخصص لفن الخط العربي، وهذا المتحف من شأنه أن يستقطب السائحين والزوار، إضافةً إلى التركيز على المطبوعات التي تعتمد على الأعمال الخطية، والدراسات التي تعنى بهذا الفن وتسخيرها في التأسيس لاقتصاد إبداعي، والإسهام في تفعيل حضور الثقافية السياحية، ما ينعكس بشكل إيجابي على الدولة وعلى هذا الفن.
قيمة كبيرة
عبَّر الخطاط المغربي، بلعيد حميدي، الذي يشارك بلوحتين في معرض دبي الدولي للخط العربي، عن سعادته بالمشاركة، قائلاً: أعتبر هذا المعرض أساساً لفن الخط العربي، وليس مجرد إضافة للمشهد الفني، فهذه المحطة الفنية الثقافية تشكِّل جسر عبور ثقافي، ونقطة التقاء لروافد مختلفة من كل أنحاء العالم، كما أن هذه الدورة من المعرض تعد نقلة نوعية من حيث التنظيم والقيمة الناتجة عن الوعي الكبير في انتقاء الخطاطين المشاركين، فهم باقة من محترفين أضافوا الكثير من الجمال والفائدة بما قدموه من إبداعات.
مؤكداً أن تحول الخط العربي لصناعة إبداعية ليس مهمةً صعبة في دبي، قائلاً: دائماً تقوم دبي بمبادرات ومشروعات جديدة ومبتكرة خارجة عن المألوف، لتواكب تطورات العصر، وقد أثبتت من خلال هذا المعرض وغيره من فعاليات ثقافية وفنية قدرة هذه الفنون على السير قدماً نحو مستقبل يواكب التطورات العصرية، ويحافظ في الوقت نفسه على القِيَم الأصيلة للأجيال القادمة، ما يجعلها مؤهلةً للسير على طريق الإبداع.
خبرة
وأكدت الخطاطة فاطمة يس أنها اكتسبت خبرات كبيرة، ما يجعلها حريصة على المشاركة في كل دورة، وقالت: أنتظر هذا المعرض بلهفة، فهو فرصة مميزة للتعرف إلى الخطاطين من مختلف الدول، ومهارات وأدوات جديدة. وأشارت إلى أن المعرض يمنحها فرصة الالتقاء بفنانين ومبدعين من مختلف دول العالم، ما يثري خبراتها، وقالت: «دبي للخط العربي» من أهم المعارض في الوطن العربي، وفيه يتنافس الخطاطون في المشاركة وتقديم روائع جديدة ومبتكرة، وأراه إضافة حقيقية للمشهد الفني. وأكدت فاطمة أن الخط العربي يمتاز بقدرة فائقة على التغلغل في نفوس الحضور، بجمالياته وأساليبه المتنوعة، ما يُسَهِّل مهمة تحوُّله لصناعة إبداعية، وأشارت إلى شغف الأطفال بهذا الفن ما يبشر بمستقبل واعد، ويؤسس لأفكار ورؤى جديدة تضيف إليه الكثير.
جهود مباركة
الخطاط الفلسطيني إيهاب إبراهيم ثابت أشاد بالجهود التي بذلتها هيئة الثقافة والفنون في دبي، ليظهر معرض دبي الدولي للخط العربي بهذا المستوى، قائلاً إن جهوداً كبيرة ومباركة جعلت هذا المعرض تظاهرة فنية ثقافية، يطمح لحضورها والمشاركة فيها كل فنان في أنحاء العالم.
مشيراً إلى أن توظيف الفن في التأسيس لاقتصاد إبداعي، يحتاج للوصول بالفنانين لمستوى احترافي دولي، لافتاً إلى أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني أسماء مميزة محددة والاهتمام بها، ما يجعل الفنان أمام مسؤولية كبيرة يجب أن يكون على قدرها.