مجلة مال واعمال

خسائر قاسية بسبب هجمات باريس

-

3

تلقت السياحة في فرنسا ضربة قاسية بالعمليات الإرهابية التي ضربت البلاد واستهدفت بشكل متزامن عدداً من المواقع في العاصمة باريس ، ويتوقع أن تؤثر الهجمات الدموية في باريس على تدفق السياح الخليجيين إلى باريس والذين قد يخشون لاحقاً من أعمال انتقامية، كما أنهم قد يخشون من تقييد عمليات دخولهم وخروجهم إلى البلاد، خاصة في حال صحت الأنباء عن نية الحكومة الفرنسية تمديد حالة الطوارئ إلى ثلاثة شهور.
وانشغلت العديد من وسائل الإعلام الأوروبية في وصف الشوارع والمقاهي الخاوية في أحياء العاصمة الفرنسية في أعقاب الهجمات الدموية التي تعرضت لها البلاد، فيما تحدثت العديد من التقارير في أوروبا عن إلغاءات بالجملة للرحلات السياحية المتجهة إلى فرنسا، وهو ما يتوقع أن يكبد خسائر مالية فادحة خلال الفترة المقبلة.
وأغلق برج “إيفل” الذي يعتبر المعلم الأشهر والأبرز في فرنسا أبوابه أمام الزوار، وقالت إدارة البرج على موقعها الإلكتروني الذي اطلعت عليه “العربية نت” إنه “مغلق حتى إشعار آخر”، حيث لم توضح متى سيُعاد فتحه أمام الزوار. ومن المعلوم أن برج “إيفل” مفتوح أمام الزوار طوال الـ365 يوماً في السنة، ويستقطب آلاف السياح يومياً الذين يدفعون مبالغ كبيرة من أجل حجز أماكن لهم وزيارة البرج شاهق الارتفاع.
وذكر تقرير لجريدة “جابان توداي” التي تصدر في طوكيو أن أكثر من ألف سائح ياباني كانوا متواجدين في فرنسا ليلة الجمعة الماضية، وإنهم جميعاً نجوا من أي أذى في الهجمات التي شهدتها باريس، إلا أن شركات السياحة اليابانية الكبرى سارعت رغم ذلك وفوراً الى إلغاء أو تأجيل عدد من الرحلات الى باريس.
وألغت شركة السياحة الأكبر في اليابان “JTB” رحلات جوية كانت مبرمجة إلى فرنسا ما أدى إلى عرقلة وصول نحو 300 سائح ياباني إلى هناك، كما فعلت الأمر ذاته عدد من الشركات اليابانية والأوروبية والعالمية الأخرى.
ونقل تقرير لوكالة “بلومبرغ” للأنباء عن إدارة أحد الفنادق التاريخية في باريس قولها إن 20 حجزاً تم إلغاؤها لغرف الفندق البالغة 41 غرفة، وأضافت: “طالما يوجد إرهاب، فهذا الارهاب يؤثر على السياحة والتجارة معاً”.
وتقول وزارة الخارجية الفرنسية إن السياح الذين زاروا فرنسا في العام 2013 أنفقوا في البلاد أكثر من 42 مليار يورو (45 مليار دولار)، وهو ما يعني أن الضربة التي تلقاها القطاع السياحي قد تضيع على البلاد إيرادات مالية ضخمة كان من الممكن أن تتدفق في حال ظلت الحركة السياحية على حالها.
ووصف تقرير لوكالة “بلومبرغ” كيف أمضت باريس عطلة نهاية الأسبوع الماضية (السبت والأحد) بحالة استثنائية، حيث كان برج “إيفل” في قلب العاصمة مغلقاً أمام الزوار ومحاطاً باجراءات أمنية مشددة، فيما شوهدت المطاعم والمقاهي التي تزدحم بها باريس فارغة هي الأخرى، ولم تجد مرتادين يشغلون موائدها التي كانت تكتظ بالناس عادة في كل عطلة نهاية أسبوع.
وقال دانييل بوشوف، وهو سائح قادم من جوهانسبرغ ويبلغ من العمر 37 عاماً: “أنفقنا الكثير من الأموال لكننا غير قادرين على أن نفعل أي شيء مما خططنا له في السابق”، مشيراً الى أنه كان يعتزم التجول في باريس بحافلة سياحية مفتوحة السقف، لكن “حتى هذه الرحلة تم إلغاؤها بسبب الأوضاع الأمنية”.
يشار إلى أن السياحة تعتبر مصدراً مهماً للدخل في فرنسا، كما أنها تستحوذ على جزء كبير من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد، وتعتبر العمليات الارهابية التي ضربت باريس صفعة كبيرة للقطاع السياحي، ليس في فرنسا وحدها وإنما في أوروبا بأكملها.