قال ماركو ليكتفوس، الخبير المالي والشريك في ديلويت للاستشارات والضرائب بلوكسمبورغ، إن المصارف الإسلامية قد تكون بحاجة لمراجعة جذرية لعلاماتها التجارية، بما في ذلك استخدامها لوصف “إسلامية” بحال رغبت في الوصول إلى العالمية وتجاوز أسواق الدول المسلمة، مضيفا أنه معجب بهذا النوع من التمويل بسبب القيم الحقيقية التي يختزنها.
وحول أهمية قيام المصارف الإسلامية بعملية إعادة النظر بعلاماتها التجارية قال ليكتفوس: “الأمر مهم جداً. المصارف الإسلامية اليوم تعاني جراء كونها جديدة على الساحة المصرفية نسبيا، لذا أحد الأمور التي نحن بحاجة لإنجازها هي جعلها موجهة نحو أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين وتثقيف العملاء سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين. يجب إرضاء احتياجاتهم. ولكن علينا تذكر أن لديهم نفس احتياجات العملاء في البنوك التقليدية، ويجب امتلاك قدرة التوسع والوصول إلى عدد أكبر من العملاء الذي لديهم مصادر دخل أكبر، وأن تكون قادر على بناء نماذج أعمال ناجحة تعوض بعض الشيء عن ارتفاع كلفة التمويل الإسلامي.”
وتابع ليكتفوس بالقول: “إذن من المهم جداً الوصول الى شريحة أكبر من الناس. ومن أجل تحقيق كل ذلك يجب التصدي للعوائق التي تتمثل في توعية العملاء أن هذه المنتجات موجهة للمسلمين وغير المسلمين من العملاء، ولذلك فإن هنالك حاجة لإعادة تصنيف ووسم العلامة التجارية لتحقيق ذلك.”
وحول إمكانية أن تشمل عملية مراجعة العلامات التجارية إزالة ما يربط المصارف بالإسلام قال ليكتفوس: “كلمة ’الإسلامية‘ قد يكون لها نتائج عكسية بعض الشيء، بعضها أوتوماتيكي، فإذا أردت أن أعلن عن علامتي التجارية لنوع معين من الناس فسيكون عملائي من تلك الفئة حصرا وسأكون كمن يقصر خدماته على فئة محدودة من المستفيدين، إلا إذا كنا في دولة ذات غالبية مسلمة.”
وتابع بالقول: “لكننا نحاول ان نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وبالتالي علينا الابتعاد عن تحديد الفئة المستفيدة. الامر الثاني، يتمثل بوجوب التوجه إلى العميل الدولي ما يعني أنه إذا كان لديك شعار يؤدي إلى تحديدك جغرافيا ويعمق ذلك في الذاكرة فهذا سيحد من عملك ويصعّب مهمة توعية عملائك، وعليه يجب التخلص من هذا التأطير والذهاب نحو استقطاب جمهور أكبر متعدد.”
وحض ليكتفوس على تغيير النظرة العامة للمصارف الإسلامية والتأكيد على طابعها التجاري ووجودها لتلبية أهداف العملاء والزبائن وليس القيام بالأعمال الخيرية بالضرورة، معتبرا أن هناك حاجة لترويج تلك المصارف بالاعتماد على الجانب الأخلاقي فيها بما يبرر ارتفاع تكلفة نشاطاتها.
واعتبر الخبير المالي الدولي أن هذا النوع من الترويج يفيد المصارف الإسلامية بالانتقال إلى العالمية قائلا: “يجب أن نتقدم باندفاع نحو العالمية، ومن أجل القيام بذلك علينا إعادة رسم علامتنا التجارية وأن نعيد التفكير بما نعرضه من خدمات، وعلينا التخلص من تلك المخاوف حيال الذهاب إلى السوق الأوروبية إذا كان حاجة أو طلب على ذلك. الناس يريدون الجانب الأخلاقي والمسلمون يريدون هذا النوع من المعاملات ونحن في موقع مناسب لتقديم ذلك.”
وشرح ليكتفوس عن سبب إعجابه بالمصرفية الإسلامية رغم سنوات عمله الطويلة في المصرفية التقليدية بالأسواق الغربية قائلا: “ببساطة سأعطيك مثالا استخدمه عندما أتكلم مع الأهل والأصدقاء عندما كانوا يسألونني عن سبب إعجابي بالمصرفية الإسلامية رغم أني لست مسلما. أنا معجب بها لما تنطوي عليه من قيم أخلاقية وخيرية، ودعمها للاقتصاد الحقيقي.”