يمكن لقادة المؤسسات تعلم الكثير من مدربي الفرق الرياضية أمثال غوارديولا وكلوب في طريقة استخراج أفضل ما لدى فرقهم
أوضح خبير في قطاع الأعمال أن الشركات العاملة في دولة الإمارات والتي تواجه تحديات كبيرة في أعمالها يتوجب عليها إيجاد الحلول من داخل مؤسساتها من خلال تحفيز موظفيها وتشجيعهم.
وترى مجموعة بي إيه للاستشارات، التي تعمل مع الشركات والحكومات في مختلف أنحاء العالم، أن الرؤساء التنفيذيين الذين يتخذون قرارات حاسمة تهدف لبناء وتعزيز الثقافة التعاونية بين موظفيهم سيحصدون نتائج عظيمة بفضل هذه التوجه.
وحث جايسون هاربورو، رئيس مجموعة بي إيه للاستشارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الإمارات، أصحاب الشركات على التعلم من مدربي الفرق الرياضية أمثال بيب غوارديولا ويوهان كلوب في عملهم الدؤوب على استخراج أفضل ما لدى لاعبيهم.
وقال هاربورو: “بالإضافة للهبوط في أسعار النفط والمخاطر المحدقة من النزاعات الدائرة داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط، فإن الاختبار الأكبر الآن لأي رئيس تنفيذي هو تحفيز وتشجيع موظفيه. المشكلة أن الكثيرين منهم لم يستعدوا لهذا من قبل، وهو ما سيضاعف الأعباء عليهم”.
وأضاف: “لكن الأوان لم يفت بعد للبدء من جديد في بناء وتعزيز ثقافة الفريق الواحد بين أفراد الشركة، ومن يقوم بهذه الخطوة الآن وحالا سيجني عوائد كبيرة. فرق العمل القريبة من بعضها والتي تعمل معا بشكل جيد تتشارك التحديات كما تتشارك النجاحات والاحتفالات. أحيانا يعتبر كبار الموظفين أنفسهم أهم ومن الموظفين المبتدئين في المؤسسات. هذا قد يتسبب بشعورهم بالتهميش وبأنهم غير مرغوب بهم في المؤسسة”.
وتابع: “في غالبية الأعمال الناجحة، تمنح المواهب الشابة الفرصة للعمل عن قرب مع أكثر الأعضاء مهارة ونجاحا في الفريق. هذا بطبيعة الحال يساهم في تحفيز الموظفين وتسريع تعلمهم وتحسين مستوى أدائهم”.
ويرى هاربورو، الرياضي المحترف سابقا، أن بإمكان قادة المؤسسات الاستفادة من الطرق التي يتبعها مدربو الفرق الرياضية لتحفيز أعضائهم واستخراج ما لديهم من إمكانيات.
وأوضح: “في الوقت الذي يتمتع كل واحد منهم بشخصيته واسلوبه في الإدارة، ونرى هذا واضحا في مدربين مثل غوارديولا وكلوب، إلا أنهم يتشاركون القدرة والإصرار على ضمان التنسيق التام في أداء الفرق التي يديرونها. هذا يعني استخراج الأفضل من كل لاعب في الفريق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأفراد بحاجة للتحفيز بطرق مختلفة. في عالم الأعمال كما الرياضة، المدراء الأنجح هم من يضمنون أن كل فرد من أفراد الفريق يشعر بأنه جزء من منظومة متكاملة يساهم ويؤثر فيها كل حسب دوره”.
واستطرد قائلا: “الموظفون الجدد في أي مؤسسة يتألقون عند منحهم الفرص لإظهار مهارتهم وتحقيق النجاح ويتخطون الحواجز الطبيعية لوظائفهم. وضع في مواجهة التحديات من المراحل الأولى في وظائفهم يعد خطوة هامة على طريقة توجيههم وتحضيرهم للمستقبل”.
واختتم: “اما إهمالهم وإعاقتهم في أعمالهم وحجب الفرص عنهم سيؤدي لإضعاف عزيمتهم ورغبتهم في تحقيق الإنجازات واستغلال امكانياتهم، أو حتى خروجهم من الشركات والتوجه لشركات أخرى تثق أكثر في المواهب الشابة وتدعمها. المقارنة مع أفضل الفرق الرياضية اليوم واضحة”.