مجلة مال واعمال

خبير: الصندوق السيادي أمان اقتصادي للأجيال القادمة

-

6f3c5790-88aa-4cdc-a7c3-929c5f272b0a_16x9_600x338

قال الباحث والمتخصص في النظم الاقتصادية والمستشار القانوني هشام العسكر إن الصندوق السيادي يأتي في سياق برنامج التحول الاقتصادي الوطني الطموح الذي تنتهجه المملكة برعاية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعزز وبعث التفاؤل في المجتمع السعودي إذ ستدعم عوائده موازنة الدولة، ويبشر بنمو عوائد ضخمة للموازنة السعودية تحميها من تقلبات أسعار النفط.

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، قد كشف عن خطط اقتصادية للمملكة لما بعد عصر النفط بتمويلات تصل قيمتها إلى تريليوني دولار أميركي.

ورأي العسكر أن هذه الخطوة مهمة في اتجاه بناء اقتصاد وطني حقيقي، من خلال رصد 50 ‎%‎ من الصندوق، ما يعادل تريليون دولار، للاقتصاد المحلي بمثابة ممول رئيسي للصناعات الأساسية والتحويلية التي يحتاج إليها الاقتصاد المحلي، لتوفير التنوع وخلق الفرص الوظيفية أيضاً ودفع عجلة الاقتصاد. كما أن زيادة استثمارات الصندوق الخارجية إلى 50 ‎%‎، وكان يخصص 5 ‎%‎ فقط للاستثمارات العالمية، ستنعكس على الاقتصاد السعودي، لأن الاستثمار بالتساوي محلياً وخارجياً بمعدل 50 ‎%‎ لكل منهما، بمعنى تريليون دولار ستستثمر خارجياً، يجعل الذراع الاستثمارية السعودية يتملك في كبريات الشركات العالمية.

وأوضح أن أهمية هذا الصندوق تأتي من كونه سيحول جزءاً من مداخيل النفط وعائدات تخصيص بعض الأصول، التي منها الحصة التي ستطرحها الدولة من شركة أرامكو السعودية، إلى أصول مدرة للدخل، كما تأتي أهمية هذا الصندوق في تحقيق عدالة توزيع الثروة النفطية عبر الأجيال، وذلك كي لا يستأثر هذا الجيل بمداخيل النفط والرفاهية على حساب الأجيال القادمة.

وفيما يتعلق بطرح أرامكوا للاكتتاب فهو ليس بيعاً تخارجياً، فأرامكو باقيه بل هو بيعٌ يُمَكّن أرامكو من العمل بصيغة أوسع وأشمل تتمثل في خروج “أرامكو السعودية” من دائرتها الحكومية لتصبح شركة ذات طابع مستقل وطرح 5 ‎%‎ لا ينطوي على تسييل الأصول، بل لمنحها المجال والأدوات لتنافس الشركات الكبرى المثيلة في جميع بلدان العالم، ولتتحول إلى شركة صناعية متكاملة ترتكز إلى مزايا تنافسية، تساهم في الجهد الأهم لتحويل الاقتصاد السعودي لاقتصاد صناعي.

وقال العسكر “طرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب سيعزز من قدرات الشركة، وسيجعل رؤيتها لأبعد مدى نحو المنافسة العالمية، كشركة بريتيش بتروليوم ثالث أكبر شركه نفطية خاصه في العالم التي كانت تعتبر الذراع النفطي للحكومة البريطانية لسنوات عدة قبل خصخصتها سنة 1976، وهي تحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد شركة اكسون موبيل وشل”.