قال الخبير الاقتصادي، ورئيس الاستثمارات في مجموعة الزرعوني، وضاح الطه في تصريحات ل”الخليج”: “أن هناك بعض التغيرات الكبيرة التي تحدث في الاقتصاد العالمي سوف يكون لها بعض التأثيرات المحلية وخاصة فيما يتعلق بالتغيرات المستمرة في سعر صرف اليورو مقابل باقي العملات، مشيراً إلى أن القطاع السياحي سوف يكون من أكثر المتأثرين بهذه التغيرات، متوقعاً أن تفرض هذه الأحداث نفسها على خارطة السياحة
الإماراتية مستقبلاً، حيث من المتوقع أن تصبح دول الإتحاد الأوروبي اكثر جذباً للسياح في الفترة القادمة نظراً لتدني قيمة اليورو بشكل متسارع، حتى أن التوقعات تشير إلى نزولها تحت سعر صرف الدولار في فترة قريبة” .
وطالب الطه، بالتحوط لتغير الخارطة السياحية للإمارات بإتخاذ إجراءات احترازية لما سوف تشهده الساحة السياحية من تنافسية كبيرة بخاصة على السائح الخليجي والتي يشكل حصة كبيرة من إجمالي السياحة الواردة للإمارات وبخاصة من السعودية، مشيراً إلى أن التغيرات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة في سعر صرف اليورو مقابل الدولار، وقيام الكثير من الدول الأوروبية بتسهيل إجراءات حصول الكثير من الجنسيات وبخاصة العربية على التأشيرات سوف يساهم في إقبال الكثيرين على السفر للدول الأوروبية خلال الموسم السياحي المقبل .
لا تأثيرات في الأسواق المحلية
وعن التجارة مع الاتحاد الأوروبي ألمح الطه، إلى أن أسعار السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي انخفضت أثمانها بشكل كبير لانخفاض اليورو أمام الدولار وارتباط الدرهم بالدولار، وهو ما يجب أن يظهر تأثيره على السلع محلياً، متسائلاً أنه في الوقت التي تنخفض أسعار الواردات تظل الأسعار المحلية كما هي دون تغيير، مطالباً بدور أكبر من وزارة الاقتصاد عبر تشديد الرقابة على الموردين للوقوف على مدى التزامهم بالأسعار التي يبيعون بها .
عودة الذهب
وأشار الطه، إلى أنه في ظل عدم وضوح الرؤية في الأسواق الدولية تبرز عدة ملاذات آمنة تفرض نفسها في هذه التوقيتات بالذات، ومن هذه البدائل الذهب والذي شهد ارتفاعاً في الفترة القريبة الماضية، بالتزامن مع انخفاض الأسواق العالمية بسبب النفط واليورو، حيث عاد الذهب يتصدر الواجهة مرة أخرى كملاذ آمن للاستثمار، منوهاً أنه في فترة التشكك يأتي الذهب ضمن العديد من المحافظ الاستثمارية ليحد من حالة القلق التي تمر بها الأسواق .
الصكوك بديل
وألمح الطه، إلى أن من البدائل المهمة والتي تعتبر ملاذات آمنة تأتي الصكوك الإسلامية والتي فرضت نفسها كبديل قوي في فترة السنوات القادمة التي لربما تحمل أخباراً غير سارة، حيث تعتبر حلاً مثالياً كبديل للتسييل الإجباري، فدرجة المخاطرة في هذه الصكوك تكون محدودة، فضلاً على أن العائد يعتبر من العوائد المجزية، والكثير من البنوك العاملة بالدولة تذهب إلى هذا الحل كمصدر آمن يخلق توازن في مجال الاستثمار .
وعن تأثر الإمارات بانخفاض أسعار النفط قال الطه، إن الإمارات قادرة على امتصاص أزمة النفط الحالية، حتى لو استمرت الأسعار في الهبوط لفترة طويلة مستبعداً وصول خام برنت إلى 20 دولاراً للبرميل سواء على المدى المتوسط أو البعيد، راجعاً ذلك إلى التنوع الاقتصادي التي خططت له دولة الإمارات منذ فترة والذي أمكنها من تجاوز أزمات اقتصادية أكبر من أزمة النفط الحالية .
وإلى ذلك أشار إلى أن لابد من إيجاد توازن بين مجموعة اوبك والدول خارجها لإيجاد صيغة متوازنة بين الجانبين لتجنب الانخفاضات المتواصلة لأسعار النفط، حتى داخل أوبك نفسها هناك انشقاق بين المجموعة التي تؤيد تخفيض الإنتاج أو الإبقاء عليه، ملفتاً إلى الفترة القادمة سوف تشهد المزيد من خفض الأسعار بسبب الفوائض الموجودة بالسوق .