مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 173 – خبز أمي الذي صنعته تلك الأيادي المخمليه والجبهه السمراء الاردنيه على ذاك الصاج الحديدي الذي توقد تحته نيرانآ حطبيه … ذاك الرغيف الذي أضاء ماضينا كخيوط شمس النهار وبريق نجوم ليليه .
خبز امي الذي تغنت به اجيالآ عقب اجيال أبى هذا الفن التراثي أن يندثر ليكون تاريخآ تعاصره كل الأجيال….
خبز أمي ذاك المنتج الريادي الذي إختارته تلك النشميه في بلاد الغربة ليكون اسمآ على مسمى لنقل إرث وتاريخ الأجداد نحو العالمية.
سوزان إنها النشمية الأردنيه رغم اغترابها في بلاد الحضارة والتقدم الزمني أبت إلا أن تكون سفيرة لتراث الأجداد لتنقل هذا المشروع الريادي على كفيها العربية وتحاور تاريخآ مليئ بالذكريات.
نعم انها سوزان ابو نعمة التي تذوقت خبز امي بكل مكوناته التقليديه ففاحت من جوفها رائحة الماضي العريق وتراثآ اردنيآ ترسخ بأعماق الماضي عندها شعرت بالحنين والشوق لهذا الإرث التاريخي لتحتضنه بكل ألوان الشوق مما دفعها بآن تشغل اناملها الذهبية لتنتج خبز أمي بأسمى وأرقى أنواع الفن التحضيري حتى غزا خبز أمي الأسواق العالمية بطعمه الفريد وبريقه الذهبي فتلعثمت الحناجر الذواقة لما وجدته من متعة تذوقه .
سوزان تلك النشمية التي ابتكرت لخبز أمي نكهات متعددة حتى يلامس كل الاذواق .
من هذا الابتكار التراثي الراقي استطاعت سفيرة التراث الاردني سوزان ان تنعش وتعيد الابتسامة الرائعة على شفاه الاطفال ذوي متلازمة داون بعد مشاركتهم بمنتجات خبز أمي المغذي بطعمه اللذيذ وقيمته الغذائية العالية لتتحول من ابتكار خبز أمي الى سفيرة الإنسانية .
نعم انها سوزان ابو نعمة التي أشاد بها كل من عاصر إبتكارها الريادي بمشروع خبز أمي هذا المشروع البسيط الذي أحيا تاريخ منتج عمره مئات السنين .
خبز أمي مسماه الوظيفي أما مسماه الشعبي وكما اعتادت عليه الاجيال فهو أقراص العيد الذي يعجن ويخبز ليلة العيد ليزيد العيد بهجة ولن يطيب طعمه إلا على أنغام الفلكلور الشعبي وأهازيج أمي وزغاريد نساء الحي لتتناوله الافواه كطقس من طقوس العيد.
سآلوني عن غربتي فأجبتهم بلسانآ غير متلعثمي….
لله در غربتي احييتها برغيف خبز امي فزالت وحدتي…..
قرص عيدآ فوق صاجآ تحت نارآ توقدي….
زاد شوقي وحنيآ وسط جوفي حتى اصبح جوفي اثملي…
تراث امي في بلاد الغربه اشعلتها بشعاع اردني….
سوزان ابو نعمة..
ومن الخبز حكاية
في الحياة العامة تجدها، في المجتمع المدني تجدها، في التجارة والاقتصاد تجدها، في البر والإحسان تجدها، في المناسبات الوطنية تجدها، شعلة متقدة تسير على الأرض، حكايتها مروية بلسان الحال، وصورتها لرسام كانت آخر لوحاته، لم تتعود الخذلان، لم تخذل، احد سيدة تمتلك طيبة ورقة وذكاء لا ينافسها عليه احد.
سوزران ابو نعمة، تلك المرأة تتمتع بوافر من الجمال عرفها الجميع في كل مكان، فهي صاحبة يد بيضاء، وبسمة لا تنضب تخبئ وراءها الاصالة والكرم، ولها حديث شيق يحمل بين طياته كلمات جميلة تنم عن عمق الاقتران بالأرض والوطن، وعند الحديث عن دورها في قضايا المجتمع تبرز هذه الخاصية فهي خادمة لمجتمعها بشكل واسع، ولها باع طويل في العمل التطوعي، وتنفست هواء الاردن منذ ولادتها، وعاشت طفولتها وتعلمت في ثقافة البيت كيف تمد الخواطر والأحلام جسراً لمحبة الناس والتواصل معهم ،فكانت حصيلة كل هذا، تجارب وأنشطة وفعاليات كلها رسمت طرق المحبة والنور مع الذين كانوا ومازالوا يحتاجون منها العون والفكرة والنصيحة وهذا كله بعض من سيرتها الذاتية المليئة بالشغف ومحبة الناس فلم تباعد المسافات بينها وبين ابناء وطنها فكانت في غربتها تمد يد العون لكل من يحتاج الى المساعدة.
إمرأة من الطراز الرفيع وذات صولات وجولات في مختلف المحافل، امتلكت كل مقومات الإقناع والتحفيز وعملت من اجل الجميع وحقوق الإنسان، ورعاية الإنسان البائس وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وشكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان.
نعم لقد شكلت سوزان حالة اكسبتها محبة الاخرين وجعلت منها قبلة ارتسمت على طول لحظات حياتها الحالمة، نعم هذه واحدة من بذرات الوطن وواحدة من سيدات المجتمع اللواتي يحاولن ان يبذرن الخير اليوم.
-
حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي تحت طائلة المسؤولية