توقع مديرو شركات وساطة زيادة نسبة التحسن في أسواق المال المحلية عقب انتهاء موسم الإجازات الصيفية، مؤكدين أن الأسواق استطاعت استيعاب صدمة النتائج المالية السلبية التي أعلنت عنها شريحة من الشركات القيادية، خصوصاً أن انخفاض ربحيتها كان متوقعاً من قبل شريحة كبيرة من المتداولين في وقت سابق.
وقالوا إن تعاملات الشهر الماضي شهدت نشاطاً كبيراً على شريحة منتقاة من الأسهم الصغيرة ما دفعها لتحقيق مكاسب كبيرة ومن المتوقع تواصل نموها في الفترة القادمة في ظل تركيز شريحة من المستثمرين عليها بعدما أصبحت تحقق عائداً أكبر من عدد كبير من الأسهم القيادية التي سيطر التذبذب المائل للتراجع على حركتها في الأسابيع الأربعة الماضية.
وذكروا أن عودة التحسن لحجم السيولة ونفسية المستثمرين هي الضمانة التي تؤهل الاسواق للصعود بقوة في الفترة القادمة، مشيرين إلى أن شح السيولة كان السمة الغالبية على تعاملات الشهر الماضي رغم المكاسب التي حققتها القيمة السوقية وبلغت أكثر من 16 مليار درهم.
تراجع الربحية
وقال هشام عامر الرئيس التنفيذي لشركة دلما للوساطة المالية، إن تراجع أرباح شريحة من الشركات القيادية خلال النصف الاول من العام الجاري انعكس سلباً على حركة التعاملات في الاسواق طيلة شهر يوليو، مشيراً إلى أن مثل هذا التراجع في الربحية كان متوقعاً من قبل البعض ما دفعهم للبيع استباقاً لإعلان النتائج وهو ما أسهم في هبوط الاسواق بشكل عام، لكن من الملاحظ أن الفترة التي اعقبت الاعلانات شهدت عودة التماسك ما يعكس استيعاب الأسواق مجدداً للبيانات المالية غير الايجابية لشريحة من الشركات.
وأضاف أن ما يؤكد أن السوق استوعب الصدمة التي حدثت نتيجة تراجع أرباح شركات قيادية هو عودة النشاط على اسهم منتقاة خلال الاسبوع الماضي والتي حققت مكاسب قوية مثل ميثاق والاستثمارات الخليجية وحتى سهم منازل المدرجة في السوق الثانية، مشيراً إلى أن ارتفاع شهية التداول وتحسن حجم السيولة ونفسية المستثمرين سيسهم في صعود كبير للأسواق وليس مجرد ارتفاع تدريجي فقط.
الأوضاع الجيوسياسية
وأوضح أن ارتفاع حجم السيولة وتحسن نفسية المستثمرين يعتمد في الأساس على تطورات الأوضاع الجيوسياسية على المستوى الدولي والإقليمي وليس للأمر علاقة بالوضع داخل دولة الإمارات التي تتميز باستقرار على مختلف الصعد وفي مقدمتها السياسية والاقتصادية.
وقال عامر إن تأخر إعلان شركات القطاع العقاري عن بياناتها المالية خاصة القيادية منها ليس له علاقة بالانخفاضات المسجلة في الاسواق خلال الشهر الماضي وذلك نظراً لأن عدداً كبيراً من هذه الشركات أعلنت عن اتباع سياسة محاسبية جديدة فيما يخص احتساب إيرادات المشاريع بناء على الإنجاز وليس التسليم كما كان عليه الوضع في وقت سابق ما أسهم في سهولة توقع نسبة الايرادات والأرباح في شركات القطاع وهو الأمر الذي يدركه غالبية المستثمرين.
سهم اتصالات
وتابع أن تراجع أرباح مؤسسة اتصالات كان متوقعاً بعد التطورات التي حدثت في واحدة من أهم الشركات التي تمتلك فيها حصة كبيرة وهي موبايلي، لكن كان من المستغرب ردة الفعل المبالغ بها عند إعلان النتائج، وأعتقد أن السهم في طريقه إلى التحسن من جديد والعودة إلى المستويات التي تخلى عنها عند عملية الإفصاح عن بياناته النصفية وذلك قبل حلول موعد التوزيعات المؤقتة للمؤسسة في الثلث الأول من شهر أغسطس.
وتوقع عامر أن يعقب انتهاء موسم الإجازات الصيفية عودة المستثمرين مجدداً إلى التداول ما سيسهم في تحسن الأداء في الأسواق خصوصاً بعد النصف الأول من شهر أغسطس.
سيطرة الحذر
من جانبه قال عبد الله الحوسني مدير شركة الإمارات دبي الوطني للخدمات المالية، إن تعاملات الشهر الماضي لم تكن بالمستوى المطلوب خاصة على صعيد السيولة التي انخفضت تحت ضغط من سيطرة الحذر على سلوك شريحة كبيرة من المتعاملين، الأمر الذي يعني أن زيادة شهية التداول سيكون لها الدور الاكبر في تحديد مسار الاسواق خلال الفترة القادمة.
وأضاف الحوسني لقد تأثرت الأسواق بالنتائج السلبية لبعض الشركات خلال الشهر الماضي لكن ذلك لا يعني تجاهل حقيقة التفاعل الايجابي للمستثمرين مع النتائج الايجابية التي افصحت عنها بعض الشركات الاخرى والتي استطاعت اسهمها تحقيق مكاسب جيدة أسهمت في دعم صمود المؤشرات العامة للأسواق.
وذكر أن مبادرة المحافظ المحلية بضخ السيولة في الاسواق يعد أيضاً عاملاً مهماً في تعزيز الثقة في التعاملات وتحقيق المؤشرات لمزيد من المكاسب خلال شهر أغسطس.
تعاملات هادئة
وقال زياد القيمري مدير إدارة اسواق رأس المال في مجموعة اسكورب القابضة، لقد كانت التعاملات هادئة بعض الشيء خلال شهر يوليو وسط تراجع في حجم السيولة المتداولة خاصة في سوق دبي المالي فيما بقيت مستويات السيولة عند معدلاتها المعهودة في أبوظبي في الأشهر الماضية.
مشيراً إلى أن الحذر والترقب كان السمة التي سيطرت على سلوك المتعاملين بانتظار التطورات الاقتصادية والجيوسياسة على المستويين الاقليمي والعالمي، ما انعكس بآثاره على حركة الأسواق المحلية التي تقلبت فيها الأسعار.
وأضاف أن بدء إفصاح الشركات عن بياناتها المالية عن النصف الأول من العام أثر أيضاً على حركة الأسواق، لكن ورغم ذلك فقد استطاعت الأسواق الإغلاق في المنطقة الخضراء بنهاية الشهر محققة بعض المكاسب، معرباً عن اعتقاده بعدم حدوث تغييرات كبيرة في تعاملات شهر أغسطس خصوصاً على مستوى السيولة.