أكد خبراء اقتصاديون على أهمية قيام الجهات الحكومية الأردنية بإجراء دراسة شاملة تتعلق بحجم الانعكاس الذي يلحقه نزوح اللاجئين السوريين على الإقتصاد الأردني ، خاصة وأن الأردن يعاني من مشاكل اقتصادية تتمثل في عجز حاد في موازنتة دفع بالحكومة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات و القرارات الإقتصادية التي وصفتها بالصعبة فضلا عن الأزمة المائية التي يمر فيها الأردن من عدة سنوات .
و في هذا السياق قال الخبير الإقتصادي د. نزار الرفاعي « مما لا شك فيه أن لتواجد اللاجئين السوريين انعكاس سلبي على عدة جوانب اقتصادية وطنية و أعتقد ان أهمها الجانب المائي الذي يعاني الأردن في الأصل شحا فيه و الحرص الأمني الذي فرضه الواقع الإقليمي منذ حوالي العامين ليأتي النزوح السوري ليزيد من ضغط الفاتورة الأمنية على اقتصادنا الوطني «
و أضاف الرفاعي « لهذا فإنني أرى ضرورة قيام الأردن منعا لزيادة الأثر السلبي لوجود اللاجئين السوريين على اقتصاده المحلي أن يقوم بتقديم دراسة مفصلة للجهات الدولية المختصة تتضمن حجم الأعباء الإقتصادية التي تنشأ عن هذا النزوح خاصة و أن من الواضح أن مسألة النزوح قد لا تتوقف عند هذا العدد بالنظر إلى تعقيد الأزمة السورية و تشعبها «
و قال المحلل الإقتصادي د. منير حمارنة « بصورة عامة فإن نزوح لاجئين إلى أي بلد كان من شأنه أن يشكل ضغطا على مختلف القطاعات في ذلك البلد و فيما يخص اللاجئين السوريين فإنني أعتقد بأنه إلى الآن لا يعتبر الضغط الإقتصادي المحقق على الأردن نتيجة وجودهم بالكبير و هو لن يكون كذلك إذا استمر وجودهم على المدى القصير في حين أن استمرارهم على المدى الطويل من شأنه أن يضغط على الإقتصادي الوطني بقطاعاته المختلفة كالصحي و المائي و تصبح الحاجة ملحة إلى إجراء دراسة حول حجم التأثر الإقتصادي الناشئ عن هذا النزوح «
و من الجدير بالذكر أن جلالة الملك قد أشار خلال لقائه في منتصف الشهر الجاري بعدد من القيادات والشخصيات البريطانية في العاصمة البريطانية لندن إلى الأعباء التي يتحملها الأردن رغم شح موارده نتيجة استضافته نحو (120) ألف لاجئ سوري إلى الآن .
كما أكد بدوره وزير الخارجية ناصر جودة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في وقت سابق من هذا الشهر مع المفوض السامي للاجئين أنطونيو غويتريس أن الأردن يواجه تحديات جدية تتطلب التعاون للتصدي للاحتياجات الطارئة والأساسية لللاجئين السوريين. منوها أن الأردن هو الدولة الأكثر تأثرا بالأحداث في سورية نظرا للتقارب الجغرافي ، و مشيرا إلى وجود أكثر من 120 ألفا منهم منذ الأول من أيار 2011 حيث دخل نحو 106 آلاف إلى المملكة بطريقة شرعية فيما دخل الباقي بصفة لاجئين.
ونبه جودة إلى أن الأردن يدعو المجتمع الدولي للمساعدة كي يتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات والخدمات لهم ، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة العجز الكبير في الميزانية.
كما أعلن جودة في ذات المؤتمر أن الأردن بصدد إطلاق مركز عمليات إنساني في المفرق لمواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة السورية .
و يشار إلى أن حجم التخزين في سدود المملكة خلال الموسم المطري السابق وصلت إلى نحو 112 مليون متر مكعب أي ما نسبته 34.5 % من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 325 مليون متر مكعب تقريبا .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2nJ