مجلة مال واعمال

خبراء: غياب الاستثمار المؤسسي يزيد ضبابية الأسواق

-

27

قال خبراء ومديرو شركات وساطة مالية في أسواق المال المحلية إن الغياب الواضح للاستثمار المؤسسي في كل من سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية يزيد من ضبابية الرؤية لاتجاهات المؤشرات السوقية خلال الفترة المقبلة، مُشيرين إلى أن ذلك بدا جليًا في مستويات وأحجام التداولات المحدودة على مدار جلسات الأسبوع الماضي.

وأوضحوا أن افتقاد حضور المحافظ الاستثمارية في أروقة الأسواق المحلية انعكس بالسلب على معنويات شريحة عريضة من المستثمرين الأفراد الذين امتنع كثيرٌ منهم عن التداول وآثروا الانتظار والترقب لمعرفة حركة المؤشرات العامة خلال الجلسات القليلة المقبلة.

تركز

وذكر الخبير المالي، زياد الدبّاس، أن أحجام التعاملات المحدودة في أسواق المال المحلية تعود إلى غياب المحافظ الاستثمارية عن قاعات التداولات، بالإضافة إلى تركز زخم الصفقات في أسهم بعينها مما زاد حدة التذبذبات السوقية لا سيما في سوق دبي المالي.

وقال: «إن المزاج العام للمستثمرين في الأسواق في حالة ترقب ورصد لحركة المؤشرات العامة صعودًا وهبوطًا، والمتداولون الأفراد بحاجة ماسّة إلى محفزات ترفع معنوياتهم وتعزز إقبالهم على التداول، هذا ما ستحدده توزيعات الشركات المساهمة في الوقت الراهن».

واستبعد أن تكون العوامل الخارجية كأسعار النفط أو تقلبات الأسواق المالية العالمية وراء محدودية أحجام التداولات السوقية في الدولة، لافتًا إلى أن التقلبات السعرية العالمية لم تعد تؤثر في حركة وأداء أسواق المال المحلية.

ارتباط

وبدوره، أشار المدير العام في شركة الفجيرة للأسهم والسندات، خالد محمد أبو زاهر، إلى أن الارتباط النفسي لغالبية المستثمرين في الأسواق المالية المحلية بأداء الأسواق الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى تقلبات وعدم استقرار أسعار النفط في العالم لا يزال هو المُتحكم في القرارات الاستثمارية للمستثمرين الأفراد في الأسواق.

وأكد أن غياب المحافظ الاستثمارية وغياب المُحفزات السوقية المُتمثلة في إفصاحات الشركات القيادية عن نتائجها المالية، فضلًا عن ارتفاع حدة التذبذبات التي عززت تخوفات وقلق المتداولين، الأمر الذي أدى إلى تراجع أحجام التعاملات السوقية.

وتابع بقوله: «إن الأداء المحدود لأسواق المال المحلية وعدم تحقيق مستويات أحجام تعاملات عالية في الجلسات الأخيرة من الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى إخفاق المؤشرات على الرغم من محاولاتها العديدة التي جعلتها قاب قوسين أو أدنى من اختراق حواجز منيعة أصابت معنويات المستثمرين بالإحباط وجعلتهم يكتفون بموقع المشاهد والمراقب والمنتظر».

غرابة

وفي السياق نفسه، وصف المدير العام في شركة المستثمر للوساطة المالية، علاء عوض السيد، الهدوء الذي يسود أجواء أسواق الأوراق المالية المحلية، فضلًا عن محدودية أحجام التداولات بأنه غريب ولا يتوافق مع قوة النتائج المالية المُعلنة من قبل الشركات المُدرجة.

وأفاد قائلًا: «إن المستويات المتدنية التي سجلتها أحجام التداولات تعود إلى كون الزخم السوقي تركز في أسهم رئيسة، الأمر الذي أظهر التذبذب جليًا على ملامح التعاملات في أسواق المال المحلية».

وشدد على ضرورة دخول الاستثمار المؤسسي إلى قاعات التداول السوقية، مُشيرًا إلى السيولة الكبيرة التي تمتلكها المحافظ الاستثمارية كفيلة بزيادة أحجام التعاملات في أسواق المال المحلية، وأوضح أن ذلك سوف يُضفي قدرًا أكبر من ثقة المستثمرين الأفراد في الأسواق، الأمر الذي سيرفع من معنوياتهم وسيعزز إقبالهم على التداول بالأسهــم مــن جديــد.