قال خبراء اقتصاديون أن رفع سعر البنزين أوكتان (90) سينعكس سلبا على قدرة المواطن الإستهلاكية و زيادة في نسب التضخم بالنظر إلى أن أغلب السلع تعتمد بشكل كبير في تسعيرها على كلف المحروقات .
و قال الخبير الإقتصادي حسام عايش « المحروقات سلعة مركزية تؤثر على السلع الأخرى في السوق و أعتقد أن ارتدادات الرفع ستظهر خلال الشهر أو الشهرين القادمين فمعدل التضخم الذي يقل راهنا عن (5%) مرشح للإرتفاع عن هذه النسبة نتيجة الإرتفاع الذي سيظهر على الخدمات الأخرى نتيجة رفع أسعار المحروقات و قدوم السياح و المغتربين فضلا عن الإرتفاع على السلع المصاحب لشهر رمضان و بالرغم من أن الحكومة ستعمل بالتعاون مع جهات محلية و دولية على ضبط مستويات التضخم و لكني رغم ذلك أعتقد أن نسبة التضخم ستتجاوز ال (5%) «
و زاد عايش « إذا من الناحية الفنية الحكومة وجدت نفسها مضطرة إلى رفع أسعار البنزين و لكن من الناحية الإقتصادية فالنتيجة سلبية خاصة في ظل عدم وجود ضمانات لرفع أسعار السلع الأخرى».
أستاذ الإقتصاد في جامعة اليرموك د. قاسم الحموري قال «من منطلق أن رفع سعر البنزين أوكتان (90) سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل عام نتيجة ارتباطها من الناحية التسعيرية بشكل مباشر أو غير مباشر بكلف المحروقات فإن ذلك سيؤدي بدوره إلى إضعاف قدرة المواطن الإستهلاكية التي تنخفض كلما ارتفع مستوى الأسعار مضيفا أن هذا من شأنه أن ينعكس سلبا على السوق أيضا في زيادة مستوى الركود في السوق الذي يعاني منه قبل صدور قرار الرفع» .
و قال أستاذ الإقتصاد في الجامعة الأردنية د. عبد خرابشة « أن هنالك أثرا سلبيا لرفع البنزين أوكتان (90) على دخل المستهلك بالنظر إلى زيادة كلفة حركة المركبة سواء كانت للإستعمال الخاص أو العام أو الإيجار وهذا يعني حاجة المستهلك على زيادة الحصة المالية التي يخصصها من دخله لتنقله الأمر الذي ينعكس بدوره بشكل سلبي على قدرته الشرائية ما لم يقم المستهلك بتقليص تحركاته و اقتصارها على الضروري منها»
و أضاف الخرابشة « من المتوقع أن يطرأ ارتفاع نتيجة رفع سعر البنزين أوكتان (90) على كلف المعيشة بالنظر إلى أن هنالك مجموعة من السلع و الخدمات التي ترتبط بكلف المحروقات كالكهرباء ذلك أن الإقتصاد أشبه بحلقات متصلة مع بعضها البعض»
وقال المواطن إياس خالد أنه قرر استخدام سيارته لغايات الالتزامات اليومية الضرورية نظرا لزيادة كلفة استعمالها نتيجة هذا القرار .
فيما ذكر مواطن آخر مازحا « رفع سعر البنزين (90) سيقلل الإزدحام و هذا يعني المحافظة على البيئة و سيجعل من قيادة السيارة عملية أكثر سلاسة مما يعني تقليل الإنفعال الذي يرتبه الإزدحام و هو بدوره يعمل على عدم ارتفاع الضغط كما أنه قد يشجع البعض على المشي و هذا كله ينصب أخيرا في مصلحة تخفيض الفاتورة العلاجية للمواطنين التي تترتب سواء على المواطن نفسه أو شركات التأمين أو الحكومة» .
ويشار بأن الحكومة قررت في الثاني عشر من الشهر الجاري رفع سعر البنزين 90 اوكتان الى (700) فلس للتر الواحد بعد ان كان (620) فلساً فيما قدّرت حصيلة العائدات السنوية المتأتية من هذا القرار حوالي 112 مليون دينار وفق معدلات الاستهلاك السنوية لكميات البنزين بنوعيه أوكتان 90 وأوكتان 95.
كما ذكر التقرير الشهري الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة حول التضخم محليا أن متوسط أسعار المستهلك ( التضخم) قد ارتفعت بمعدل (3,8%) خلال الثلث الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي كما أشار التقرير إلى ارتفاع مستوى التضخم بحوالي (4.5%) لشهر نيسان من العام الحالي مقارنة بنفس الشهر من العام 2011 .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2eV