مجلة مال وأعمال – النسخة الورقية العدد 176- التنوع و الاقدام و احترام الذات، أهم ثلاث عوامل لنجاحها، فما أن عرفت بتلك الصفات حتى أيقنت انها ستصل الى أعلى درجات الاحترام والتميز، ويزيدها نجاحا انها لم تتأثر يوماً بالانتماءات الجانبية، وإنما وضعت نصب عينيها خدمة مجتمعها بعيدا عن المصالح الشخصية.
ثلاث ساعات كاملة قضيتها أمس في الاستماع الى لقائي معها، للتعرف على ملامح هذا الفتاة التي طوعت المستحيل لتصبح واحدة من أبرز المؤثرات على مستوى الوطن.
فلقد اختص الله فراشة الزنبق بلحظات قدسية عظيمة، واي قدسية واي تكريم يمكن يفي هذه المرأة حقها، الطاهر ريادية من الطراز الرفيع وذات صولات وجولات سواء على صعيد عالم الجمال أو الريادة او القيادة .
فقد دمجت بين عالم التجميل والوعي واصبحت مدربة للجمال الواعي، فقد امتلكت وباقتدار كل مقومات النجاح، وعملت من اجل مجتمع ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أو مال فشكلت نقطة تحول في كل مكان وزمان وغادرت اللحظات الأولى من حياتها لتحل في مستهل الوطن والتاريخ.
إنها تشبه عناقيد اللؤلؤ إلى حد بعيد، ليس فقط بالشكل، بل بالمضمون والعمق، وهي تعتبر إضافة نوعية متميزة لأرشيف النجاح من خلال اطلاقها لمجتمع ثوري منطلقة من ذاتها فهي ثائرة تسعى الى التغيير ورفض للثقافة المجتمعية النمطية، من هنا فإن حنين الطاهر تقدم لنا نماذجًا حُرة الروح، تستحق أن تكون قدوة لكفاح مجتمعي، وإنساني، وفكري، وإبداعي، يقتبس من حكاياتها وقودًا معنويًا لخطواته فيشجع ترددها، ويؤكد على صحة وجهتها.
ضيفتنا والتي يطلق عليها لقب فراشة الزنبق من الشخصيات المكافحة الملهمة التي بدأت من الصفر، لا بل من تحت الصفر لتتجاوزه وتنتصر على عقباته، وقد بدا ذلك واضحاً في اختلاف مشاربها وتوجهاتها التي تجمع بين صفات معنوية طبعت بصماتها على كيانها فميزتها عن بقية اقرانها، ومنها الروح التواقة للكمال قدر المستطاع، والأحاسيس المرهفة، والنفس الأبية العزيزة التي لا تقبل الضيم أو النفاق، والشغف تجاه المعرفة والسعي في طلبها من كل طريق، والشعور بالغربة الداخلية الموجعة تجاه ما يحدث في مجتمعنا من أخطاء.
ان حكاية حنين التي تجمع بين صور البهجة والسلام والأمل، كانت سببا في ان اغوص بين سطور حياتها لاكتشف عالمًا جديدًا نعيش أيامه مع شخصيات قدمت الكثير، واستحقت جهودها أكثر من كثير.
انسانة واقعية تدرك أن مكاشفة نفسها لا تقيها حرجا ان تعترف امام الناس انها اخطأت، لهذا فقد اثبتت قدرة المرأة الأردنية على احداث تغيير تنموي في المجتمع الأردني واستطاعت ان تكون “رائدة وقائدة” فيه.
ومن صغرها اطلقت الفراشة لنفسها العنان لتحقيق رغباتها في الريادة والقيادة في ظل نظرة مجتمعية “ايجابية” لما تمتلكه من مقومات عززتها تجارب ناجحة للمرأة الأردنية في مجال الإعلام وفي مختلف ميادين العمل ومجالاته.
عندما يتعلق الأمر بالريادة والابداع، والتأثير في الحياة العامة، وعندما تكون الريادة دائما هدفا يسمو على كل شيء في الحياة، وعندما يكون هناك نساء قادرات على صناعة المستحيل، يقفز إسم حنين للواجهة، حيث يتبادر للذهن، إن هذا الإسم يحمل في ثناياه، الكثير من الأشياء التي لا يمكن تجاوزها.
فحنين تتقن العديد من الأدوار وتجتمع بها العديد من الصفات بامتياز وبإستثنائية لا يستطيع أي من الرجال إتقانها، فهي خلقت معها منذ التكوين بالصبر والرقة والحنان والحب والغيرة والجمال والأنوثة والطيبة المتواضعة.
وخلاصة الامر هي فتاة، قفزت فوق المستحيل، وتعمدت بماء الورد حتى أصبحت قطعة سرمدية ، كما انها اللواتي يمكن وصفهن بالعصاميات.
في داخل الطاهر لا تختبئ اية اسرار فستائره تنسدل وفضاءه احلامها، وكل صوت تسمعه هو تفاصيل عشقها لوطنها، تفاصيل حياة.
حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي