أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، حرص الإمارة على تبني الشراكات الاقتصادية مع جميع المستثمرين لإنجاز المشروعات الحيوية والاستراتيجية في الدولة.
وأشار سموه إلى أن الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة جعلها لاعبا رئيسيا في تحديد أسعار النفط، مؤكدا توفير الإمارة المناخ الملائم بما يلبي تطلعات المستثمرين، ويسهم في مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها الدولة في شتى القطاعات. جاء ذلك خلال استقبال سموه أمس في قصر الرميلة مارتن فرانكل رئيس شركة ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس العالمية، بحضور الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي نائب رئيس منطقة الفجيرة للصناعات البترولية «فوز». وتوجه رئيس شركة «ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس» مارتن فرانكل بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الفجيرة، مشيدا بحكمة توجيهاته التي أدت إلى الارتقاء بالمناخ الاستثماري الذي تشهده الفجيرة. وأكد على التسهيلات الكبيرة الذي توفرها حكومة الفجيرة للشركات النفطية العالمية والمستثمرين.
حضر اللقاء محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري، وسالم الزحمي مدير مكتب ولي العهد، ومحمد الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة، وعدد من مديري المؤسسات الحكومية في الفجيرة.
الفجيرة تنشر بيانات مخزوناتها النفطية أسبوعياً بداية 2017
وقع الشیخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي نائب رئیس منطقة الفجیرة للصناعات البترولیة «فوز»، صباح أمس، مذكرة تفاهم مع شركة «ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس»، لتتولى مھام نشر بیانات المخزونات النفطیة في الفجیرة، بشكل أسبوعي، اعتباراً من بداية العام المقبل، فيما وقع نيابة عن الشركة مارتن فرانكل رئيس الشركة. «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» العالمية.
وأكد الشیخ الدكتور راشد الشرقي عقب التوقيع في مبنى «فوز»، ببرج الهلال بالفجيرة، بحضور كابتن موسى مراد مدير ميناء الفجيرة، والمهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة، وشريف العوضي مدير هيئة المنطقة الحرة بالفجيرة، وعدد من مديري المؤسسات الحكومية في الفجيرة، أهمية الارتقاء بالدور الذي تلعبه إمارة الفجيرة وميناؤها كمركز عالمي لتجارة الطاقة في توفير البيانات السعرية للمنتجات البترولية بشكل دوري في الإمارة، كمركز عالمي يزود الجهات التي تتطلع للتعاون مع الإمارة من خارج منطقة الخليج، من خلال طرف ثالث مستقل، يعمل على زيادة مستوى الشفافية، وتعزيز المصداقية، ما ينعكس إيجاباً على صناعة تخزين وتداول المنتجات النفطية في إمارة الفجيرة.
شفافية البيانات
وأشار الشيخ الدكتور راشد الشرقي، إلى أن توقيع مذكرة التفاهم، يعزز جهود حكومة الفجيرة الساعية لجعل ميناء الفجيرة المطل على المحيط الهندي، مركزاً عالمياً لتخزين النفط وتجارته، مؤكداً أن مذكرة التفاهم خطوة هامة لزیادة الشفافیة، وتعزیز صورة الإمارة للجھات التي تتطلع للتعاون معها من خارج منطقة الخلیج، وشدد على أن نشر البيانات بشكل دوري ومنتظم ومتاح للجميع، يعتبر من العوامل الرئيسة لنجاح المراكز المتخصصة في تجارة البضائع السائلة حول العالم، حيث إن نشر البيانات والأرقام يقلل من حالة الغموض في الأسواق، ويتيح للمتاجرين والمستثمرين رؤية الفرص وتقدير المخاطر على نحو أفضل، ويمكنهم من إعداد استراتيجياتهم، وهم مدركون المخاطر، ما يعني في المحصلة، تسجيل قدر أكبر من الأرباح.
وأشار نائب رئيس منطقة الفجيرة للصناعات البترولية، إلى أن شركة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس، تعد إحدى أكبر الشركات العالمية المستقلة المتخصصة في تزويد المعلومات وخدمات التسعير، في ما يتعلق بالمنتجات النفطية والسلع، مؤكداً أن التعيين يعد خطوة أخرى للأمام، وفي المسار الصحيح، نحو نقل الفجيرة إلى مصاف كبار اللاعبين العالميين في مجال الطاقة، وتعزيز مكانتها كأحد أكبر وأهم مراكز تخزين وتداول المنتجات النفطية في العالم.
مرجع للتسعير
وأكد أن فكرة تطوير مرجع لتسعير المنتجات النفطية في الفجيرة، ليست وليدة اللحظة، حيث تبلورت الفكرة على مدى السنوات القليلة الماضية، مدعومة بمجموعة من المقومات التي تؤهل الفجيرة لتكون مركزاً إقليمياً لتسعير المنتجات النفطية المتداولة في المنطقة، أهمها الموقع الاستراتيجي لإمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز، خاصة أنه يملأ الفراغ الزمني بين الشرق والغرب، إلى جانب ضخامة حجم المخزونات والكميات الكبيرة المتداولة عن طريق الفجيرة، التي تحتاج لمرجع سعري خاص بها. وأوضح أن ذلك يضيف عمقاً واستقراراً أكبر للسوق، بالإضافة إلى البنية التحتية الهائلة التي يوفرها ميناء الفجيرة، وشركات التخزين التي تسهل عملية تداول وتجارة المنتجات النفطية بشكل سلس، انتهاء بالبيئة التشريعية الجاذبة لدولة الإمارات.
من جانبه، قال دیف إیرنسبرجر رئیس شؤون تسعیر الطاقة في شركة»ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس»، إن المشروع يأتي في الوقت المناسب، حیث نشھد زیادة الطلب على تطویر وإعداد منظومة خلیجیة لتجارة الطاقة، علماً بأن الأسواق في المنطقة، سجلت أقوى معدلات النمو عالمياً، من حیث التوزیع والاستھلاك. وتتضمن البيانات التي سنقوم بنشرها أسبوعياً بشكل مفصل، بعد توقيع مذكرة التفاهم مع منطقة الفجيرة للصناعات البترولية «فوز»، التقسیم التالي: مخزونات زیت الوقود والرواسب المتبقیة ومنتجات التقطیر المتوسطة والمنتجات الخفیفة.
لجنة
من ناحيته، أوضح كابتن موسى مراد مدير ميناء الفجيرة، أن منطقة فوز شكلت مؤخراً لجنة الفجيرة للبيانات، والتي تعرف اختصار«فيدكوم»، حيث تتولى مسؤولية جمع بيانات المخزونات، والتحقق منها، ونشرها على نحو مماثل للبيانات التي تصدرها المراكز العالمية الأخرى لتخزين وتجارة المشتقات النفطية، مثل سنغافورة وروتردام.
وأكد أن ميناء الفجيرة يعد الضلع المكمل لمنطقة فوز الصناعية، وسيعمل بالتنسيق مع فوز والمنطقة الحرة، على جذب المزيد من الشركات العالمية للإمارة، وأن إدارته تماشياً مع سياسة الشيخ صالح بن محمد الشرقي رئيس هيئة الميناء، تعمل على التوسع في الخدمات اللوجستية، من حيث زيادة الأرصفة والقاطرات البحرية.
وقال إن إمارة الفجيرة تتميز بموقع فريد على المحيط الهندي، وتعمل جاهدة وبخطوات متسارعة على ترسيخ اسمها على خارطة الطاقة العالمية، ويبدو ذلك جلياً، من خلال الاستثمار المتواصل في تطوير قدراتها لمناولة المنتجات النفطية عبر ميناء الفجيرة، التي تعادل حالياً 100 مليون طن سنوياً من المشتقات النفطية والنفط الخام، وكذلك من خلال جهودها الحثيثة على زيادة طاقتها التخزينية إلى 10 ملايين طن متري حالياً، لتتجاوز 14 مليون طن متري خلال السنوات المقبلة.
وغالبية الشركات العاملة في صناعة التخزين بالفجيرة، تقوم بزيادة قدراتها التخزينية، من ضمنها شركة في تي تي إي، التابعة لمجموعة فيتول، وتشمل نشاطات التوسعة الأخرى الجارية حالياً، مشروع توسعة خزانات الفجيرة للنفط، ومشروع شركة جلف بتروكيم، إلى جانب مشروع شركة كونكورد، بطاقة استيعابية تعادل مليون متر مكعب من النفط الخام والمشتقات النفطية.
موجب الاتفاق
وتحصل شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس»، بموجب مذكرة التفاهم على تفويض بنشر بيانات مخزونات النفط بشكل دوري أسبوعياً، وبتقديم العون والمشورة إلى حكومة الفجيرة، والتواصل مع الجهات من خارج منطقة الخليج التي ليس لها دراية كافية بالقدرات المتنامية المتوفرة في الإمارة، وتتضمن البيانات التي ستقوم بنشرها بلاتس أسبوعياً بشكل مفصل، التقسيم التالي، مخزونات زيت الوقود والرواسب المتبقية ومنتجات التقطير المتوسطة والمنتجات الخفيفة.
موقع استراتيجي
تقع الفجيرة في قلب ممر مسار الطاقة الجديد، الذي يمتد من شرق قناة السويس إلى عمق قارة آسيا، وتحظى الفجيرة بمجموعة هائلة من القدرات والإمكانات، من ضمنها شبكة خطوط أنابيب ومرافق واسعة للتخزين، والعديد من الأرصفة العميقة القادرة على استقبال مختلف أنواع السفن، وتم في سبتمبر تدشين أول رصيف بترولي عملاق على المحيط الهندي لناقلات النفط الخام من فئة VLCC، إلى جانب زيادة أعداد المراكز المالية في المنطقة، وأصبحت غالبية البنوك وشركات النفط الوطنية ومؤسسات تداول السلع الأولية، تشارك جميعها في النشاطات التجارية المنطقة.