اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي قرار المجلس رقم (37) لسنة 2015 بشأن تنظيم مزاولة مهنة التقييم العقاري في دبي.
ويهدف القرار إلى قصر مزاولة مهنة التقييم العقاري على المقيّمين العقاريين المؤهلين والمدرجين في سجلات مؤسسة التنظيم العقاري، وضمان تقييم الأصول العقارية بشكل منظم ودقيق لأغراض الحصول على التسهيلات الائتمانية من المصارف وغيرها من الأغراض الأخرى.
مهام وصلاحيات
وحدّد القرار مهام وصلاحيات مؤسسة التنظيم العقاري والتي تضمنت: البت في طلبات قيد وتجديد قيد وإعادة قيد المقيِّمين، وكذلك البت في طلبات قيد المقيِّمين المتدربين، وطلبات التصاريح وتجديدها للشركات والمؤسسات الفردية التي ترغب بمزاولة المهنة، والنظر في الشكاوى المقدمة بحق مزاولي المهنة والمقيّمين المتدربين، والتحقيق فيها، واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها، والإشراف والرقابة والتفتيش على أعمال مزاولي المهنة للتأكد من مدى التزامهم بهذا القرار، وبشروط القيد أو التصريح الممنوح لهم.
وتتولى المؤسسة، وفقاً لما نصّ عليه القرار، الإشراف على عملية تدريب وتأهيل المقيِّمين والمقيِّمين المتدربين، والعمل على ترسيخ مبادئ وأخلاقيات وتقاليد المهنة، وإعداد النماذج اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القرار، وإنشاء السجل الخاص بالمقيمين وتحديد شكله والبيانات والمعلومات الواجب إدراجها فيه.
حظر
ويُحظر على أي شخص طبيعي أو اعتباري مزاولة المهنة في الإمارة، ما لم يكن مقيداً في السجل الخاص بالمقيّمين، أو مُصَرحاً له بذلك من مؤسسة التقييم العقاري، كما يُحظر على أي مكتب أو مصرف أو مؤسسة مالية في الإمارة استخدام أو الاستعانة بأي شخص كمقيِّم غير مُقيّد، ويُحظر أيضاً على المقيّم الذي يعمل لدى المصرف أو المؤسسة المالية تقديم خدمات التقيّيم العقاري لغير المصرف أو المؤسسة المالية التي يعمل لديها.
شروط
وفصّل القرار شروط قيد المقيِّمين، إذ يُشترط فيمن يتقدم بطلب قيده في السجل كمقيِّم: أن يكون من مواطني الدولة، والحصول على المؤهلات العلمية والشهادات التدريبية التي يصدر بتحديدها قرار من المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك، كما يجب أن يتمتع بخبرة عملية لا تقل عن عامين في مجال التقييم العقاري، أو أن يكون أنهى فترة التدريب المقررة بموجب هذا القرار.
أصول
وأوجب القرار على مزاولي المهنة الالتزام بالدقة ومراعاة أصول المهنة وتقاليدها عند تأديته لأعماله، وعدم إفشاء البيانات أو المعلومات التي يكون قد اطلع عليها بحكم قيامه بأعمال التقييم العقاري، وكذلك الالتزام بمعايير وطرق التقييم المنصوص عليها في كتاب التقييم العقاري، وألا يعمل المقيّم لدى أكثر من مكتب في الإمارة إضافة إلى مجموعة من الالتزامات الأخرى التي تضمن قيام المُقيّم بواجباته على الوجه الأكمل.
في الوقت ذاته، يجب على الشركة أو المؤسسة الفردية المُصرّح لها بمزاولة التقييم العقاري في دبي، إبرام اتفاقية تقييم عقاري مع الجهة طالبة التقييم، ويجب أن تشتمل هذه الاتفاقية على التزامات وحقوق طرفيها، مثل تحديد العقار المطلوب تقييمه والغرض من التقييم ومدة إنجازه والبدل المالي مقابل إجرائه، وفي حال حدوث خلاف بين المكتب والجهة طالبة التقييم بشأن هذه الاتفاقية، يكون للمؤسسة النظر في هذا الخلاف بواسطة لجنة يتم تشكيلها بقرار يصدره المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك.
عقوبات
ويُعاقب كل من يرتكب أياً من الأفعال المنصوص عليها في الجدول المُلحق بالقرار، بالغرامة المبيّنة إزاء كل منها، وتُضاعف قيمة الغرامة في حال معاودة ارتكاب المخالفة ذاتها خلال سنة واحدة من تاريخ ارتكاب المخالفة السابقة لها، وبما لا يزيد على مئتي ألف درهم.
ويجوز لمؤسسة التنظيم العقاري اتخاذ عدد من التدابير بحق المخالفين كوقف المخالف عن مزاولة المهنة لمدة لا تزيد على ستة أشهر، وإلزامه بحضور دورة تدريبية أو تأهيلية وفقاً للمدد والشروط التي تحددها المؤسسة، وصولاً إلى شطب قيد المخالف من سجل المقيّمين وإلغاء التصريح الممنوح له.
ونص القرار على العمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
استثناءات
شمل القرار عدداً من المواد المُنظّمة لخدمات التقيّيم العقاري، منها الاستثناء من شروط القيد في سجل المقيّمين بمؤسسة التقييم العقاري وإجراءاته، ووضع الشروط الواجب توفرها في المُقيّم المتدرب، وفترة التدريب، وكذلك شروط إصدار التصاريح ومدتها، بالإضافة إلى الاشتراطات التي يجب أن تتوفر في تقرير التقييم العقاري، والحصول على التصاريح.
مسؤولون: القرار يسهم في تعزيز شفافية ومصداقية السوق
أكد مسؤولون عقاريون أن قرار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، باعتماد المجلس القرار رقم (37) لسنة 2015 بشأن بتنظيم مزاولة مهنة التقييم العقاري في دبي سيعزز شفافية ومصداقية السوق العقاري في دبي والإمارات عموماً.
ورحب سلطان بطي بن مجرن مدير عام دائرة الأراضي والأملاك بالقرار قائلاً: إن هذا القرار سيسهم في تعزيز شفافية ومصداقية السوق العقاري في دبي والإمارات عموما، لأنه سيحدد الجهات والفئات المؤهلة لممارسة هذا العمل المهم في الامارة.. في الوقت الذي يحظر فيه على غير المرخص لهم إصدار التقارير بغرض التقييم العقاري، لاسيما وأنه سيكون هناك سجل رسمي للمقيّمين العقاريين في الإمارة.
ونوه بأهمية القرار، لأنه يضع القواعد الأساسية لعمل الأطراف المصرح لهم بممارسة التقييم العقاري، خاصة وأنهم سيكونون محكومين بكتاب الإمارات لمعايير التقييم المتوافق مع المعايير الدولية وسيخدم القرار قطاع البنوك، حيث سيتمكن الملاك والبنوك من طلب التقييم العقاري من المقيّمين المعتمدين حسب الشروط الدقيقة التي حددها القرار الرسمي.
ممارسات
وقال هشام عبدالله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل لإدارة الأصول: يعتبر القرار الذي اعتمده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بشأن تنظيم مزاولة مهنة التقييم العقاري في دبي، واحدة من أهم الخطوات التي ترتقي وترسخ الممارسات الشفافة التي اشتهر بها السوق العقاري في دبي منذ السنوات الأولى لانطلاقته وحتى الآن.
وأضاف: اشتهر السوق المحلي على مستوى العالم بمصداقيته، وقدرته على حفظ حقوق كافة الأطراف، من المستثمرين والمطورين والوسطاء وصولاً إلى المستخدمين النهائيين. وكانت هذه الوصفة المثلى التي ضمنت للسوق سمعته العالمية النزيهة، ليتمكن من استقطاب المستثمرين من أبرز الوجهات الاستثمارية في آسيا وأوروبا.
وتابع: بهذا القرار، ستتمكن مؤسسات التمويل والبنوك المحلية من ممارسة عملها بطمأنينة تامة، لأنها تدرك أن وثائق التقييم التي ستحصل عليها يكون مصدرها جهات يمكن الاعتماد عليها والوثوق بمستنداتها عندما يتعلق الأمر بتقييم العقارات المقدمة لها لتمويلها.
حماية
وأردف: لو أمعنا النظر في ذلك لوجدنا أن هذا يعني توفير الحماية لمؤسساتنا التمويلية والمصرفية من التجاوزات والممارسات غير المسؤولة التي قد تصدر عن جهات لم يتم اعتمادها من جهات الاختصاص، لأن القرار يرتكز على جملة من الأهداف ومن أبرزها تحديد الجهات المؤهلة لممارسة هذا العمل الحيوي لسوق العقارات.
واختتم قائلاً: إن القرار يحظر على غير المرخص لهم إصدار التقارير بغرض التقييم العقاري، وستدرج أسماء المقيّمين العقاريين المعتمدين للسوق المحلي في سجل رسمي يمكن الاستئناس به من قبل الأطراف التي تحتاج إلى خدماتهم بعد اعتمادهم من قبل مؤسسة التنظيم العقاري التي أنيط بها أيضا مهام الإشراف على عملية تدريب وتأهيل المقيِّمين قبل البدء بممارسة هذه المهنة.