دشّن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي صباح أمس، مقر «بناة المدينة» الدائم كجهة حكومية تابعة للأمانة العامة للمجلس، للارتقاء بأداء الخدمات الحكومية المشتركة في الإمارة، والانتقال بها إلى مستويات ريادية جديدة، وذلك في السركال أفنيوز في منطقة القوز بدبي.
ويركز «بناة المدينة» على تصميم رحلة المتعاملين من البداية للنهاية، وتطبيق أفكار التصميم المبتكر للخدمات الحكومية، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية. وقال سمو ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي خلال الافتتاح: «حكومة دبي على التزام تام بتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرامية إلى تحقيق الريادة في الخدمات الحكومية وإسعاد المتعاملين».
ووجه سموه بناة المدينة بتحسين الخدمات الحكومية المشتركة بإمارة دبي بنسبة 100%، مع حلول إكسبو 2020 دبي، داعياً جميع الجهات الحكومية للتعاون مع بناة المدينة، وبذل أقصى الجهود لتحويل دبي إلى مدينة الخدمات الريادية الأولى في العالم.
وأوضح أن «سباق بناة المدينة» الذي تم إطلاقه في 2014 شكل نقلة نوعية في مجال تحسين الخدمات الحكومية المشتركة، لذا يعزّز هذا النجاح اليوم جهود الجهات الحكومية للارتقاء برحلة المتعاملين، وإعادة تصميم الخدمات ذات الأولوية بشكل مبتكر، والهادفة إلى إسعاد المتعاملين بشكل رئيسي.
وأضاف سموه: «وجّهنا بأن يكون للمتعامل دور كبير في عملية تحسين الخدمات الحكومية المشتركة، وذلك من خلال «بيت المتعامل» الذي يعتبر النموذج الأول من نوعه في المنطقة، والذي سيعطي الفرصة للمتعاملين للاشتراك في عملية تحسين الخدمات على مدار العام».
وقال: «سيقوم فريق العمل بدراسة احتياجات الجمهور بشكل علمي وريادي، يستند إلى أفضل الممارسات الحكومية، وسيوفر «بناة المدينة» لجميع الجهات الحكومية الفضاء المناسب لدراسة رحلة المتعاملين بشكل علمي مبتكر». واطلع سموه خلال الافتتاح الرسمي لمقر «بناة المدينة» على «استوديو تصميم رحلة المتعامل» الذي تم إعداده بطريقة مبتكرة، تتناسب مع آلية العمل لرسم خرائط المتعاملين، والعمل على مبادرات مبتكرة لإعادة تصميم هذه الخدمات بشكل جديد ومنفرد.
ويوفر«بيت المتعامل» البيئة الملائمة للاستماع لآراء المتعاملين وأفكارهم، للارتقاء بالخدمات الحكومية واستخدام آخر ما توصلت إليه العلوم الحديثة والتطبيقات الحكومية، لدراسة سلوكياتهم، كما سيمثل فرصة للموظفين وأعضاء الفرق للتواصل المباشر معهم وفهم احتياجاتهم بطريقة أشمل وأعمق.
وسيركز عمل «بناة المدينة» على أربعة محاور شمولية هي: «رسم رحلة المتعامل وإعادة تصميم هندسة الخدمات الحكومية المشتركة، والخدمات ذات الأولوية» بالتعاون مع الجهات المعنية، و«بناء القدرات في مجال رسم رحلة المتعامل وتصميم الخدمات»، و«تنفيذ الدراسات والبحوث لفهم صوت المتعامل وسلوكياته»، و«بناء قدرات موظفي الصف الأمامي بما فيهم الموظفون خلف الشاشات الرقمية».
وفي محور «رسم رحلة المتعامل وإعادة تصميم هندسة الخدمات الحكومية المشتركة، والخدمات ذات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية»، سيركز «بناة المدينة» على رسم رحلة المتعامل من البداية للنهاية، بغض النظر عن الجهة الحكومية المقدمة للخدمة، وتصميم الخدمات عبر جميع القنوات، بما يضمن التكامل فيما بينها، ويمنع الازدواجية، ويسهل التحول لنموذج الحكومة الذكية.
وفي محور «بناء القدرات في مجال رسم رحلة المتعامل وتصميم الخدمات»، سيتم إعداد الكوادر في مجال رسم رحلة المتعامل وهندسة الخدمات، وذلك من خلال طرح «برنامج خبير معتمد في هندسة الخدمات»، ويشتمل البرنامج على ثلاثة مستويات تدريبية لضمان استمرارية التطور في قدرات مصممي الخدمات، حيث يبدأ المتدرّب بمستوى «خبير معتمد»، يليه مستوى «خبير أول»، ثم «خبير مدرب»، وذلك حسب الدورات التي يحصل عليها.
واعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الشعار الرسمي لبناة المدينة الذي يعبر عن التكامل والعمل بروح الفريق الواحد، بين الموظفين والمتعاملين الذين يتحلّون بالسعادة والإيجابية، و يرمز الشعار إلى أن الجميع يمكنهم أن يكونوا من «بناة المدينة»، وأن يساهموا في تطوير وتحسين الخدمات الحكومية من مختلف الأعمار والمهن.
وبهذه المناسبة قال عبد الله الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: «الخبرة المتراكمة لدينا من تجربة بناة المدينة للأعوام الثلاثة الماضية، سلطت الضوء على أهمية رسم تجرية المتعامل من البداية للنهاية، بغض النظر عن الجهة الحكومية التي تقدّم الخدمة، وأهمية التركيز على ملاحظات المتعاملين النوعية وآرائهم». وأضاف: «سيتم العمل الفوري على تطبيق توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لتشكيل الفرق والعمل على مبادرات تصب في مصلحة المتعامل بالدرجة الأولى، وتساهم في إسعاده».
وخلال الإطلاق اعتمد سموّه، منهجية التصميم الإبداعي للخدمات التي سيتم استخدامها من قبل بناة المدينة، والتي تشتمل على خمس مراحل رئيسية هي: «التحضير للتغيير»، وتبدأ باكتشاف تحد ما في إحدى الخدمات، أو تحديد فرصة معينة للارتقاء بها، وتحضير كافة المتطلبات الأولية لتناولها، ويتم تحديد الخدمات ذات الأولوية بالتعاون مع مركز نموذج دبي، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي.
وتتمحور مرحلة «الاستكشاف والتعاطف» حول استثمار الوقت والجهود الضرورية في الاطلاع أكثر على خلفية وسياق الخدمة قيد الدراسة، ويتم تطبيق ذلك من خلال الاستكشاف، وجمع مصادر المعلومات، بهدف فهم الخدمة والأشخاص المتأثرين بها، أو المؤثرين فيها بشكل أفضل، وذلك من أجل المساهمة في ابتكار وتطوير الأفكار الأولية.
وترمي مرحلة «توليد الأفكار والاختبار» إلى رسم رحلة المتعامل وتحديد لائحة بكافة الحلول المحتملة للتحدي المطروح، من أجل بلوغ الأهداف المنشودة التي تم تحديدها في نهاية المرحلة السابقة. أما مرحلة «عرض الحالة» فعند الانتهاء من وضع نماذج أولية للمبادرات واختبارها وتعديلها بشكل مستمر لإعادة تصميم رحلة المتعامل، يمكن لفريق العمل المضي قدماً نحو المرحلة التالية، وقد تكونت لديه فكرة واضحة عن المبادرة «مجموعة المبادرات» التي يرغب بتطبيقها، لتغيير رحلة المتعامل نحو الأفضل، ويلزم فريق العمل بتحضير وتقديم عرض لفريق مديري العموم للاعتمادات اللازمة. وفي مرحلة «التطبيق والمتابعة» يقوم الفريق بالعمل على تطبيق التغييرات اللازمة لرحلة المتعامل، عن طريق تنفيذ المبادرات المعتمدة، ورفع التقارير بمدى التقدم فيها، وذلك بالتعاون مع مركز نموذج دبي.
من جانبها قالت إيمان السويدي، مدير مركز نموذج دبي: «بناة المدينة سيوفر خدماته لجميع الجهات الحكومية وللقطاع الخاص، وسيركز على الخدمات الحكومية المشتركة في إمارة دبي، والخدمات ذات الأولوية للتحسين، فالمكان مفتوح لجميع مقدمي الخدمات في مقر بناة المدينة وكافة المرافق التابعة له، وذلك إيماناً منا بأهمية إشراك الجميع بما فيهم القطاع الخاص، والجمهور، لتعزيز مكانة الإمارة الريادية في مجال تقديم الخدمات».
وخلال تدشين مقر «بناة المدينة»، سلم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «كأس بناة المدينة» للفريق البرتقالي لخدمات الفصل في الدعاوى العمالية، الذي فاز في الفئة عام 2016 ويتشارك فيها كل من القيادة العامة لشرطة دبي، واللجنة الدائمة لشؤون العمال، ومحاكم دبي، ووزارة الموارد البشرية والتوطين. وتم اختيار الفريق البرتقالي لمبادراته الاستثنائية التي عمل عليها العام الماضي، والتي تمكن من خلالها من الوصول لوفرات مالية لحكومة دبي، تجاوزت 370 مليون درهم، و24 مليون درهم على المتعاملين. وتتشكل «كأس بناة المدينة» من أربع قطع يتم تقسيمها بحيث تشكل معاً شكلاً هندسياً يعبر عن أهمية التكامل بين الجهات.
والتقطت لسموه الصور التذكارية مع الفريق السماوي لخدمات صحة الأطفال، لتقليل نسبة السمنة، الذي حصل على التكريم الخاص عام 2016 لجهوده الاستثنائية للارتقاء بهذه الخدمة على المدى الطويل