افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي، أمس، فعاليات الدورة الثالثة والأربعين من معرض ومؤتمر الصحة العربي 2018 «آراب هيلث» أكبر ملتقى للمهنيين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يستمر أربعة أيام في مركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض.
وقام سمو الشيخ حمدان بن راشد عقب الافتتاح بجولة في المعرض اطلع خلالها على أحدث المعدات والابتكارات الطبية التي تعرضها الجهات والشركات المشاركة ورافقه خلالها معالي حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي.
والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية والدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بسلطنة عمان وعدد من كبار المسؤولين الطبيين الإقليميين والعالميين. ويستضيف هذا الحدث الذي يعد أضخم معرض للمتخصصين في الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 4200 شركة عارضة و8000 موفد من مختلف أنحاء العالم.
فيما يعكس تطوره عاماً بعد عام من حيث الحجم والمشاركة رؤية دولة الإمارات 2021 التي تهدف إلى تنفيذ منظومة عالمية للرعاية الصحية واستضافة نخبة من الخبراء الرواد عالمياً في المجال الطبي ومجموعة من أكثر شركات الرعاية الصحية ابتكاراً مثل «جيتينج» و«فيليبس» و«سيمنز هيلثنيرز» و«دريجر» و«ماسيمو».
واستعرضت الشركات العارضة منتجات رائدة بما في ذلك روبوت جراحي موجه بالصور في الوقت الفعلي من جامعة «جونز هوبكينز» بالولايات المتحدة الأميركية تم استخدامه لتركيب مسامير في العمود الفقري لأحد المرضى ونظام الواقع المعزز الذي طورته شركة «نوفاراد» وأول نظام روبوت في العالم للتصوير الحراري للثدي من إنتاج شركة «كيورا» وأول جهاز فحص بالأشعة المقطعية مزود بالذكاء الاصطناعي من إنتاج «سيمنز هيلثنيرز» وغيرها من المنتجات الطبية المتطورة.
ويصاحب فعاليات معرض الصحة العربي هذا العام تنظيم 19 مؤتمراً للأعمال والتعليم الطبي المستمر تشمل مؤتمرات التصوير ووسائل التشخيص وجراحة العظام وطب الأطفال والرعاية عبر الاتصال الإلكتروني ومنتدى الصحة العامة والهندسة الطبية الحيوية والطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد وطب الطوارئ وطب الأسرة وارتفاع ضغط الدم والتخدير والسمنة المفرطة وإدارة الجودة وجراحة الرضوح والرعاية الحرجة وأمراض الجهاز الهضمي وطب الجهاز التنفسي وطب الأسنان والعلاج الدوائي.
مشروعات تطويرية
وأطلق سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي، أمس، القناة التلفزيونية المتخصصة لهيئة الصحة بدبي «DHA TV» التي تعد إضافة جديدة للمحتوى الإعلامي المتخصص محلياً وعربياً وقناة تفاعلية مفتوحة على المجتمع والعالم ترتكز اهتماماتها على مجمل القضايا الصحية وتنمية الوعي والتثقيف الصحي.
جاء ذلك خلال تفقد سموه منصة الهيئة المقامة ضمن فعاليات معرض ومؤتمر «الصحة العربي 2018» التي انطلقت أمس في مركز دبي التجاري العالمي للمؤتمرات والمعارض، حيث اطلع سموه على مجمل المشروعات والمبادرات التطويرية التي تتبنى الهيئة تنفيذها بحضور معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العالم لهيئة الصحة بدبي وعدد كبير من المسؤولين والشخصيات المجتمعية.
وحرص سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لدى زيارته منصة «صحة دبي» على التعرف إلى تفاصيل المشروعات والمبادرات التطويرية وأهدافها العامة المتصلة باستراتيجية دبي ورؤيتها، حيث استمع سموه من المسؤولين والمختصين إلى شرح مفصل حول مشروع «سالم AI»، الذي سيتم بموجبه ربط مختبرات الأشعة في جميع منشآت هيئة الصحة بدبي لاسيما مراكز فحص اللياقة الطبية بأحدث الأنظمة الذكية فائقة الدقة في العالم ووفق أفضل المعايير المعمول بها.
وفي ختام الجولة تقدم معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي في الهيئة بالشكر والامتنان إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، معتبراً زيارة سموه لمنصة الهيئة في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2018 حافزاً مهماً لجميع العاملين في الهيئة، كما شكر سموه للتفضل بتدشين قناة هيئة الصحة بدبي التلفزيونية «DHA TV» التي انطلقت تحت شعار «صحة وسعادة».
وأكد معاليه أن الهيئة تعمل وفق استراتيجية متكاملة الأهداف والمسارات وأن جميع أعمال التطوير تسير في خطوط متوازية ونحو أهدافها وهي تشمل القطاع الصحي بكل تكوينه وأطرافه الحكومي والخاص.
وذكر القطامي أن المضمون الأساس لجميع مشروعات التطوير يرتكز على التوجهات المستقبلية وأدواتها وبرامجها وجميع أنظمتها المبتكرة والذكية.
والتقى العويس الدكتور شريف أبو النجا الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفى سرطان الأطفال «57357» وقال إن المجموعة نجحت في بناء صرح طبي عملاق متخصص في واحدة من أخطر أمراض العصر، مثمناً معاليه الجهود المجتمعية والتضافر الإنساني الذي وقف وراء مستشفى «57357».
ابتكارات معروضة
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق جهاز ذكي لمراقبة نبضات مرضى القلب وذلك ضمن المشاريع الابتكارية وهو عبارة عن جهاز صغير يوضع في اصبع اليد على مدار الساعة لمراقبة حالة المريض الصحية، في حال ارتفاع أو انخفاض نبضات القلب، يمكن جميع أفراد العائلة إضافة للطبيب المعالج والإسعاف الوطني من مراقبة المريض على مدار الساعة.
كما كشفت الوزارة عن إدخال تقنية جديدة، لعلاج اكتئاب مرضى التصلب اللويحي، باستخدام تطبيق ذكي، بدلاً عن الدواء، من خلال ربطه بالهاتف أو أجهزة الحاسب الآلي ليقوم بدوره بالتحدث مع المريض، وتقديم برامج علاجية له، حسب حالته.
كما أعلنت الوزارة عن إطلاقها تطبيق «ليبري لنك» الذكي لقياس السكر من «شركة آبوت»، وذلك باستخدام الهاتف الذكي لمرضى السكري وفق تصور ورؤية لحلول رعاية صحية شخصية والإدارة الذاتية للمرض من خلال استخدام أجهزة مراقبة ذكية لقياس مستوى السكر.
برنامج لتقييم أداء المنشآت الصحية
أطلقت هيئة الصحة في دبي برنامجاً لتقييم أداء المنشآت الصحية، تقيس الهيئة من خلاله الخدمات المقدمة من جميع المنشآت الصحية في إمارة دبي في مجال سلامة صحة المرضى، كذلك قياس مستوى الكفاءة التشغيلية للمنشآت، وفق مدير إدارة التنظيم الصحي في الهيئة الدكتور مروان الملا.
وأوضح الملا في تصريحات صحافية خلال إطلاق البرنامج، على هامش فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي، الذي افتتح فعالياته أمس، أن البرنامج يهدف إلى تحفيز المنشآت الصحية على تقديم أعلى مستويات العناية الصحية وتعزيز تجربة المرضى من خلال تطوير نظام شامل لجمع وتحليل ومراقبة مؤشرات الأداء الخاصة بالمنشآت الصحية لضمان ممارساتها الصحيحة وتحفيزها لتطوير أدائها مما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.
وذكر أن المبادرة تتضمن محاور رئيسية لقياس مؤشرات الأداء للمنشآت، تتمثل في قياس «مؤشرات سلامة المرضى، ومؤشرات الجودة السريرية، وسعادة المريض من خلال تجربته داخل المنشأة، إضافة إلى كفاءة وجودة الأداء، والمؤشرات التشغيلية.
ولفت إلى أن الهيئة مرت بخمس مراحل قبل إطلاق المبادرة تمثلت في «دراسة الوضع الحالي للمنشآت والمقارنة المعيارية العالمية لأفضل الممارسات، ووضع المنهجية وأدوات القياس، وتطوير النظام لقياس الأداء، إضافة إلى الدراسة التجريبية وتنفيذ المبادرة، وتتمثل المرحلة الخامسة في إطلاق تطبيق المبادة لتقييم المنشآت».
وأشار الملا إلى أن الهيئة ستتمكن من خلال هذه المبادرة من تطوير نظام فعال لدعم اتخاذ القرار في مجال تنظيم وتقديم الخدمات الصحية، وتعزيز مبدأ الشفافية ومنح المريض الحرية بناء على مخرجات الأداء، ونتائج التقييم، كذلك المساهمة في تعزيز القدرة التنافسية وتطوير السياحة العلاجية، وتقييم المنشآت الصحية حسب الكفاءة ومخرجات الأداء.