مجلة مال واعمال

حلمي الاسمر ..«مَيْ وملح»

-

– يمّهْ أبوي شو بوكل بالسجن ؟
-بياكل مي وملح
–  وهذول زاكيين ؟
– آه زاكيين يمه، بس طعم الحرية أزكى !
(من حملة #مي_وملح)
حملة «مي وملح» تظاهرة إلكترونية دولية أطلقها ناشطون ليلة الجمعة بلغات دولية تضامنا مع الأسرى الإداريين  في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الـ 17 على التوالي.
الحملة التي أعلن عنها على مواقع التواصل الاجتماعي بـ14 لغة حية تهدف لإبراز معاناة هؤلاء الأسرى، وحشد الدعم الدولي لهم ولقضيتهم وتشكيل ضغط دولي على الاحتلال الإسرائيلي للاستجابة لمطالبهم، وما أن دقّت الساعة العاشرة بتوقيت فلسطين حتى بدأ عدد كبير من النشطاء بالتغريد عبر موقع «توتير» للتواصل الاجتماعي عبر مجموعة من الرسائل المناصرة للأسرى والرافضة للاعتقال الإداري..
بدأ التغريد تحت شعار (أسقطوا الملف السرّي) في إشارة إلى الملف السري المجهول الذي تحتجز قوات الاحتلال الأسرى الإداريين بسببه، ووفق الإحصائيات، هناك 19 أسيرة، 150 طفلا،  185 معتقلا إداريا، 1400 أسير مريض بمرض مزمن، 120 أسيرا بحاجة لعمليات جراحية، 18 يقيمون بشكل دائم في عيادة السجن، (ثمة 205 شهداء سقطوا في سجون الاحتلال الإسرائيلى منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي) الأسرى ليس لديهم من وسائل للمقاومة غير إضرابهم عن الطعام، وتناول الماء والملح فقط، والتضامن معهم عبر حملة كتلك، هو أقل القليل، مما يمكن أن يفعله «الطلقاء» بعد تخلى عنهم أو كاد، الجميع!
وقد سجلت الحملة كما يبدو نجاحا باهرا، حيث تفيد بعض المصادر أن معدل التفاعل مع «الهاشتاج» للحملة (?#‏مي_وملح?) غير مسبوق فلسطينيا، فقد وصل عدد التغريدات على الوسم حتى مساء اليوم الجمعة إلى أكثر من 24 ألف تغريدة، منها 5 آلاف تغريدة في الساعة الأولى لإطلاق الهاشتاج، أي بمعدل أكثر من 80 تغريدة في الدقيقة الواحدة، ويبدو أن الإعداد الجيد للحملة اسهم في سرعة انتشارها، يحث يقول مهند العزة عضو مؤسسة الضمير وأحد القائمين على الحملة أنّ المعلومات التي نشرتها الحملة حول إضراب الأسرى الإداريين خلال الفترة السابقة هي معلومات دقيقة، وموثقة، وقد عمل مع فريق الحملة على جمعها، ومن ثم تمت صياغتها على شكل جمل قصيرة وبطاقات تعريفية وتصاميم وصور،
ولم تتعامل الحملة مع الأسرى كأرقام بل حاولت جلب معلومات شخصية عن كل أسير.

كما حرصت الحملة على أن تكون متكاملة وأن ترصد كافة الجوانب في حياة الأسير الإداري، حيث عملت على جلب الأرقام والاحصاءات حول الأسرى وأوضاعهم والمتابعة مع أهاليهم، وتوزيع هذه الأرقام والمعلومات على المؤسسات ووسائل الإعلام التي ترغب في تناول قضيتهم.
الحملة، كما يقول احد المغردين، لن تنقذ الأسرى .. ولن تحررهم، كما هي المظاهرات والوقفات .. لكنها أقل القليل تعمل على إحياء هذه القضية والتذكير بها، وهي نموذج حي لما يمكن ان يقدمه نشطاء شبكات التواصل الإجتماعي لهؤلاء المنكوبين بأمة غافلة عن مآسيها، ومآسي أبنائها، بمقاتلة نفسها، وتدمير ذاتها، بل توفير ما يلزم من تمويل لهذا التدمير!
أضم صوتي لصوت كل من يدعو لدعم هذه التظاهرة، التي تكتسب أهمية كبيرة لأنها تأتي في سياق تسليط الضوء على معاناة الأسرى المضربين من جهة وأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإكتروني الأوسع والأسرع انتشارا لفضح الجرائم التي ترتكبها عصابات الاحتلال بحق الأسرى وفضح هذه الجرائم التي تمعن من خلالها ادارات السجون في انتهاكاتها الفظة للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية من جهة اخرى، وأهيب بالصحفيين الفلسطينيين والعرب وكل صاحب قلم لمساندة هذه الحملة بكل الطرق الممكنة، والتضامن مع الأسرى المضربين وتنظيم حملات إعلامية مفتوحة وتخصيص موجات وساعات بث محددة للإضراب البطولي المتواصل عن الطعام للأسرى الإداريين، خاصة من جانب الإذاعات الحرة التي تمتلك قرارها، أملا في إيجاد آليات دولية للضغط على عصابات الاحتلال للاستجابة للمطالب العادلة للأسرى المضربين، وهذا في النهاية هو جهد المقل، إن لم نقل المفلس، أما الجهد الحقيقي، فهو ينصب في طريق تحريرهم عنوة وجبرا وكف يد الاحتلال الصهيوني، بل كسرها!