مجلة مال واعمال

حلبة مرسى ياس تودع فيليبي ماسا بعد مسيرة رياضية مميزة

-

Felipe Massa

إن سألكم أحد، ما الذي بدأ في فترة متأخرة من عام 2016 ويقارب على نهايته في أبوظبي بتاريخ 26 نوفمبر، 2017؟ ماذا ستكون إجابتكم؟

قد يسهل هذا التصريح الإجابة على السؤال.
“ستكون عطلة أسبوع هذا السباق عاطفية بالنسبة إلي، إذ أنها ستشهد السباق الختامي لي مع فريق ويليامز والنهاية رحلتي في سباقات الفورمولا 1®. أتطلع قدمًا للمشاركة في السباق، وأخطط للاستمتاع بكل لحظة منه، لأختتم مسيرتي الرياضية في عالم الفورمولا 1® بروح عالية!”

من المؤكد أن يكون هذا التصريح مألوف لمتابعي رياضة الفورمولا1، فقائله هو فيليبي ماسا، وكان ذلك خلال حديث له حول سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي لهذا الموسم، ولكن قد يخطئ أي شخص حول توقيت هذا التصريح إن ظنوا أنه قيل خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

ظن الجميع أن رحلة ماسا في عالم الفورمولا1 قد انتهت حين أعلن قراره بالاعتزال مع نهاية موسم 2016 بعد مسيرة مميزة دامت 14 موسمًا. وتلقى السائق البرازيلي في موطنه حينها وداعًا يليق بالملوك، وأضفت أبوظبي لمسة إضافة حين استضافت السباق رقم 250 خلال مسيرة السائق البرازيلي.

وكان نيكو روزبيرغ قد أذهل فريق مرسيدس حين أعلن اعتزاله بعد إحرازه لقب بطولة العالم للفورمولا1 لعام 2016، لينتقل فالتيري بوتاس من فريق ويليامز ويشغل موقعه في فريق مرسيدس، وكان فريق ويليامز قد ضم السائق الشاب لانس سترول لينافس ضمن صفوفه لموسم 2017، ولكن الفريق واجه تحديًا صعبًا في إيجاد سائق بخبرة فيليبي ماسا، لتكون الإجابة فيليبي ماسا.

ويشغل السائقان موقعين متقاربين على سلم ترتيب السائقين لموسم 2017، حيث يحتل ماسا المركز 10 مع 42 نقطة، ويتبعه سترول متخلفًا عن زميله بنقطتين، ويعود ذلك بشكل كبير للإنجاز المميز الذي حققه السائق الشاب حين صعد إلى منصة التتويج في سباق الجائزة الكبرى في أذربيجان في الجولة الثامنة من بطولة العالم للفورمولا1.

ومجددًا يعود ماسا إلى أبوظبي ليشارك في سباقه الختامي، الذي يحمل الرقم 271 في مسيرته الرياضية. ومع الوداع الأخير، يحتل البرازيلي المركز السادس في ترتيب مرات المشاركة في سباقات الفورمولا1، وينتمي ألونسو إلى نخبة ميزة من أساطير الفورمولا1، فعند معاينة القائمة القصيرة من السائقين الذين يتقدمونه والتي تضم مواطنه روبنز باريكيلو بـ 323 سباق، ومايكل شوماخر بـ 307 سباقات، وجنسن باتون بـ 305 سباقات، وفرناندو ألونسو بـ 292 سباق، وكيمي رايكونن بـ 271، تتأكد مكانته المميزة في تاريخ هذه الرياضة العريقة.

وحصد ماسا خلال مسيرته الرياضية 11 لقبًا لسباقات الجائزة الكبرى، و16 انطلاقة من المركز الأول، واللفة الأسرع في 15 سباق، وشارك مع ثلاثة فرق هي ساوبر وفيراري وويليامز.
وفي عام 2008، أسعد ماسا جماهير الفورمولا1 حول العالم بأدائه القوي وأخلاقه الرياضية العالية حيت تقبل الهزيمة أمام لويس هاملتون في السباق الذي حدد لقب البطولة لذلك الموسم.

وبعد ذلك أثار مشاعرهم بطريقة أخرى حين نجا بحياته بأعجوبة، خلال سباق الجائزة الكبرى في هنغاريا لعام 2009، حين صدمت خوذته قطعة انفصلت من السيارة التي كانت أمامه.

وفاتته المشاركة في باقي السباقات لذلك الموسم، ولكنه عاد بكل سعادة إلى سباقات الفورمولا1 مع نهاية عام 2009، إلا أن إنجازات مسيرته الرياضية بعد ذلك لم تصل إلى المستويات التي شهدها عام 2008، وها هو الآن يعود ليشارك في السباق رقم 271 خلال مسيرته الرياضية.

وقال ماسا حول سباقه الختامي: “إن سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي رائع على الدوام، وأنا أتطلع لزيارة المدينة دائمًا، فعي تتمتع بجمهور يعشق الفورمولا1، ولهذا أتأمل أن أرى المدرجات مكتملة العدد! ويتمتع السباق بإطلالات مميزة على مرسى ياس واليخوت المصطفة إلى جوانب المسار. كما تعد البنى التحتية والتقنيات في حلبة مرسى ياس من الأفضل في العالم”.

وبهذا تكون الإجابة على السؤال الافتتاحي: “الوداع الطويل لفيليبي ماسا”.
ولكنه هذه المرة وداع حقيقي، وواحد من ضمن احتفالات الوداع الأجمل التي حظي بها أي سائق فورمولا 1™.