دعوات محاربة الفساد، لا تغيب عن خطابات الكثيرين، الذين لا نعدم من بينهم مفسدين يلبسون لبوس النزاهة والأمانة، الا اننا نادراً ما نسمع دعوات صادقة تطالب بمحاربة هؤلاء المفسدين والتصدي لهم، وكشف حقيقتهم واسقاط أوراق التوت التي تغطي عورة فسادهم الذي اتخذوه منهج حياة ووسيلة تسلق وطريق الوصول الى تحقيق اهدافهم التي لا يمكن ان يصلوا اليها عبر مسارات الحق والعدل والنزاهة. واذا كانت اصوات هذه الفئة من عصبة الفساد، تجد فضاء تعلو فيه، حتى يخيل للبعض انهم هم الاكثر حرصا والاعمق انتماء للوطن، فان خطابهم الذي يختفون خلفه وهم يجهدون لاخفاء مقاصدهم وغاياتهم التي لا تتحقق الا عبر مصادرة حقوق الآخرين والاعتداء على املاك الدولة، فان حقيقتهم ستظهر للعيان في النهاية، لا بل أن الغالبية من هؤلاء مكشوفة اوراقهم امام الجميع، ولن يستطيعوا ان يختفوا خلف زيفهم طويلاً. ان قيم الانتماء الصادق، والوفاء والاخلاص للوطن، تدعو الشرفاء جميعا كي يتصدوا لهذه الفئة، وبكل الوسائل التي تكشف زيفهم وفسادهم، ويضع العبء الاكبر من هذه الامانة الوطنية على كاهل السلطة التنفيذية صاحبة الولاية على حماية مصالح الوطن وصونه من اعتداءات الفاسدين والمفسدين، وهذه السلطة هي المسؤولة عن انفاذ القانون الحكم العدل الذي يصون هيبة الدولة ويحفظ حقوقها من كل اعتداء، ان مطاردة هؤلاء وجلبهم ليقفوا امام عدالة القانون ليحاسبهم عن اساءاتهم وافسادهم واستغلالهم في اطار عدالة ونزاهة مشهودة لقضائنا، واجب لا بد وان تمارسه السلطة التنفيذية صيانة للوطن وحفظا لهيبة الدولة وحماية لحقوق المواطن. ان الاردن القوي لا يبنيه الا الشرفاء الانقياء الصالحون من ابنائه. وان المفسدين ايا كانت صفاتهم او مواقعهم معاول هدم في ما تنجزه الفئة المؤمنة لقيادتها ووطنها وابناء اسرتنا الاردنية الواحدة القادرة على كشف زيف هؤلاء الفاسدين حتى وان ادعوا الاستقامة ولبسوا لبوس الصدق والامانة وعلى شرفاء الاردن جميعا، مسؤولين ومواطنين الضرب بيد من حديد على ناصية كل من تسول له نفسه فسادا يعبث بمقدرات الوطن، ويعتدي على ممتلكاته او يشوه انجازه ليحقق مصلحة ذاتية على حساب مصالح الوطن العامة. تفتقر هذه الفئة الضالة المضلة، لمبادئ الامانة وقيم النزاهة وعفة الصدق في القول والالتزام بالمبادئ الوطنية، واحترام ثوابت الدولة، والاحتكام للقانون والنظام، لذا نراها تتصيد المواقف، وتعمل على اثارة الفتن، وتستغل فضاء الحرية الذي نستظل به جميعا والذي حقق لنا ديمقراطية يحسدنا عليها كثيرون عدا اولئك الذين امتهنوا الفساد وقبلوا ان يكونوا في فئة المفسدين، من هنا فان محاربتنا للفساد يجب ان تبدأ بهؤلاء المفسدين.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3y8