حقق كأس دبي العالمي في دورته الماضية، ما كان يصبو إليه مؤسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ببلوغ المركز الأول بين السباقات الرملية على نطاق العالم، والثالث على نطاق السباقات بمختلف أرضياتها على نحو غير مسبوق .
حصل كأس دبي العالمي على تصنيف قدره 124 نقطة، وذلك طبقاً للإصدار الأخير لتصنيفات أفضل 100 سباق «جروب 1» على نطاق العالم عن العام 2017، والتي كشف عنها الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيل العالمية مطلع العام الجاري، ضمن الإصدار النهائي للتصنيفات العالمية للخيول عن العام الماضي.
وتحقق هذا الإنجاز التاريخي بالوصول إلى المركز الأول والتفوق على السباقات الأمريكية قاطبة، بما فيها بريدرز كب كلاسيك وكنتاكي ديربي، وغيرهما في العام الثالث فقط منذ بدء نظام تصنيف أفضل 100 سباق في 2015، ووصل كأس دبي العالمي إلى هذه القمة مظهراً تطوراً مطرداً في الدورات الثلاث الماضية من النظام، حيث شغل المركز السادس بين السباقات الرملية في ذلك العام الذي شهد تحولاً في الأرضية من التابيتا إلى الرمل في ميدان، وارتفع تصنيف السباق في العام التالي 2016 إلى المركز الثالث بين السباقات الرملية، وواصل الصعود إلى المركز الأول في العام 2017.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ومنذ إطلاق نظام تصنيفات السباقات، تطور تصنيف كأس دبي العالمي بما يشبه القفزات، حيث استهل العام الأول من نظام التصنيفات للفترة «2013 – 2015» بشغل المركز 33 في القائمة العامة لأفضل 100 سباق «جروب 1» على مستوى العالم، محرزاً 118.92 نقطة، وهذا التصنيف قائم على دورة 2015 التي فاز بها «برينس بيشوب»، وفي العام الثاني 2016 حدثت نقلة ملموسة في تصنيف السباق الذي فاز به «كاليفورنيا كروم» بحصوله على 120.5 نقطة، كانت كفيلة بحصوله على المركز 15 على مستوى العالم، وفي العام الماضي 2017 واصل السباق الذي فاز به «أروجيت» رحلة الصعود وحصل على 3.5 نقطة إضافية دفعة واحدة، ليصل إلى تصنيف 124 نقطة ويتبوأ بها المركز الثالث على مستوى العالم، بعد سباقي الآرك الفرنسي (126.25 نقطة)، وكينج جورج (124.75 نقطة)، وكليهما فاز به حصان العام في أوروبا «أنيبل».
ويحق لمجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل ومجموعة ميدان، أن تفخر بهذا الإنجاز الذي يعكس جهداً خارقاً في استقطاب أفضل الخيول الرملية في العالم إلى السباق، وعلى نحو لم يتحقق في أم السباقات الرملية (أمريكا)، وهو أمر ليس بالسهل، لا سيما أن الجوائز المالية وحدها لا تكفي لاستمالة بعض الخيول الدولية، حيث يجب تهيئة البيئة المغرية والآمنة للخيول وأربابها من أجل تقديم سباق تنافسي عالمي يرتقي إلى مدلول الاسم، وتستحق إدارة ميدان التهنئة على هذا الإنجاز القياسي بكل تأكيد، ولكنهم يدركون أكثر منا أن المحافظة على القمة ليست أمراً سهلاً، وهو ما يعني استدامة التحدي ليس فقط بمواصلة هذا المسار التطوري للسباق، بل أيضاً السباقات الأخرى في يوم الكأس وفي الكرنفال عامة، ولكن الجميع يدركون أن التعامل هنا مع خيول يتذبذب مستواها سنوياً ومعرضة للغياب عن المشاركة في أي لحظة، وبالتالي الأهم هو القدرة على استقطاب أفضل الموجود .
ميدان يرتدي ثوب الأناقة والجمال
ارتدى مضمار ميدان العالمي، ثوب الجمال والأناقة، تأهباً لاستقبال الموعد الأهم في روزنامته السنوية، كأس دبي العالمي، الذي يبدو للناظر وكأنه سينطلق للمرة الأولى بالرغم من إقامته في الأعوام ال22 الماضية، فالحدث يستنفر طاقات كافة المسؤولين والمنظمين وعشاق الخيل على حد سواء.
واكتملت كافة التجهيزات وبلغت الاستعدادات قمتها وتأهب المضمار التحفة لاستقبال الحدث، وقد بذلت اللجنة المنظمة جهوداً مقدرة في شتى المجالات من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم ترك أي شيء للصدفة، وعكف المنظمون على تجهيز ميادين السباق لتكون في قمة أدائها بأمسية الحفل الذي يشكّل ضغطاً كبيراً على تلك الميادين بأشواطه التسعة التي تتطلب جودة عالية لا ينبغي أن تتأثر مهما بلغ عدد الأشواط أو الخيول التي تشارك فيها.
وشملت الاستعدادات العامة كل شيء بدءاً من المداخل والمخارج واللوحات الإرشادية وتحديد طرق الدخول والخروج ومواقف السيارات وبوابات الدخول الإلكترونية.
الإمارات تهيمن تاريخياً على ألقاب الكأس
تهيمن الخيول الإماراتية على ألقاب الأشواط التسعة لأمسية كأس دبي العالمي منذ انطلاقته عام 1996، بعد أن تنافس على مدار 22 نسخة 2122 فارساً من 29 دولة، تمكنت من خلالها خيول الإمارات حصد الكم الأكبر من الانتصارات البالغة 75 انتصاراً، مقارنة بخيول الولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت بالمركز الثاني برصيد 25 انتصاراً، وخيول جنوب إفريقيا التي حلت بالمركز الثالث برصيد 16 سباقاً، وغيرها من الدول التي حرصت دائماً على التواجد في محفل كبير كهذا، كل ذلك يؤكد رفعة مكانة الكأس الغالية.