تزينت منطقة حتا بالورود لزوارها، استعداداً للاحتفال باليوم الوطني ال46، بعد أن نفذت خطة تنموية شاملة لتطوير المنطقة، تهدف إلى تعزيز قدرات المنطقة الاجتماعية والاقتصادية من خلال زيادة جاذبيتها كوجهة سياحية، لا سيما في مجال السياحة البيئية، وتوثيق حياة الأجداد، وجعل المدينة منطقة جذب للسياح داخلياً وخارجياً.
وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واستهلالاً للمرحلة الثانية من مشاريع «متحف دبي الفني»، قام «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع بلدية دبي، بتنفيذ جدارية على سد حتّا، تُعدُّ من بين الأكبر عالمياً، وهي أول جدارية مائلة في العالم، ويبلغ طولها 80 متراً ويصل عرضها إلى 30 متراً، وقد استغرق تنفيذها أسبوعين من العمل، وشاهدتها وفود الصحف المحلية والعالمية أمس، خلال جولتها في منطقة حتا، برفقة شيماء السويدي مدير مشروع متحف دبي الفني، براند دبي، وسارة عبد الكريم تنفيذي الاتصال الاستراتيجي للمكتب الإعلامي.
وأكدت ميثاء بوحميد، مدير براند دبي، أن اختيار منطقة حتّا لتستضيف عدداً من أعمال مشروع «متحف دبي الفني»، يندرج ضمن جهود الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي، للمساهمة في تعزيز إمكانات المنطقة كنقطة جذب ثقافي وسياحي، اعتماداً على مقوماتها التاريخية والتراثية بوصفها إحدى مناطق المزارات السياحية المهمة في دبي، ودولة الإمارات عموماً، مؤكدة أن تنفيذ العمل الفني في هذا التوقيت، جاء أيضاً للمشاركة في احتفالات الدولة باليوم الوطني السادس والأربعين، والاحتفال بقائدين عظيمين، هما المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما.
وأضافت بوحميد: «الفن وسيلة مهمة من وسائل التعبير القادرة على نقل الرسائل المهمة بأسلوب مبتكر يظل أثره عالقاً في الأذهان، و«براند دبي» يهدف خلال المرحلة الثانية من «متحف دبي الفني» إلى نشر المزيد من الأعمال الفنية الإبداعية في ربوع دبي، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الحكومية وشبه الحكومية، حرصاً على التعبير عن الثقافة والتراث الإماراتيين، والتعريف بقصة نجاح الإمارات وإلقاء الضوء على محطات مهمة من تلك المسيرة وما تضمنته من فصول نجاح وتميز عديدة، ننقل ملامحها إلى كل من يزور أرضنا ولتبقى ماثلة أمام أجيالنا القادمة، لتحفزهم على مزيد من العمل لتحقيق فصول جديدة من التميز ضمن هذه المسيرة المباركة».
ووجهت بوحميد الشكر لمركز حتّا ببلدية دبي على ما قدمه من دعم طوال مختلف مراحل المشروع، ما كان له كبير الأثر في تنفيذ العمل بالشكل اللائق، وبما يعكس مكانة حتّا كمنطقة تتفرد بهوية شديدة التميز، تمنح الزائر من خلال تفاصيلها الثرية فرصة فريدة للتعرف على قدر وافٍ من المعلومات التاريخية والبيئية المهمة، مشيدة بجهود المركز وحرصه على توفير كافة المتطلبات اللازمة للانتهاء من الجدارية خلال الجدول الزمني المحدد.
وأشارت بوحميد إلى أن هذه النوعية من المشاريع تعكس تكامل خطة حتّا التنموية وتناسق عناصرها ما بين المشاريع الخدمية الرامية إلى تعزيز خدمات البنية الأساسية والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، وعنايتها في ذات الوقت بالمشاريع الإبداعية التي تبرز النواحي الجمالية للمدن وتعكس سمات وتفاصيل شخصيتها على نحو يعبر عن ماضيها العريق وما تشهده من تطور على مختلف المستويات.
وبهذه المناسبة، أكد عمر سعيد المطيوعي، رئيس مركز حتّا ببلدية دبي، أن مشروع جدارية سد حتّا يهدف للاحتفاء بذكرى قائدين سيذكرهما التاريخ بكل الإجلال والتقدير لما قدماه من عطاء وما حققاه لشعب الإمارات من أسباب الرفعة والتقدّم، وإنجازات كبيرة توجاها بقيام دولة الاتحاد، إذ يأتي المشروع متزامناً مع احتفالات الدولة بذكرى غالية، هي اليوم الوطني السادس والأربعون بما يمثله هذا اليوم من قيمة وطنية وتاريخية كبيرة.
وأوضح المطيوعي أن الاحتفاء بالذكرى العطرة للمغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، يحمل رسالة واضحة أن شعب الإمارات سيظل وفياً لذكرى الآباء المؤسسين، وعارفاً لفضلهما في وضع اللبنات الأولى لصرح الاتحاد، علاوة على تحفيز الأجيال الجديدة للاضطلاع بواجبهم تجاه وطنهم بالاقتراب أكثر من تاريخ دولتهم بكافة رموزه وتفاصيله لتعزيز ارتباطهم بجذورنا وهويتنا الحقيقية التي تعد أساساً لمسيرة التنمية والتطوير نحو المستقبل.
ومن جانبها قالت شيماء السويدي، مدير مشروع «متحف دبي الفني»-براند دبي: «يعد هذا العمل الفني أول جدارية مائلة في العالم، ويبلغ طوله 80 متراً ويصل عرضه إلى 30 متراً، وقد استغرق تنفيذه أسبوعين من العمل المكثّف نظراً لكبر حجمه وللطبيعة المختلفة للسطح الذي نُفذّت عليه الجدارية حيث كان من الضروري أن يقوم الفنان بالرسم وهو يضع مجموعة كبيرة من معدات الأمان لتثبيته على حائط السد».
قام بتنفيذ الجدارية الفنان الألماني أندرياس فون شرزانوسكي المعروف باسم «كايس»، الذي يحظى بمكانة عالمية متميزة كواحد من رواد مدرسة الواقعية التصويرية، وقد قضى قبيل رسم الجدارية وقتاً طويلاً في القراءة والاطلاع بغية التعرف على السمات والعناصر المميزة للثقافة الإماراتية ليتمكن من التعبير بصدق عن عمله الفني لا سيما مع القيمة التاريخية الكبيرة لمضمون العمل.
يُذكر أن فكرة مشروع «متحف دبي الفني» تقوم على تنفيذ أشكال مختلفة من الأعمال الفنية الإبداعية التي تبرز ملامح مهمة من التراث والحياة الإماراتية بشكل عام، يقوم بتنفيذها مجموعة كبيرة من الفنانين الإماراتيين والعالميين المتخصصين في الرسم الجداري، وقد تضمنت المرحلة الأولى من المشروع تنفيذ 16 جدارية في شارع الثاني من ديسمبر تناولت خلالها جملة من الموضوعات التي صورت مشاهد مختلفة من الموروث الثقافي والتاريخي لإمارة دبي بشكل إبداعي مميز.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-mPd