مجلة مال واعمال

جيمس سيمونز الخبير في كسر وتفسير الرموز والأشكال الرياضية

-

3-james-harris-simons

جيمس سيمونز هو عالم رياضيات ورجل أعمال أمريكي يشتهر عالمياً بإنجازاته في مجال شركات الاحتياط المالي وهو مالك مؤسسة Renaissance Technologies واحدة من أكبر شركات الاحتياط المالي في العالم، كما أنه خبير في كسر وتفسير الرموز والأشكال الرياضية.

ولد جيمس هاريس سيمونز في عام 1938 في منطقة نيوتاون بولاية ماساتشوستس الأمريكية وكان والده ماثيو سيمونز يملك مصنعاً للأحذية, ومنذ سن مبكرة أظهر سيمونز اهتماماً بالرياضيات وفي عمر الرابعة عشرة وجد سيمونز عملاً في أحد متاجر تجهيزات الحدائق وكانت ذاكرته ضعيفة لدرجة جعلت مالكي المتجر يجعلونه يعمل في مسح الأرض, و في أحد الأيام أخبر مالكي المتجر بأنه يريد الدراسة في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا مما أثار ضحكهم!

في عام 1955 حقق سيمونز أمنيته وقبل في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT حيث درس الرياضيات وتخرج بشهادة البكالوريوس عام 1958, وبعد ذلك بدأ سيمونز بالبحث والعمل للحصول على شهادة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا وأشرف على رسالته وبحثه عالم الرياضيات الكبير بيرترام كوستانت وحصل سيمونز على الدكتوراه عام 1961 وهو بعمر الثالثة والعشرين فقط.

بعد الحصول على الدكتوراه انضم سيمونز للعمل في فريق البحث بقسم بحوث الاتصالات في وزارة الدفاع بصفة كاسر للرموز واستمتع سيمونز بهذا العمل الذي مكنه من استخدام ذكائه الرياضي في اختراع لوغاريتمات لحل الكثير من مشاكل التشفير, وساعده ذلك العمل كثيراً في تعزيز خبراته التي أدت لإنشاء عمله الخاص فيما بعد.

عمل سيمونز أيضاً ما بين عامي 1964 و 1968 في تدريس الرياضيات في مؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT وجامعة هارفارد ومن ثم عمل في جامعة ستوني بروك حيث عين رئيساً لقسم الرياضيات في الجامعة, وأثناء العمل في ستوني بروك تعاون سيمونز مع عالم الرياضيات شينغ-شين شيرن لتطوير ثوابت شيرن-سيمونز وهي حسابات هندسية مهمة ليس فقط في مجال الرياضيات بل في مجال الفيزياء والكم.

اهتمام سيمونز بالمجال المالي لم يكن مستجداً وقضى فترة السبعينات وهو يفكر في تأسيس شركة في ذلك المجال وفي نهاية 1978 ترك سيمونز المجال الأكاديمي وأسس شركته الخاصة في مجال الاحتياط المالي تحت اسم Monemetrics.

أدرك سيمونز بشكل واضح أنه يمكن استخدام المعادلات الرياضية وقوانينها في المجال المالي وبدأ بتوظيف ألمع الناس الذين عرفهم في حياته الأكاديمية من رياضيين ومهندسين وكاسري رموز وشفرات وخبراء في تصميم البيانات, وأدت الشركة عملاً ممتازاً محققة أرباحاً لافتة لها ولزبائنها وتحسنت الأرباح والنتائج في كل سنة, وعام 1982 قرر سيمونز تغيير اسم الشركة ليصبح Renaissance Technologies.

في السنوات التالية نمت شركة سيمونز وتشعبت بشكل كبير مستخدمة تقنياتها الرياضية المعقدة لتحليل الصفقات التجارية واتخاذ قرارات بشأنها وأصبحت شركة كبرى عالمياً تحوي اليوم أكثر من 22 مليار دولار في أصولها فيما استطاع سيمونز بفضل عبقريته تكوين ثروة تتجاوز 15 مليار دولار ليصبح من أغنى مائة رجل في العالم.

في عام 2009 تخلى سيمونز عن منصب المدير التنفيذي في Renaissance Technologies ليبقى في منصب رئيس مجلس الإدارة للشركة ويقضي وقتاً أكبر في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية.