تواصلت فعاليات اليوم الثاني من معرض سيال الشرق الأوسط 2016، الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي، حيث تم الكشف عن العديد من المشاريع الاستثمارية للشركات الإماراتية في الخارج، كما أقيمت العديد من ورش العمل والجلسات المتخصصة التي ناقشت أحدث الاتجاهات في قطاع الأغذية والمشروبات.
وكشفت الشركة الإماراتية «جنان للاستثمار» عن إطلاقها مشروع ال «221 مليون نخلة» والذي تعتزم تنفيذه في شمال جمهورية السودان، كما كشفت عن اعتزامها إنشاء مصنع لإنتاج واستخلاص العصائر ومنتجات السكر من التمور بغرض التصدير، ومعامل للتصنيع ومراكز بحوث، وفق أرقى المعايير العالمية، موضحة أن من شأن هذا المشروع أن يتيح لها إنتاج 15 في المئة من الإنتاج العالمي للسكر، وستة أضعاف الإنتاج العالمي للتمور.
وقع محمد العتيبة رئيس مجلس إدارة الشركة، مع مصطفى حولي وكيل أول وزارة المالية نيابة عن وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ممثلة للحكومة السودانية، مذكرة تفاهم تهدف إلى العمل على إنشاء شركة تقوم بهذا المشروع، الذي سيتم على مرحلتين.
وأكد وكيل أول وزارة المالية السودانية أهمية المشروع الذي يعد الأكبر من نوعه في هذا المجال، حيث توفر بلاده فرصاً استثمارية طموحة خاصة في القطاع الزراعي، في ظل توافر المساحات الزراعية والوفرة المائية.
وأضاف أن المناخ الاستثماري في السودان مهيأ لتدفق المزيد من رؤوس الأموال الخليجية عامة والإماراتية خاصة، في ظل العلاقات المتميزة التي تربط بين السودان والإمارات، مرحبا بتوسيع «شركة جنان» استثماراتها في السودان، مشيراً إلى السمعة الطيبة التي حققتها في بلدان كثيرة، داخل وخارج القارة الإفريقية، مؤكداً توفير كافة السبل لاستيعاب المزيد من الاستثمارات في الفترة المقبلة.
التمور
وأكد محمد العتيبة رئيس مجلس إدارة شركة جنان للاستثمار، إن هذه الشراكة تأتي تتويجا لعدد من المشاريع التي أنشأتها الشركة في جمهورية السودان، التي توصف بأنها «سلة غذاء العالم»، بما تمتلكه من أراضٍ خصبة ومياه عذبة.
وحول المشروع، أوضح أن المشروع يهدف إلى زراعة 221 مليون نخلة في شمال السودان، على مرحلتين، تتضمن الأولى منهما زراعة 240 ألف فدان، تتخللها محاصيل أخرى، مثل القمح، والقطن، والفول، باستخدام نظام ري بالتنقيط، ونظام Floppy Sprinkler.
وأضاف ستتم زراعة 22,1 مليون شجرة نخيل في المرحلة الأولى، متوقعاً أن ينتج هذا العدد 4.4 مليون طن والذي يمثل 60 في المئة من الإنتاج العالمي للتمور، مشيراً إلى تسهيلات ومرافق لجلب وتصنيع 400 ألف طن من التمور من السوق المحلية. وأفاد بأن المساحات الواقعة بين النخيل والتي تقدر ﺑ 80 ألف فدان سيتم استخدامها في إنتاج محاصيل أخرى، متوقعاً إنتاج 116 ألف طن من القمح، و166 ألف طن من الفول، و341 ألف طن من القطن وبذوره.
منتجات السكر
ولفت العتيبة إلى أن المراحل المستقبلية للمشروع ستشهد تدشين معمل ضخم وفق أرقى المعايير العالمية لاستخلاص العصير ومنتجات السكر من التمور بغرض التصدير، مع التوسع للوصول إلى زراعة 221 مليون شجرة نخيل على مساحة 2,4 مليون فدان، ليصل إنتاج المشروع من التمور إلى 44,1 مليون طن سنوياً، بعائدات تقدر بنحو 25 مليار دولار مع استكمال المرحلة الثانية، فيما توقع أن تدر الزراعات التي تتخلل الأشجار نحو 3 مليارات دولار سنوياً.
وكشف العتيبة عن اعتزام «جنان للاستثمار» إنشاء معامل تصنيع ومراكز بحوث وفق أعلى المستويات العالمية.
وأكد رئيس مجلس إدارة «جنان للاستثمار» أن هذه المعامل ستنتج 22 مليون طن من السكر سنوياً بحلول العام 2030، ما يعادل نحو 15 في المئة من الإنتاج العالمي للسكر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التمر يعد مصدراً للسكر السائل المغذي وللطاقة، حيث تحتوي التمور الناضجة على 80 في المئة من السكر، إضافة للفيتامينات والأملاح والألياف، وغيرها من العناصر الأخرى، علاوة على أنها مصدر لإنتاج الإيثانول والغذاء الحيواني كمنتج ثانوي.
تسمين العجول
وفي سياق متصل كشف المدير التنفيذي ل «جنان» عن مشروع آخر لتسمين العجول تعتزم الشركة تنفيذه قريباً في شمال السودان بتكلفة إجمالية تقدر ب 120 مليون دولار، وبطاقة استعابية تصل إلى 100 ألف رأس، وطاقة تصديرية تصل إلى 20 ألف رأس شهرياً.
وقال إن بناء الحظائر الخاصة بالمشروع سينجز في نهاية شهر مارس/ آذار 2017، على أن يبدأ الإنتاج في نهاية شهر يونيو/ حزيران من نفس العام، مشيراً إلى أن إنتاج المزرعة سيتم تصديره إلى الأسواق الخليجية والمصرية والتركية.
ويشارك المغرب بوفد كبير في معرض سيال، للعام الرابع على التوالي، تحت إشراف وكالة التنمية الفلاحية.
وأوضح محمد الكروج مدير عام وكالة التنمية الفلاحية في المغرب أن المشاركة في المعرض الهدف منها تعزيز المكتسبات الوطنية في مجال تصدير المنتوجات الفلاحية، والدخول في أسواق جديدة وتعزيز علاقات قوية مع اللاعبين الأساسيين في مجال الزراعة على مستوى المنطقة.
وأشار إلى أن سيال يوفر أرضية خصبة تمكن مجموعة المصدرين المغاربة من تعزيز حضورهم في السوق الشرق أوسطية. كما يمثل واجهة لتقديم المنتج المغربي.
ويشارك في الجناح المغربي 25 عارضاً يمثلون 110 تعاونيات فلاحية، ويعرضون أكثر من 300 منتج مختلف، إضافة إلى مشاركة مستثمرين في القطاع الفلاحي وقطاع الصناعات الغذائية، لا سيما في مجال الحبوب والفواكه واللحوم والأشجار المثمرة والزيتون.
«تجارة وصناعة أبوظبي» تروج للمنتجات الوطنية
تشارك غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في معرض سيال الشرق الأوسط 2016، وتسهم الغرفة في دعم المعرض كونها راعياً مضيفاً إلى جانب عدد من الهيئات والمؤسسات الرسمية والخاصة في الدولة.
وأكد محمد هلال المهيري مدير عام غرفة أبوظبي، أن مشاركة الغرفة في هذا المعرض تأتي في إطار دعم الغرفة لأعضائها من الشركات العاملة في قطاع تجارة الأغذية والمنتجات الزراعية في إمارة أبوظبي ومساهمة منها لدعم عملية الترويج للمنتجات والصناعات الغذائية الإماراتية وإيجاد أسواق جديدة لها، مشيراً إلى أن هذه المشاركة في دورة هذا العام لمعرض سيال الشرق الأوسط تكتسب أهمية كبيرة في ظل مشاركة عدد كبير من الدوائر والمؤسسات الرسمية والشركات الخاصة، مشيداً بحرص ممثلي شركات قطاع الأغذية في إمارة أبوظبي على تحقيق الاستفادة القصوى خلال تواجدهم في هذا الحدث الدولي المتخصص في قطاع الأغذية والمنتجات الزراعية والذي تشارك فيه مئات الشركات المحلية والعالمية.
وأشار إلى أن مشاركة الغرفة في معرض سيال الشرق الأوسط والذي يعد من أكبر وأهم المعارض الغذائية في المنطقة ويستقطب كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين في القطاع الزراعي وقطاع الأغذية من مختلف أنحاء العالم، تندرج ضمن خطط الغرفة للمساهمة في التعريف بجودة ومميزات المنتجات الغذائية المحلية وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، مؤكداً أن هذه المشاركة ستوفر فرصة مميزة لأصحاب ومديري شركات قطاع الأغذية في إمارة أبوظبي لإجراء المباحثات وعقد الصفقات وتبادل الخبرات بين منتجي وتجار الأغذية .
تكريم 74 شركة ومؤسسة
كرم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال فعاليات المعرض 74 شركة ومؤسسة متخصصة في القطاع الغذائي والزراعي والثروة الحيوانية أثبتت قدرتها على الالتزام بمعاير واشتراطات الجهاز بشأن سلامة وصحة الغذاء والمنتجات والخدمات.
ويأتي تكريم هذه الشركات والمؤسسات بفضل نجاحها في الحصول على تصنيف الفئة A من خلال عمليات التفتيش الروتيني الذي أجراه مفتشو الجهاز للتأكد من التزامها بالاشتراطات الصحية.
وقال ثامر القاسمي، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض سيال الشرق الأوسط: يسعى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية للارتقاء بمستوى قطاع الأغذية والمشروبات وتوفير أفضل الخدمات من خلال اعتماد أفضل الممارسات الناجحة والتقنيات الحديثة، مضيفا: يجسد هذا التكريم حرصنا على تكريم الشركات والمؤسسات المميزة بهدف تشجيعهم على مواصلة جهودهم لتقديم الأفضل للجمهور.