أشارت جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) أنه سيتوجّب على المهنيين المختصين في مجال المحاسبة على نحو متزايد توسيع مجموعة مهاراتهم وتولي مهمة تنميتهم الشخصية إذا أرادوا النجاح في عالم ديناميكي دائم التغيّر.
وبحسب ما ورد في تقرير التعلم من أجل المستقبل الصادر عن جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA)، تواجه مهنة المحاسبة، على غرار الكثير من المهن الأخرى، تحديات كبيرة عدة نتيجة التوجّهات والتطورات الاجتماعية والتكنولوجية. ويُمكن أنّ تشكّل الابتكارات الرقمية في مجال المالية والمحاسبة فرصة للمحاسبين للانتقال إلى مناصب ومسؤوليات تضيف قيمة أكبر، إلّا أنها قد تعني أيضاً أن الآخرين معرضون للتهميش إن لم ينفتحوا على التغيير.
وأقامت جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) فعاليةً حضرها أكثر من 100 شخص لمناقشة مستقبل العمل والتعلّم برعاية “بنك رأس الخيمة الوطني”. واستمع الحضور لكلمات من شركة “ديلويت” الشرق الأوسط عن كيفية تطوّر المهنة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ بالإضافة إلى عرض ختامي قدمته “بي دي أو” (BDO) التي سلّطت الضوء على مهارات المستقبل.
وقي تصريح لها، قالت ليندسي ديغوف دي نانك، رئيسة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) في منطقة الشرق الأوسط:
“تواجه الكثير من مفاهيم العمل التقليدية تحديات ناجمة عن تطوّر نماذج الأعمال، ما يفسح المجال لهياكل قائمة على فرقٍ أكثر مرونة وديناميكية. وعوضاً عن تطوير الموظفين في مناصبهم الحالية، تلجأ الكثير من المؤسسات حالياً إلى اعتماد اقتصاد الأعمال الحرة والاستعانة بالمواهب والكفاءات بشكل مؤقت لتغطية مرحلة معينة من النمو. وتواجه الكثير من المجتمعات واقع وجود أربعة أجيال في مكان العمل ويجب أن يضمن التصميم الاستراتيجي المؤسسي تمكين جميع الأجيال من العمل معاً والاستفادة من نقاط قوة وخبرات بعضهم البعض”.
ومن جهته، قال آلان هاتفيلد، المدير التنفيذي لشؤون الاستراتيجية والتطوير لدى جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA):
“استناداً إلى وجهة نظر جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA)، يدرك المحاسبون المستقبليون الناجحون الحاجة إلى تطوير مهاراتهم بصورة مستمرة. فيتحملون كامل المسؤولية عن تنميتهم الذاتية ولا يقبلون أن يقوم أحد بذلك بالنيابة عنهم. وفي حين يجب أن يتمتع هؤلاء المحاسبون بالكفاءة التقنية، فهم بحاجة أيضاً إلى امتلاك المهارات الناعمة اللازمة للجوانب ذات القيمة المضافة من منصبهم. مع تقدم وتيرة التغيير، نحتاج إلى تجديد مهاراتنا والاعتماد عليها أكثر من أي وقت مضى لكي نبقى مواكبين للتطورات”.
وتابع قائلاً: “من المهم أيضاً أن يحافظ أصحاب العمل على ثقافة تدعم التعلم المستمر في مكان العمل وأن يدركوا أن تطوير الموظفين يُعد مشروعاً طويل الأمد. كما يُعتبر التوجيه والتدريب الفعال من الأقران والزملاء والرفاق في المهنة أمراً ضرورياً في ذلك الصدد، ولهذا السبب قامت جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) مؤخراً بإطلاق برنامج التوجيه عبر الإنترنت بهدف تسهيل إقامة تلك الروابط المهمة بين أعضاء جمعيتنا العالميين”.
وأضاف بقوله: “ينبغي أن يسعى مجتمع التعلّم والتطوير إلى الانتقال من كونه مزوداً للمحتوى التعليمي إلى منسّقٍ له. وربما يُعتبر التعليم على نطاق المؤسسة أمراً من الماضي، أمّا المنهجية الواحدة الملائمة للجميع فلا يمكنها تلبية المجموعة واسعة التنوع من الاحتياجات بشكل فعال. وبناءً على ذلك، يتوجّب على أعضاء هذا المجتمع التدخّل وتوفير التوجيه والدعم حول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من مجموعة البرامج التطويرية المتوفرة”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير يستند إلى استبيانات، وعدد من الجلسات الحوارية، والمقابلات مع أعضاء جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) والطلاب والعاملين في مجتمعات التعلم والتطوير، بما في ذلك أصحاب العمل ومزودي الخدمات التعليمية. وحضر الفعالية أعضاء من جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين البريطانية (ACCA) والشركات التابعة والطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة.