وبين ان اسعار الدجاج اللاحم تعتمد على الموسم وكميات العرض والطلب، ففي فصل الصيف وشهر رمضان يزداد الطلب والاستهلاك وبالتالي يرتفع السعر وفي الشتاء يقل العرض وبالتالي يرتفع السعر، موضحا إن سلعة الدجاج اللاحم هي من أكثر السلع التي يتذبذب فيها السعر صعودا وهبوطا لأن 55 % من المنتجين هم من صغار المربين ولا تكييف في مزارعهم وهم عرضة لسوء الأحوال الجوية باستمرار سواء صيفا أو شتاء.
واضاف جمجوم ان من الأسباب الهامة أيضا لهذا التذبذب في أسعار الدواجن هو توفر الصيصان بعمر يوم واحد أو عدم توفرها الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التربية أو نقصانها .وبالعادة فإن معدل التربية حوالي 13 مليون صوص في كل شهر وهي تنتج حوالي 15 ألف طن من لحم الدجاج في الشهر وهذا كاف لاستهلاك المملكة من هذه المادة.
واوضح إن كلفة إنتاج الكيلو الواحد من لحم الدجاج ترتفع خاصة في فصل الشتاء نظرا لمصاريف التدفئة العالية وللبرد الشديد الذي لا يتحمله الدجاج اللاحم وبالتالي ترتفع نسبة الوفيات حيث تنخفض الكميات المعروضة للبيع وبالتالي يرتفع السعر، مؤكدا ان ارتفاع الأسعار لا يتحكم فيه أي مزارع ولا يجتمع المزارعون ليقرروا سعر البيع بل العرض والطلب هو المقرر لسعر كيلو الدجاج، فمثلا سعر الدجاج كان في شهر 12 / 2011 من 1.000 الى 1.150 دينار / كيلو من المزرعة بسبب ارتفاع أعداد الصيصان المرباة في شهر 10 و 11 / 2011 وعندما دخل فصل الشتاء ارتفعت الأسعار، في شهر 1 / 2012 بسبب عزوف بعض المزارعين عن التربية في شهري 11 و 12 / 2011 والذي يؤثر على الإنتاج في شهر 1 / 2012 علما بأن عمر الدجاج عند بيعه يتراوح بين 38 الى 45 يوما.
وأكد جمجوم إن توفر الدجاج المجمد والمستورد من البرازيل في السوق المحلي يؤثر على سعر الدجاج المنتج محليا صعودا ونزولا ويعتمد على كمية الدجاج المجمد المطروحة في الأسواق وسعرها للمستهلك الأمر الذي يجعل الباب مفتوحا أمام الأسعار للارتفاع والانخفاض، مبينا أنّ أسعار الدجاج وبيض المائدة لا تزال من أفضل الأسعار في السوق المحلي مقارنة بأسعار المواد الأخرى حيث أن أرخص وحدة بروتين في السوق هي الدجاج والبيض. وبين أن هذه المواد لا يستطيع أحد أن يتحكم بأسعارها وهي تابعة لارتفاع الاستهلاك والطلب عليها أو انخفاضه، مشيرا انه يجب التركيز على المستهلك وتوعيته بأن يكون عقلانيا في عملية الشراء فعند ارتفاع سعر الدجاج أو البيض يجب عليه أن يقلل من شرائها وما يحدث هو العكس.
ومن جانب آخر بين جمجوم لـ»الدستور» ان اهم أسباب ارتفاع أسعار البيض في الفترة الأخيرة، انه من بداية عام 2010 بدأ ارتفاع أسعار الأعلاف «الذرة، الصويا» والمستوردة من الخارج والتي تشكل 90% من خلطة علف الدواجن حتى وصلت إلى قمة ارتفاعها في شهر رمضان الماضي.
واضاف انه في نفس الفترة كانت أسعار بيع بيض المائدة متدنية جدا إلى أن وصل مستوى انخفاضها إلى أدنى مستوى في شهر رمضان الماضي، عندها وبعد خسارات لمدة طويلة لم يتحمل المزارع الصغير هذا الوضع الذي فاق كل إمكانياته المادية وتوقف عن التربية وبالتالي انخفض الإنتاج الكلي وبدأت الأسعار بالارتفاع التدريجي إلى أن وصلت لما هي عليه الآن .
واوضح جمجوم انه إضافة إلى الارتفاع الذي جاء بعد شهر رمضان حدث ارتفاع آخر بسبب نقص الأنتاج الكبير والذي سببه سوء الأحوال الجوية وموجات الصقيع المتتالية والذي يُـقدّر من 20 الى 30 % من الإنتاج، مبينا ان إنتاجنا في شهر 8 / 2011 حوالي 100 مليون بيضة في الشهر ومن ثم بدأ بالانخفاض إلى أن وصل 60 الى 65 مليون بيضة شهرياّ في الفترة الحالية وحاجة المملكة 80 مليون بيض في الشهر.
وأكد إن سعر طبق بيض المائدة وحتى هذه اللحظة من المزارع لم يتجاوز 3.080 دينار / طبق وزن 2000غم واصل إلى مكان البيع للمستهلك وان كان هناك أسعار أخرى فيجب أن نعرفها لنضع حدا لهذا المنتج أو ذلك الموزع، مشيرا انه قمنا بنشر أسعار المزرعة في حينها بتاريخ 12 / 1 / 2012 في الصحف المحلية بسعر 2.840 دينار / طبق 110 فلس ضريبة مبيعات للطبق الواحد وذلك في 15 مركز توزيع في عمان والمحافظات ولم نلاحظ إقبالا جيدا على هذه الأسعار المخفضة. واضاف إن كلفة طبق البيض حاليا لا تقل عن 2.5 دينار / طبق صغير الوزن أو كبير الوزن بسب الكلفة العالية في فصل الشتاء ونزول كمية الإنتاج بسبب البرد الشديد وما يحققه المزارع حاليا من ربح فهو بالكاد يغطي به خسائره المتراكمة السابقة وهو بحاجه إلى عدة شهور قادمة ليستطيع تغطيتها، مضيفا انه بحاجه من 3 الى 4 شهور قادمة ليبدأ الإنتاج بالارتفاع وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة وبسبب تشجع بعض المزارعين بالعودة إلى التربية والتي هي بحاجه إلى 4 الى 5 شهور وهوعمر الفرخة البياضة لتبدأ بإنتاج البيض .
وبين ان وزارة الزراعة قامت بمنع التصدير وتهدد بالاستيراد، وأسعار البيض هي قابلة للعرض والطلب ولا استغلال فيها وسيتوفر البيض كما ذكرت سابقا في الفترة القادمة وتمنى جمجموم عدم الاستيراد لأن ذلك سيهدم قطاع دواجن بيض المائدة إلى الأبد وسيصبح عندنا مشكلة عدم توفر البيض في السوق المحلي بدلاّ من ارتفاع سعره خاصة أن الأسعار العالمية مرتفعة وهي توازي السعر الحالي في السوق الأردني أو أعلى .
ومن جانبه أكد مدير دائرة المسالخ في امانة عمان الكبرى الدكتور مهدي العقرباوي استقرار اسعار الدجاج اللاحم على ارتفاع في السوق المحلي حيث كان يباع الشهر الماضي ما بين 165 الى 170 ويباع حاليا في مسلخ عمان من 2.05 الى 2.10 دينار للكيلو، مبينا ان اهم اسباب بقاء ارتفاع اسعار الدجاج اللاحم درجة الحرارة المنخفضة والامراض وقلة الواردة الى مسلخ عمان، بالاضافة الى عزوف المزارعين عن التربية في هذه الفترة بسبب ارتفاع كلفة الانتاج .
يشار الى ان حجم استهلاك السوق الاردني من الدجاج سنويا يبلغ 126 الف طن ويبلغ عدد المزارع في الاردن 2296 مزرعة وعدد الدجاج اللاحم المنتج سنويا 132 مليون طير.