يوصي الأطباء الأهالي بعدم استخدام المقاعد المخصصة للأطفال الرضّع في السيارات أكثر من 30 دقيقة؛ لأن ذلك قد يعرضهم لخطر الاختناق.
كما توصي الشركات المصنّعة بعدم ترك الأطفال الرضّع في مقاعد السيارة أكثر من ساعتين، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
يعد تركيب مقعد السيارة المخصص للأطفال من أجل الرحلة الأولى، أحد الطقوس بالنسبة للآباء والأمهات الجدد، مثلما ظهر الأمير ويليام وهو يلتقط طفله جورج وقاد السيارة بنفسه مصطحباً معه الأميرة كيت في سيارة رينج رووفر.
إلا أن الأطباء يحذرون من أن عضلات الرقبة لدى الأطفال الرضع ليست قوية بالشكل الكافي لمنع رأسهم من التخبط إلى الأمام والذي قد يؤدي إلى توقّف التنفس، وذلك سيزيد من خطر عدم قدرتهم على التنفس مع احتمالية حدوث نتائج قاتلة، لذا فإن الأطباء والجمعيات الخيرية يطالبون جميع صانعي مقاعد السيارة بتقديم معلومات واضحة للأهالي لتحذيرهم من مخاطر الرحلات الطويلة بالسيارة مع وجود أطفال رضع.
وفي السياق ذاته، قام الدكتور بيتر فليمنغ -وهو طبيب أطفال في جامعة بريستول- بإجراء أبحاث أبرزتها صحيفة الديلي ميل، تُظهر أن الأطفال الرضع قد يكونون عرضة لمخاطر مقاعد السيارة، وذكر الدكتور بيتر أمس أنه ينبغي أن يكون هناك نصيحة منفصلة فيما يتعلق بالأطفال حديثي الولادة.
وتابع فليمنغ قائلاً: “إذا كنتم تستطيعون تجنب القيام برحلة ما، فمن الأفضل أن تفعلوا ذلك، وإذا كان لا بد فمن الأفضل أن تقتصر على نصف ساعة لا أكثر أو نحو ذلك، ولكن حاولوا تجنّب الرحلات غير الضرورية بالسيارة في حال وجود أطفال رضّع”.
نسبة الأكسجين تنخفض في دم الأطفال
وقد استخدم البحث الذي أجراه دكتور فليمنغ مع زملائه مختبراً في اختبار تكرار آثار النوم في مقعد السيارة في أثناء رحلةٍ ما بسرعة 30 ميلاً في الساعة، وبعد مُضي نصف ساعة في المقعد؛ انخفضت نسبة الأكسجين بشكل ملحوظ في دم الأطفال الرضع أقل من شهرين من العمر، في حين ارتفعت معدلات ضربات نبضهم.
وصرح معدّو الدراسة بأن النتائج التي توصلوا إليها ما زالت تعني أن الأطفال الرضع ينبغي أن يجلسوا في مقعد سيارة مناسب وآمن في أثناء رحلات السيارة، كما هو مطلوب بموجب القانون، لكنهم ينصحون بضرورة جلوس شخص بالغ إلى جانب الرضيع للتأكد من تنفّسه بشكل صحيح.
بينما لفت الأطباء النظر إلى وجود تقارير عن سقوط وفيات من الرضع الذين تُركوا في وضعية الجلوس، بما في ذلك الجلوس في مقاعد السيارات، سواء في الرحلات أو حين يستخدمها الآباء بديلاً لعربة الطفل أو كسرير للطفل لينام فيه.
وتحدث الرئيس التنفيذي لجمعية التهويدة Lullaby Trust، فرانسين بايتس، في ندوة حول سلامة مقعد السيارة قائلاً: “نحن نعتقد أن الآباء يجب أن يُعطَوا مشورة حقيقية مستندة إلى الأدلة عند شراء مقاعد السيارة”.
وأضاف أيضاً: “هناك ميل إلى التركيز على أفضل السبل لوضع مقعد سيارة مناسب وجلوس الطفل فيه، لكن لا يتم عادة تقديم المعلومات عن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة مع القيادة لمسافات طويلة”.
وتابع: “نحن ننصح الأهالي بتجنب السفر بالسيارة مسافات طويلة من الوقت مع وجود أطفال مبتسرين أو رُضّع. فمن الناحية المثالية، ينبغي أن يجلس شخص بالغ آخر في أثناء السفر في المقعد الخلفي إلى جانب الرضيع، ويجب أن تُستخدم المرآة بحيث يستطيع السائق إبقاء عينيه على الطفل في جميع الأوقات، وإذا غيّر الطفل الرضيع وضعه ووقع إلى الأمام، ينبغي للأهل أن يوقفوا السيارة فوراً ويُخرجوا الطفل من مقعد السيارة”.
وختم دكتور فليمنغ حديثه مصرحاً: “نحن سعداء لأن الشركات المصنّعة لمقاعد السيارة المخصصة للرضع -والتي تعمل معنا ومع جمعية منتجات الأطفال- ملتزمة بإنتاج تعليمات إرشادية أقوى معنا”.
تشترط معظم المستشفيات البريطانية أن يخضع الأطفال الخُدّج لتحدي مقعد السيارة قبل خروجهم من المستشفى، ويوضع الرضّع تحت الملاحظة إذا وجدت أية صعوبات في التنفس أو تغييرات بمعدل نبضات القلب في أثناء وجوده بمقعد السيارة، ولكن الاختبار لا يأخذ بعين الاعتبار وضع الجلوس الرأسي في السيارة أو اهتزاز المقعد في أثناء تحرك السيارة.
وينصح نظام التأمين الصحي (إن إتش إس) بوضع الأطفال في مقاعد السلامة المخصصة لهم، وينصحون الأهالي أيضاً بالانتباه إلى إخراج الطفل من المقعد على الرصيف وليس في وسط الطريق، وينبغي ألا تُركّب مقاعد السلامة في المقاعد الأمامية للسيارة والتي تكون مزودة بوسادة هوائية؛ فذلك قد يكون قاتلاً في حال انتفاخ الوسادة الهوائية.