نظمت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”، أمس السبت، جلسة حوارية بعنوان “تمكين التعليم لتسريع الابتكار الرقمي”، بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، وممثلين عن شركات القطاع التكنولوجي، ورؤساء جامعات، وأكاديميين وخبراء في مجالات التعليم والتكنولوجيا.
وهدفت الجلسة إلى مناقشة سبل ردم الفجوة بين القطاع الأكاديمي وسوق العمل، وتعزيز الشراكة في تطوير المناهج التعليمية، وتمكين التعليم المهني، والارتقاء بمهارات الطلبة بما يتناسب مع متطلبات الاقتصاد الرقمي المتسارع.
وأكد الدكتور محافظة خلال الجلسة أن الأردن من أوائل الدول التي أدرجت مباحث المهارات الرقمية والثقافة المالية في مناهج المدارس، مشددًا على أهمية مشاركة القطاع الخاص في تطوير بيئة حاضنة للإبداع وتعزيز الفكر الريادي، لمواكبة التحولات المتسارعة عالميًا في مجال التكنولوجيا والتعليم.
وأشار إلى جهود الوزارة في التوسع بالبنية التحتية الرقمية للمدارس، وتطوير المناهج وأدوات التعلم بما يضمن مواءمة مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتحقيق هذا الهدف.
من جهته، أكد رئيس هيئة المديرين في “إنتاج”، عيد صويص، أن التعاون مع وزارة التربية شهد تطورًا ملموسًا خلال العام الأخير، خاصة فيما يتعلق بالتعليمات الناظمة لعلاقة القطاع الخاص مع الجهات الرسمية، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار بهذا الزخم لتعزيز جهود التحول الرقمي في قطاع التعليم.
وأشاد المدير العام للشركة العامة للحاسبات والإلكترونيات، المهندس عبدالرحيم ملبس، بجهود وزارة التربية ومركز الملكة رانيا لتكنولوجيا التعليم والمعلومات في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي، معتبرًا إياها خطوات محورية في بناء منظومة تعليمية حديثة.
من جانبها، قالت مديرة المشاريع والاستراتيجيات في شركة “دينارك”، الدكتورة هديل طبيشات، إن التحول الرقمي كان في السابق فكرة بعيدة المنال، لكننا اليوم أصبحنا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي ليس كتقنية فقط، بل كلغة للجيل القادم.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لجمعية “إنتاج”، نضال البيطار، أن تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص يمثل ركيزة أساسية لبناء مستقبل رقمي واعد في الأردن، داعيًا إلى تبني مقاربة تعليمية مرنة ومحدثة ترتكز على جودة مخرجات التعليم، وليس الكم فقط.
وعرض المهندس براء الكيلاني، من جمعية “إنتاج”، مجموعة من الإحصائيات حول قطاع تكنولوجيا المعلومات في الأردن، أبرزها أن 87% من خريجي تخصصات تكنولوجيا المعلومات خلال عام 2023 يتركزون في منطقة الوسط، مقابل 21% في الشمال، و7% فقط في الجنوب، ما يعكس اختلالًا في التوزيع الجغرافي للكوادر المؤهلة.
كما أشار إلى أن نسبة النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا بلغت نحو 33%، مع تفاوت في توزيعهن بين المناصب الإدارية والفنية، داعيًا إلى تعزيز مشاركة المرأة في الجوانب التقنية والتخصصية لزيادة التوازن في سوق العمل.
واختتمت الجلسة بحوار مفتوح بين الوزير والحضور، تناول مقترحات لتفعيل التعاون بين الجامعات والشركات، وسبل دمج المهارات الرقمية في التعليم المدرسي والجامعي، إضافة إلى آليات إشراك القطاع الخاص في تدريب الطلبة وصياغة البرامج الأكاديمية، بما يسهم في تقليص الفجوة بين التعليم ومتطلبات سوق العمل الرقمي.


