طبيب مختص في مستشفيات زليخة يقوم بعملية جراحية معقدة تنقذ مريضا من شلل سفلي محتّم
الآلام الحادة أسفل الظهر والاخدرار المتزايد في أعضاء الجسم السفلية ليست بأعراض يمكن التغاضي عنها إذ أنها يمكن أن تؤدي للإعاقة وتصيب المريض بالشلل في الجزء السفلي من الجسم.
كانت هذه نصيحة الدكتور راهول شيفاديف، اختصاصي جراحة العظام لدى مستشفيات زليخة، والذي قام مؤخرا بإتمام عملية جراحية معقدة لمريضة من الإمارات بعد تشخيصها بمرض فريد من نوعه يسمى بمتلازمة ذيل الفرس.
وتنتج المتلازمة بسبب الضغط الشديد على الأعصاب في نهاية الحبل الشوكي داخل القناة الشوكية، وفي حال عدم علاجها بالتدخل الطبي الجراحي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحركة، وفي النهاية الإصابة بالشلل في الجزء السفلي من الجسم. يمكن للمتلازمة أن تصيب مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن في الظهر، وأصحاب الأعمال الشاقة والعمال والأشخاص الذين يعانون من البدانة.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه الإصابة بالمرض نادرة، اذ تصيب واحدا من بين 10000 شخص، يتوجب على مجموعة الأشخاص الخارجين من دائرة الخطر اخذ الحيطة من الأعراض نظراً لعدم القدرة على تنبؤ المرض.
وقال الدكتور شيفادي: “آلام أسفل الظهر التي تؤثر على أرجل المريض والمصاحبة لاخدرار أو وخز يجب أن يتم فحصها مباشرة مع جراح عظام أو مختص عمود فقري وعدم التغاضي عنها. اتضح لنا أن الأعراض التي يعيشها المريض كثيرا ما يتم اهمالها وهو ما ينجم عن مضاعفات كارثية. أما عن نتائج الجراحة، فسرعان ما تتحسن حالة المريض وحياته بشكل عام خاصة في حالة الكشف والتدخل الجراحي المبكرين”.
وكانت المريضة، السيدة خان، تعاني من آلام حادة أسفل الظهر، تبعه فقدان الإحساس في الأرجل وصعوبة في التبول قبل توجهها لمستشفيات زليخة للفحص، وبعد استشارة الدكتور شيفادي، طلب منها القيام بصورة رنين مغناطيسي، وشخّص على إثرها اصابتها بالمتلازمة وأمر بالتدخل الجراحي المباشر.
وأوضح الدكتور شيفادي: “حضرت السيدة خان وهي تعاني من آلام في أسفل اظهر لمدة شهر، وحالتها تدهورت بشكل كبير قبل ثلاثة أيام من حضورها، مع زيادة حدة الألم بشكل مفاجئ وبدء الشعور بالاخدرار. بعد صورة الرنين المغناطيسي تأكدنا من اصابتها، وقمنا بإدخالها للجراحة بشكل مباشر”.
وأضاف: “الكشف المبكر عن متلازمة ذيل الفرس والعلاج السريع والجراحة لها نتائج إيجابية للغاية. أما بدون التدخل المباشر، فسوف يعاني المريض من شلل دائم في الجزء السفلي من الجسم والقدرة في التحكم في الأمعاء والإخراج”.
واتم الدكتور شيفادي، الذي اشرف على عدد كبير من العمليات المعقدة خلال فترة عمله في مستشفيات زليخة في السنوات السبع الماضية، عملية ناجحة لاستئصال للقرص القطني لمريض دامت لأربع ساعات متواصلة.
وبعد الجراحة، قلّ حجم الضغط على اعصاب نهاية الحبل الشوكي للسيدة خان، وهو ما سمح لها استعادة السيطرة والتحكم في أطرافها وجهاز الإخراج والأمعاء.
وختم الدكتو شيفادي حديثه قائلا: “بعد العملية تحسنت حالة السيدة خان وذهب الألم والاخدرار. وبعد يومين فقط كانت قادرة على المشي بأريحية وبدون مساعدة. النتائج الإيجابية تعتمد على الكشف المبكر وسرعة التدخل، هذه عوامل أساسية عند التعامل مع متلازمة ذيل الفرس. وفي هذه الحالة الخاصة، قمنا بالعملية في اليوم الثاني بعد التشخيص والنتائج كانت ممتازة”.
التعليق على الصورة: ( من اليمين) السيدة باديرونيسيا خان، والسيدة تابيندا شاهد خان (المريضة)،الدكتور راهول شيفادي، أخصائي جراحة العظام لدى مستشفيات زليخة، والدكتور أسامة طه، أخصائي جراحة العظام لدى مستشفيات زليخة.