أصبح جراح قلب في مستشفى زليخة أول جراح في الإمارات العربية المتحدة يقوم بعملية فتح شرايين تاجية باستخدام تقنية فريدة ومتطورة انطوت على استخدام مثقاب جراجي.
وأجريت هذه العملية 6 مرات فقط حول العالم، وخضع لعملية القسطرة المريض المقيم في الدولة “شريكومار نيدونجادي” الذي كان يعاني من ضيق في التنفس، ولدى الفحوصات تم تشخيص اصابته بمرض شرايين القلب التاجية في مرحلة متقدمة، مما وضعه في خطر التعرض لأزمة قلبية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور “أنيل بانسال”، استشاري أمراض القلب في مستشفى زليخة، دبي والذي يحمل في جعبته أكثر من 30 عاماً من الخبرة في جراحة القلب: “تم تشخيص المريض بانسداد ضيق للغاية وتكلس في اثنين من شرايين القلب التاجية الثلاثة الرئيسية، ولم يكن باستطاعتنا القيام بعملية قسطرة عادية لفتح الشرايين لأسباب تقنية قد تؤدي إلى الفشل”.
وبينما تنطوي الإجراءات العادية لإزالة انسداد وتوسعة الشرايين التاجية على استخدام تقنيات البالونات والدعامات، قرر الدكتور بانسال استخدام تقنية المثقاب الجراحي (روتابلاتور) لتكسير اللويحات العصيدية المتصلبة المتراكمة على الجدران الداخلية لشرايين المريض “شريكومار نيدونجادي”.
وأضاف الدكتور بانسال: “قمنا في البداية بتركيب دعامات في الشرايين التاجية للمريض، لكننا لم نتمكن من توسيعها داخل الشرايين لكي يتدفق الدم بسهولة ويسر، فقد كان الانسداد متصلب جداً ويمكن أن يؤدي لانكسار أي بالون؛ لذا قررنا استخدام مثقاب جراحي “روتابلاتور” للثقب عبر الدعامات وتكسير منطقة التصلب المتكلسة داخل الشرايين”.
وقد خرج المريض من المستشفى بعد يوم واحد فقط على إجراء العملية التي تكللت بالنجاح، وقال: “أنا محظوظ للغاية لخضوعي لعملية معقدة جداً ونادراً ما يتم إجرائها في المرافق الصحية حول العالم”.
وأكمل قائلاً: “أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص الشكر والامتنان للدكتور بانسال وكامل فريقه لمساعدتي في اجتياز هذه المرحلة الصعبة بفضل خبرتهم العريقة وموقفهم الإيجابي وتفاؤلهم ومعاملتهم الحسنة خلال إقامتي في المستشفى”.
وتعتبر تقنية المثقاب أحد خيارات العلاج المتطورة عالية التقنية، وتتوافر لأولئك المرضى الذين تم تشخيصهم بمرض تصلب شرايين القلب التاجية. توفر تقنية المثقاب للمرضى شعوراً بالارتياح وزيادة مستويات الطاقة عندما تضخ شرايينهم المفتوحة حديثاً كميات كافية من الدم إلى القلب وتغذية أجسامهم.
وتابع نيدونجادي قائلاً: “كنت أعلم أن العملية ستكون صعبة للغاية، لكن الدكتور بانسال شرح لي ولزوجتي حيثيات العملية جيداً وكنت واثقا بأنني في أيدٍ أمينة”.
وأضاف: “في حقيقة الأمر، ما زلت متفاجئاً بمدى شعوري بالارتياح بعد يوم واحد على إجراء العملية، وخلال أسبوع واحد فقط عُدت لممارسة حياتي الطبيعية والصحية. وأعتقد أنه يجب أن يعرف الكثير من الناس عن هذا النوع من العلاج، وأنا مدين للدكتور بانسال بهذا”.
من جانبه قال المدير الإداري لمستشفى زليخة، ضياء الرحمن شاه: “نحن سعداء للغاية لتمكننا من اجراء جراحة ناجحة لما يعتبر واحدا من أسوأ مضاعفات القلب والأوعية الدموية وإعادة البهجة والسرور لحياة المريض وأسرته. الحاجة إلى المعدات والتجهيزات المتطورة بالإضافة إلى فريق متمرس وعلى درجة عالية من الخبرة أمر ضروري للغاية عند القيام بالعمليات المعقدة، ونحن واثقون بمرافقنا ومعداتنا وتجهيزاتنا لإدارة مثل هذه السيناريوهات بنجاح”.
يُذكر أن أمراض القلب والأوعية الدموية غالباً ما تتطور نتيجة أنماط الحياة غير الصحية والسمنة ومرض السكري. ووفقاً لتقارير صادرة عن هيئة الصحة بدبي ومركز دبي للإحصاء، اللتان جمعتا بيانات من 3,298 عائلة إماراتية ومقيمة في عام 2014، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن ما نسبته 30% من الوفيات في دبي كل عام.
وتماشياً مع التزام مستشفيات زليخة الثابت بمعالجة مشكلتي زيادة معدلات السمنة المتنامية في البلاد، فقد أطلقت حملة صحية تحت شعار “لا أعذار بعد اليوم” لحث سكان الإمارات العربية المتحدة على التوقف عن اختلاق الأعذار والبدء في تحمل المسؤولية واتخاذ موقف صارم تجاه صحتهم وعافيتهم.
وتوفر المرحلة الأولى من الحملة مواعيد مجانية لدى أحد أخصائيي القلب في مستشفى زليخة في دبي أو الشارقة، والذي سيتولى فحوصات تخطيط القلب وضغط الدم وقياس معدل السكر في الدم والكوليسترول مجاناً.