ولد جان بول غيتي في الخامس عشر من ديسمبر عام 1892 في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا الأمريكية, وكان والده جورج غيتي محاميًا دخل العمل في مجال النفط مما اضطر العائلة للانتقال إلى لوس أنجلس حيث درس غيتي في مدرسة خاصة قبل أن ينتقل في المرحلة الثانوية إلى مدرسة العلوم التطبيقية التي تخرج منها عام 1909.
تمكن غيتي بعد الثانوية من الدخول إلى جامعة ساوثرن كاليفورنيا في لوس أنجلس وانتقل عام 1912 إلى جامعة أوكسفورد في بريطانيا لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد وتخرج منها في عام 1914.
بعد التخرج بدأ غيتي بالعمل في مجال إنتاج النفط وحصل على مساعدة مالية من والده على شكل قرض ليعمل مستقلًا عن عمل والده, وبدأ غيتي بشراء عقود النفط في أماكن مختلفة ومنها عقد في منطقة تولسا كلفة مبلغ 500 دولار واعتبرها خصومه حركة غير ذكية لكنها حققت له أرباحًا كبيرة وفي عام 1916 حقق أول مليون دولار له من الأرباح, وحقق نفس المبلغ من استثمار في بئر للنفط بمنطقة هاسكل.
بعد توقف وجيز عن العمل عاد غيتي عام 1919 للعمل بالتعاون مع والده وقضيا فترة العشرينات وهما يقومان بالتنقيب عن آبار النفط والاستثمار في بيع وشراء عقود النفط, واستمر العمل سنوات حققا خلالها أرباحًا تجاوزت ثلاثة ملايين دولار, وفي عام 1930 توفي والد غيتي ليترك له مسؤولية شركي غيتي للنفط التي تم تعيين جان بول رئيسًا لها.
بدأ غيتي كرئيس للشركة بالعمل بأسلوب مختلف عبر جعل كل نشاطات الشركة من تنقيب وإنتاج وتصدير مستقلة عن أي مؤسسات أخرى وتحقيق الاكتفاء الذاتي للشركة ثم انتقل للاستحواذ على شركات أخرى في مجال النفط حيث اشترى شركة Pacific West وشركة Mission.
عام 1949 قام غيتي بمجازفة مالية كبيرة بشراء أرض على الحدود السعودية الكويتية ولم يكن الخبراء متأكدين من احتوائها على النفط وكلفته الصفقة 9.5 مليون دولار ومبلغ مليون دولار سنويًا لمدة 60 عامًا, ولم تنتج الأرض أي برميل نفط في السنوات الأربع الأولى لكن التنقيب استمر ليكشف عن كمية هائلة من النفط ووصل الإنتاج إلى أكثر من 16 مليون برميل في السنة! مما رفع أسهم شركة غيتي كواحدة من أكبر منتجي النفط.
خلال الخمسينات استحوذ غيتي على عدة شركات منتجة للنفط لتعمل تحت اسم شركته مما زاد من أرباح الشركة بشكل هائل وترفع ثروته الشخصية من الملايين إلى المليارات ليصبح أول ملياردير في العالم.
من أجل توسيع نشاطه قام غيتي بعلم اللغة العربية ووصل نشاط شركته إلى أكثر من 200 بلد حول العالم وتضاعفت ثروته من ملياري دولار إلى أربعة مليارات, كما بدأ بالاستثمار في المجال الفندقي وحقق نجاحًا ومن أشهر الفنادق التابعة لشركته فندق Pierre في مدينة نيويورك الأمريكية.
بلغت ثروة غيتي عام 1975 حوالي 8.7 مليار دولار وكان واحدًا من أغنى الرجال في العالم, وتوفي عام 1976 لتختتم مسيرة واحد من أبرز منتجي النفط في العالم.