أطلقت جامعة دبي وضمن بحث أكاديمي متخصص، إطار استراتيجي لدعم التكنولوجيا والاتصال في المدن الذكية وقام بإجراء البحث الأستاذ محمود الهندي، أستاذ كلية تقنية المعلومات في جامعة دبي، بالاشتراك مع كل من الدكتور سامي المنياوي، عميد كلية تقنية المعلومات بالجامعة، والدكتور حسين فخري، الاستاذ المشارك في جامعة زايد، وقام الباحثون من خلال البحث بدراسة 62 مدينة ذكية من جميع أنحاء العالم ولمدة 6 أشهر متواصلة.
وحول الموضوع قال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إن مفهوم المدن الذكية يُعد من المفاهيم المهمة لمليارات البشر في جميع أنحاء العالم، خاصة ان التقديرات تشير إلى أن أكثر من 50% من سكان العالم يقيمون في المناطق الحضرية والمؤهلة للتحول إلى مدن ذكية، لذا تُوجه جامعة دبي جهودها وبحوثها في سبيل إيجاد المزيد من الحلول المستدامة التي تخدم التطورات الحضرية المستقبلية، وتعالج التحديات التي تواجه المدن الذكية. مؤكداً أن البحث الذي أعدته الجامعة يأتي كجزء من مساهمتها في دعم الخطط الاستراتيجية لتطوير المدن الذكية في العالم.
وألقى البحث الضوء على نظام المدن الذكية من الناحية التكنولوجية، من الجانبين الاستراتيجي ونُظم العمل فيها، إلى جانب استعراض ميزات البنية التحتية في جميع المجالات للمدن الذكية سواء القائمة منها أو الجديدة، على اعتبار أن البنية التحتية هي أساس المدن وجودة خدماتها. كما ناقش البحث حلول الاتصال المطروحة في المدن الذكية والتي تشمل الحوسبة السحابية، وتقنيات تحديد الهويه باستخدام موجات الراديو، إلى جانب التقنيات اللاسلكية، والتواصل قريب المدى، وشبكات الاستشعار، وانترنت الاشياء.
كما ناقش البحث سبل الربط بين النظم المختلفة وتقديمها على شكل تطبيقات مختلفة للهاتف المحمول بعد معالجة البيانات وهذا ما يعرف علميا بمصطلح البيانات الكبيرة. وناقش البحث أيضاً وضمن الإطار المقترح دراسات الجدوى الخاصة بالموارد التكنولوجيه للحفاظ على استدمامة الخدمات وتطويرها باستمرار، وكيفية اختيار مزودين النظم الذكية ووجود آلية لأمن المعلومات والحفاظ على الخصوصية واخرى للحوكمة الذكية. كما أن الإطار المقترح يشير الى أن التحول يحتاج أيضا من كافة المؤسسات أن تعيد هندسة إجراءات الأعمال لتواكب التغير بما يسهم في تغيير الاقتصاد.
وأفاد هندي أن جامعة دبي حريصة على مواصلة أبحاثها في مجال المدن الذكية، بهدف المساهمة في تحقيق رؤية الإمارات 2021، وتماشياً مع تنامي الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول المدن في العالم والتي أصبحت على عتبة تغييرات هائلة.
وأكد أن الإطار الاستراتيجي الذي اطلقته جامعة دبي سيفتح قنوات كثيرة للتواصل والتطبيقات في المدن الذكية، مما يتيح إمكانية الحصول على تقييم وتحليل للخدمات المقدمة، من خلال نظام يعالج البيانات التي يتم جمعها والخدمات التي تُقدم للجمهور، بشكل يدعم عمل صانعي السياسات لتعديل أو تطوير السياسات والقوانين بما يتناسب مع متطلبات واحتياجات الجمهور.