أكد عدد من مديري شركات السفر والسياحة العاملة في الدولة أن جاذبية دبي السياحية تتزايد عالميا وإقليميا بل ومحليا أيضا، حيث تجتذب حركة السيباحة الداخلية من مختلف إمارات الدولة.
وأشاروا إلى أن الأحداث التي شهدتها القارة الأوروبية أخيراً ابتداءً من باريس ووصولاً إلى بروكسيل، حولت البوصلة السياحية لمواطني الخليج من أوروبا إلى دبي بشكل رئيسي بالإضافة إلى دول شرق آسيا، كما ساهمت في تنشيط السياحة الداخلية.
وأشاروا إلى أن أوروبا كانت خلال السنوات الماضية، بين الوجهات المفضلة للخليجيين عموماً، لكن الأحداث الأخيرة التي شهدتها القارة العجوز أثرت على القرارات السياحية لسكان دول الخليج بصفة عامة، ودفعتهم إلى دبي خصوصاً وأنها الوجهة الأكثر أماناً واستقراراً في المنطقة بالوقت الراهن.
وأضافوا أن المرحلة الحالية تشهد موجات إلغاء وتأجيل طويل الأمد للرحلات المتوجهة لأوروبا، مؤكدين أن هناك نسبة كبيرة منهم قد قرروا بالفعل تغيير وجهتهم السياحية لهذا الموسم الصيفي، والوجهات البديلة تصدرتها دبي والإمارات بشكل عام، أو بلدان شرق آسيا كماليزيا وتايلاند.
ونما عدد السياح من دول مجلس التعاون الخليجي إلى دبي خلال أول شهرين من العام الجاري بنسبة 18.5%ليصل إلى 670 ألف سائح مقابل 565 ألفاً في الفترة نفسها من العام الماضي.
وشهدت التدفقات السياحية إلى دبي من السعودية نمواً خلال شهري يناير وفبراير بنسبة 15%لتصل إلى 314 ألف سائح مقارنة مع 273 ألفاً في الفترة ذاتها من العام الماضي.
في حين شهد السياح القادمون من سلطنة عمان نمواً قوياً بلغ 35%ليصل إلى 223 ألفاً مقابل 165 ألفاً خلال العام الماضي، كما نما عدد السياح القادمين من قطر بنسبة 23%ليصل إلى 40 ألف سائح مقارنة بنحو 33 ألفاً خلال شهري يناير وفبراير من العام الماضي في حين شهد السياح من الكويت استقراراً في العدد عند 83 ألف سائح.
جاهزية
وقال علي زيد أبو منصر، رئيس شركة الرؤية للسفر والسياحة، إن الأمان والاستقرار السياسي أصبحا من شروط السفر اليوم، بالإضافة إلى البنية التحية والسياحية الجاهزة، ودبي تملك كل هذه المقومات وأكثر منها بكثير، ما يدفع العديد من السياح من دول الخليج إلى اختيار دبي وجهتهم المفضلة، مشيراً إلى أن أغلب سياح الخليج غيروا وجهاتهم نحو الإمارات بالدرجة الأولى، ونحو وجهات شرق آسيوية وأوروبية بالدرجة الثانية.
وأكد أن الفترة الحالية تعتبر فترة من الذروة في دبي، حيث إن شركات السياحة تعاني لتجد غرفاً متاحة في الفنادق، سواء الساحلية أو القريبة على المراكز التجارية الرئيسية، مشيراً إلى أن قبل سنوات كان فصل الصيف موسماً منخفضاً مقارنة بالمواسم الأخرى في السنة.
أما اليوم، فمعدل الإشغال يقترب من 90%، وهو الرقم نفسه الذي تتميز به باقي المواسم، مرجعاً هذا الأداء إلى الفعاليات الرائعة التي تقدمها حكومة دبي ممثلة في دائرة السياحة ومكتب الفعاليات وباقي المؤسسات.
تصاعد
وقال غسان العريضي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفا تورز السياحية «بالنظر إلى السنوات الخمس الماضية، نجد أن الخط التصاعدي الذي تسجله الإمارة في كل عام يضعنا أمام حقيقة واحدة، هي أنها الوجهة السياحة المفضلة والجاهزة حالياً لسكان دول الخليج.
وذلك بالنظر لما تتمتع به من بنية تحتية قوية تصنف من بين الأفضل عالمياً، وجودة فنادقها، بالإضافة إلى مواصلاتها من المطار والميناء البحري والمترو والمواصلات العامة، وفي الأخير الفعاليات العديدة التي تنظمها الإمارة في كل شهر».
وأشار إلى أن دبي تمثل حالياً منتجاً سياحياً ذو جودة عالية، ووجهة تنافسية من الدرجة الأولى، وهو الأمر الذي يؤكد كفاءة العمل المقدم من طرف دائرة السياحة بالإمارة خصوصاً في مجال تنظيم الفعاليات والأحداث الكبرى، بالإضافة إلى التعاون الكبير الذي يجمع بين القطاعين العام والخاص، من أجل رفع اسم الإمارة عالياً وترسيخ اسمها بقوة ضمن خارطة السياحة العالمية.
وأضاف «اليوم نحن أمام موسم صيف مميز للغاية وهذا أمر استثنائي، وهذا يبرهن أن دبي تخطو خطوة أولى في سبيل تحقيق المبادرة التي أطلقتها الإمارة بخصوص تحقيق 20 مليون سائح بحلول 2020، والتي جاءت لتؤكد من جديد الأهمية المتزايدة للقطاع السياحي بالنسبة لاقتصاد دبي، مشيراً إلى أن الإمارة جاهزة اليوم للقفز خطوة جديدة في مستقبلها المميز، وهي تملك كل المقومات لتحقيق الرؤية».