كشفت شركة تيسلا الأمريكية عن أول شاحنة كهربائية من إنتاجها، والمصممة لتتحدى مكانة شاحنات الديزل كملوك الطرق.
وتتمتع شاحنة “تسلا سيمي” التي طال انتظارها بإمكانية قطع 500 ميل بشحنة كهربائية واحدة.
وتقول تيسلا إن المركبة، المعروفة في الولايات المتحدة بشاحنة نصف مقطورة، ستدخل مرحلة الإنتاج عام 2019.
وستتمكن تيسلا سيمي من الانطلاق من السكون إلى 60 ميلا في الساعة خلال 20 ثانية وهي تسحب 36287 كيلوغراما، وهو أقصى حد مسموح به على الطرق الأمريكية.
وقال إلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتيسلا، وهو يتحدث بمنشأة الشركة في لوس أنجليس “إنها ليست كأي شاحنة قمت بقيادتها من قبل”.
وتتمتع الشاحنة ببعض الخصائص في سيارة “طراز 3” التي كشفت عنها تيسلا العام الماضي. إذ تعمل إطارات الشاحنة بمحرك طراز 3 الخاص، كما تحتوي الكابينة على شاشتين التي تعملان باللمس.
سوق تنافسية
ومع طرح “تيسلا سيمي”، يسعى ماسك جاهدا للدخول إلى سوق يشهد تنافسا وطلبا كبيرين، إذ يبلغ عدد سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة قرابة 3.5 مليون شخص، تقود الغالبية العظمى منهم شاحنات الديزل. ولن تكون تيسلا قادرة على منافسة الديزل من حيث نطاق انتشاره، حيث شكك خبراء في صناعة البطاريات في قدرة تيسلا على إنتاج بطارية قوية بسعر معقول بما يكفي.
وخلصت دراسة لجامعة “كارنيغي ميلون” إلى أن البطارية التي يمكنها أن تقطع 300 ميل بشحنة واحدة تصل تكلفتها إلى 200 ألف دولار.
وأضافت “هذا السعر أعلى بكثير من ثمن نصف شاحنة تعمل بالديزل، التي تكلف في المتوسط حوالي 120 ألف دولار للمركبة بأكملها”.
وقال ماسك إن تيسلا سيمي سيكون بإمكانها أن تقطع مسافة 643 كيلومترا بعد شحن البطارية لمدة 30 دقيقة عندا إحدى محطات الشحن الضخمة الجديدة التابعة للشركة.
وبالنسبة للتكلفة، قالت الشركة إنه تكلفة تيسلا سيمي لكل ميل ستكون أرخص من مثيلاتها التي تعمل بمحركات الديزل إذا وضع عاملا الوقود والصيانة في الاعتبار.
لكن منتدى تكنولوجيا الديزل، وهو مجموعة تجارية غير ربحية تشجع على استخدام السيارات التي تعمل بمحركات الديزل، قال إن إعلان تيسلا يحتاج إلى “تقييمه في سياق الواقع”.
وقال ألين شايفر، المدير التنفيذي للمنتدى، إن “محركات الديزل هي أكثر محركات الاحتراق الداخلي كفاءة في استخدام الطاقة”.
ومضى قائلا “لقد حققت (محركات الديزل) الهيمنة باعتبارها الخيار التكنولوجي في صناعة النقل بالشاحنات على مدى عقود عديدة ونجاحها في تحدي كثير من المحركات التي تعمل بأنواع الوقود الأخرى”.
وبالإضافة إلى المنافسة مع محركات الديزل العاملة بالفعل على الطرق، تواجه تيسلا منافسة مع شركات أخرى طرحت شاحنات كهربائية كبيرة، مثل ديملر وفولكسفاغن وكيومنز، وذلك رغم القدرة المحدودة لهذه الشاحنات وعدم وجود أي منها على الطريق الآن.
لكن تيسلا تعتقد أن بإمكانها تحقيق ميزة إضافية تتعلق بمستوى السلامة والراحة على متن مركباتها.
وتباهت تيسلا، في بيان، بأنه “التواء المقطورة يُمنع بسبب أجهزة الاستشعار على متن تيسلا سيمي، التي تكتشف عدم الاستقرار وتستجيب بتوزيع العزم سلبا وإيجابا لكل عجلة بالتزامن مع تشغيل جميع الكوابح بصورة منفصلة”.
وأضاف البيان أن الكاميرات الخارجية تساعد في رصد الأجسام، وتقلل إلى أدنى حد النقاط غير المرئية للسائق، وتنبهه تلقائيا بمخاطر السلامة والحواجز.
هذا بالإضافة إلى خاصية “السائق الآلي المعدل، وميزات تيسلا سيمي في الكبح التلقائي وقت الطوارئ، والحفاظ التلقائي على السير في الحارة المرورية والتحذير عند مغادرتها”.