مجلة مال واعمال

توقّع بقاء أسعار النفط فوق 60 دولاراً الفترة المقبلة

-

ximage.jpg.pagespeed.ic.TyKIaI3npt

حققت أسعار النفط مكاسب كبيرة خلال الأشهر السبعة الأخيرة من العام الجاري، وقفز سعر خام برنت بنسبة 14.4% في الفترة من شهر فبراير الماضي وحتى يوم أمس، في حين نما سعر خام نايمكس الأميركي في الفترة ذاتها بنسبة 6.5%.

واستفادت أسعار الخام من اتفاق خفض الانتاج مع تحسن النمو في الاقتصاد العالمي.وتوقع خبراء في القطاع أن تبقى الأسعار فوق مستويات 60 دولارا خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اتفاق غير رسمي بين غالبية المنتجين على تمديد اتفاقية خفض الإنتاج التي تنتهي في شهر مارس من العام 2018 وذلك بعدما لعبت هذه الاتفاقية دوراً في تحسن الأسعار وإعادة التوازن المطلوب للسوق النفطي.

كان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» قد أبرموا اتفاقية مع بعض كبار المنتجين المستقلين العام الماضي قضت بخفض حصص الإنتاج خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2017، ثم جرى تمديدها حتى مارس 2018، وذلك بهدف المحافظة على توازن السوق النفطي العالمي.

وتفصيلاً فقد قفز سعر خام برنت إلى 60.44 دولاراً يوم الجمعة الماضي مقارنة بـ 52.83 دولاراً خلال شهر فبراير الماضي ونحو 54 دولاراً للخام الأميركي الخفيف، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين إلا أن ذلك لم يحتل العناوين الرئيسية للصحافة الاقتصادية لعدة أسباب.

وجاء الارتفاع الذي سجلته أسعار النفط خلال الأشهر الماضية نتيجة تراجع إنتاج بعض الدول في ظل الأوضاع السياسية وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها من جهة والتحسن المسجل في الاقتصاد العالمي بشكل عام من جهة أخرى.

كان تحسن النمو في الاقتصاد العالمي خاصة في الدول الصناعية المتقدمة قد استدعى زيادة الطلب على النفط منذ بداية العام الجاري، وهو ما دفع بعض المنتجين سواء من داخل منظمة «أوبك» أو خارجها لرفع إنتاجها لتلبية هذه الزيادة.

تجدر الإشارة إلى أن الإحصاءات الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أظهرت ارتفاع معدل الإنتاج اليومي لأعضاء المنظمة إلى نحو 32.748 مليون برميل خلال الربع الثالث من العام 2017 بارتفاع قدره 453 ألف برميل مقارنة مع الربع الثاني من العام ذاته، والذي وصل فيه معدل الإنتاج اليومي إلى 32.285 مليون برميل.

وتواصل أسعار النفط الارتفاع التدريجي منذ الشهر الماضي مع إشارات على استمرار اتفاق (أوبك) ومنتجين من خارجها (تحديداً روسيا) على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً.

وبمتوسط سعر 56 دولاراً للبرميل في سبتمبر وصلت نسبة الارتفاع في الأسعار مقابل سبتمبر 2016 إلى نحو 20 %.

دور «أوبك»

وجاء ارتفاع الأسعار مع بدء الإنتاج الأميركي في الزيادة إثر فترة تراجع نتيجة العواصف والأعاصير في الفترة الماضية، إذ أظهرت الأرقام الرسمية الأميركية زيادة في الإنتاج بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً الأسبوع الماضي ليصل إجمالي الإنتاج الأميركي إلى 9.5 ملايين برميل يومياً. وقبل فترة العواصف والأعاصير وصل الإنتاج الأميركي من النفط إلى نحو 12 مليون برميل يوميا متفوقا على إنتاج السعودية الأكبر عالميا.

ويعني ذلك أن «أوبك»، باتفاقها مع روسيا ومنتجين آخرين من خارجها، ما زالت قادرة على ضبط السوق في حال التزم أعضاؤها باتفاقات سقف الإنتاج. وهذا عامل مهم في ارتفاع الأسعار متجاوزة المتوسط السابق لهذا العام عند ما بين 45 ـ 55 دولارا للبرميل، واحتمال استمرارها في شريحة 50 ـ 60 دولارا للبرميل حتى اجتماع أوبك المقبل في 30 نوفمبر.

وحسب تصريحات سعودية وروسية يبدو أن «أوبك» ستمدد اتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد مارس 2018 موعد نهاية الاتفاق الحالي. من العوامل الآنية التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسبوع الأخير، إضافة إلى ضبط العرض واضطرار المستهلكين للسحب من المخزونات التجارية، تراجع سعر صرف الدولار الأميركي.

رغم أن إنتاج النفط والغاز الصخري في أميركا تحسن منذ ارتفاع أسعار النفط فوق 40 دولارا للبرميل، إلا أنه ١يظل أقل بكثير مما كان عليه قبل انهيار الأسعار وخروج كثير من المنتجين من السوق.