spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمقالات“تمكين المرأة لا يعني المساواة المطلقة، بل التكميل بين الرجل والمرأة”

“تمكين المرأة لا يعني المساواة المطلقة، بل التكميل بين الرجل والمرأة”

بقلم الدكتوره هيله حرافشه:

في السنوات الأخيرة، برزت قضية تمكين المرأة كأحد أهم المحاور في النقاشات الاجتماعية والسياسية، وقد تحقق من خلالها الكثير من الإنجازات التي تستحق التقدير. ومع ذلك، فإن مفهوم تمكين المرأة غالبًا ما يُساء فهمه، حيث يُختزل أحيانًا في مجرد “المساواة المطلقة” مع الرجل، في حين أن الفهم الأعمق والأكثر واقعية هو أن التمكين لا يعني التشابه، بل التوازن والتكامل.

المرأة والرجل خُلقا مختلفين، ولكلٍّ منهما طبيعة ودور مميز. هذا الاختلاف لا يُعَدّ نقصًا أو تمييزًا، بل هو أساس التكامل الذي تبنى عليه الأسرة والمجتمع. فالمرأة تملك من القدرات، والمشاعر، والرؤى ما يميزها، كما يملك الرجل من الصفات والمهارات ما يكمل به المرأة. حين نتحدث عن التمكين، فإننا نقصد منح المرأة الفرصة لاستخدام إمكانياتها كاملة، في التعليم، والعمل، واتخاذ القرار، مع احترام خصوصية طبيعتها الإنسانية.

تمكين المرأة لا يعني أن تذوب الفروق بين الجنسين، أو أن تسعى المرأة إلى تقليد الرجل في كل شيء، وإنما يعني أن تُتاح لها الفرصة لتلعب دورها الكامل في المجتمع دون قيود مجتمعية جائرة أو تصورات نمطية تحد من قدراتها. كما أن تمكين المرأة لا ينتقص من قيمة الرجل، بل يعزز مبدأ التشارك العادل في بناء الحياة، واتخاذ القرارات، وتحمّل المسؤوليات.

المجتمع الناجح هو الذي يدرك أن الرجل والمرأة جناحان لا يمكن لطائر أن يحلّق بدونهما. التمكين الحقيقي هو أن نرى كل فرد، رجلاً كان أم امرأة، يُقدَّر بناءً على إمكانياته، لا جنسه. وهو أن نخلق بيئة يساهم فيها الجميع، من منطلق اختلافهم، لا تشابههم.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي