نرغب جميعاً في أن نكون صداقات في محل العمل، خاصة وأنه بالنظر إلى عدد الساعات التي يقضيها الموظف العادي في المكتب، فإنه من المهم أن يكون الموظف محاطاً بأشخاص يحبهم أو على الأقل تجمعه بهم علاقات جيدة، إذ أن ذلك يمكن أن يجعله أكثر قدرة على تحمل مشاكل وضغوط العمل، فضلاً عن أنه يساعد على تعزيز وجود بيئة تعاونية في العمل.
بشكل عام فإنه من الجيد أن يكون لديك علاقات قوية في عملك، لكن هل ترغب في وجود صداقة مع مديرك خارج العمل أيضاً؟.. وفي حال كنت تؤيد ذلك الأمر فكيف يمكن أن يؤثر على حياتك المهنية في رأيك؟
تجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن تواجه صعوبات أو مشاكل في حياتك المهنية نتيجة لهذه الصداقة مع مديرك أو رئيسك في العمل؛ وبصفة عامة فإنه توجد مجموعة من الإيجابيات والسلبيات التي عليك الانتباه إليها والموازنة بينها عندما يصبح مديرك صديقاً لك، كما يتضح فيما يلي:
– من ضمن الإيجابيات.. سيكون من الأسهل بالنسبة إليك المضي قدماً في حياتك المهنية:
نميل جميعاً إلى أن نتعامل مع الأشخاص الذين نحبهم أو تربطنا بهم علاقات طيبة بشكل أفضل من هؤلاء الذين لا نحبهم، فذلك يعد بمثابة جزءاً من الطبيعة البشرية؛ ومكان العمل في كثير من الأحيان لا يعد استثناءً لهذه القاعدة؛ وإذا كان مديرك في العمل على علم بأنك تأمل في الحصول على مشروع معين مثلاً أو إذا قام بإعطائك بعض المعلومات السرية التي يمكنك استخدامها لمصلحتك، فيمكنك استغلال ذلك للمضي قدماً في حياتك المهنية.
– لكن يوجد جانب سلبي.. سوف يكرهك زملاؤك في العمل بسبب ذلك:
من الممكن أن يتسبب حدوث مثل هذه الأمور في تذمر زملائك في العمل بشأن تساهل المدير في التعامل معك، وقد يواجهون صعوبة في تقبل ذلك؛ وعندما يشعر فريق العمل بأن أحد الأفراد يتلقى معاملة تفضيلية، فيمكن أن يتسبب ذلك في خلق مناخ عدائي.
وفي حال كان مديرك يشعر بالقلق حيال الأمر، فإن ذلك قد يؤثر سلباً على حياتك المهنية، فمن الممكن أن يلجأ مديرك مثلاً إلى اتخاذ نهج عقابي من شأنه أن يؤثر بشكل سيئ على طموحاتك المتعلقة بالتقدم الوظيفي من أجل وضع حد لهذه الاتهامات، إذ أنه يمكن أن يتم التغاضي عنك أو استبعادك من منصب أو ترقية ما، حتى وإذا كنت جديراً فعلاً.
– من الإيجابيات.. نظرياً سوف تكون عملية تقييم الأداء الوظيفي أكثر سهولة:
عندما يكون مديرك في العمل صديقاً لك، فمن الممكن أن تتوقع أنك ستكون في مأمن من التوبيخ في حال وجود أي تقصير في أداء مهامك، وقد تعتقد أيضاً أنه لا داعي للقلق بشأن عملية تقييم الأداء الوظيفي.
– الجانب السلبي.. في الواقع الأمور لا تسير بهذه الطريقة:
من الضروري الانتباه جيداً إلى أنه بالرغم من كون رئيسك في العمل صديقاً لك، إلا أنه لديه مسئولية تجاه المؤسسة التي يعمل بها، وتتمثل هذه المسئولية في التأكد من أن جميع أفراد فريق العمل يقدمون أفضل ما لديهم ويؤدون مهامهم دون تقصير، ولذلك فإنه ليس صحيحاً أن تتوقع أن يتساهل معك مديرك أو رئيسك فقط لكونه صديقك.
وتتمثل المشكلة الأساسية في أنه ليس في إمكان كل شخص الفصل بين العلاقة الشخصية وعلاقة العمل مع الحرص على عدم تداخل الأمور معاً.
– من الإيجابيات.. ستكون مطلعاً على أعمال الشركة الداخلية:
من المؤكد أن معرفة ما يحدث في الإدارة العليا للشركة أو المؤسسة التي تعمل بها يمكن أن يساعدك على اتخاذ قرارات متعلقة بحياتك المهنية، فضلاً عن أنه يجعلك متميزاً على زملائك؛ وعلى الجانب الآخر، فسوف تكون على علم بأمور متعلقة بزملائك في العمل.
– الجانب السلبي لذلك.. يمكن أن تعرضك معرفتك بمثل هذه الأمور لمواقف محرجة:
في حال قمت مثلاً بإبلاغ مديرك في العمل بشأن أمر ما متعلق بأحد زملائك سواء بقصد أو دون قصد، فإن ذلك قد يؤثر عليك بشكل سيئ، حيث سيواجه زملاؤك صعوبة في الثقة بك أو الحديث عن أي من أمورهم معك، وهو ما قد يجعلك منبوذاً بينهم.
وكذلك فإنك في حال كشفت عن أي من الخطط أو القرارات الخاصة بالإدارة العليا قبل الإعلان عنها، فإن ذلك يمكن أن يثير استياء مديرك باعتبار أنك لم تكن على قدر ثقته بك، وهو ما يمكن أن يضعك في مأزق.
– من الإيجابيات.. التعرف على الجانب الشخصي لمديرك:
عند التوجه برفقة مديرك في العمل لمشاهدة مباراة كرة قدم أو تناول كوب من القهوة مثلاً، فإن ذلك قد يتيح لك فرصة التعرف على الجانب الشخصي لمديرك بشكل أفضل.
– الجانب السلبي لذلك.. عدم وجود حدود واضحة في التعامل مع مديرك:
في حال كانت تجمعك بمديرك علاقة صداقة وثيقة، فمن الممكن أثناء حديثك معه بشكل شخصي أن تبدأ في التذمر بشأن بعض المهام التي تزعجك في العمل، أو الأشخاص الذين لا تحبهم، والمشكلة هنا هي أن مثل هذه الأمور قد تضع مديرك في موقف محرج، لذلك فمن الأفضل أن تتذكر دائماً أن ذلك الشخص هو أولاً رئيسك في العمل وثانياً صديقك.
إنفوجراف| ماذا تعرف عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ؟
ومازال السؤال قائماً: هل يفضل أن تكون صداقة مع مديرك في العمل؟
ومن أجل الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسأل نفسك أولاً عما إذا كانت لديك القدرة على فهم حدود التعامل في هذه الحالة، وأيضاً فهم التأثير المحتمل لتكوين صداقة مع مديرك على حياتك المهنية، وعما إذا كنت قادراً على الفصل بين علاقة العمل والعلاقة الشخصية.
فعلى سبيل المثال، إذا كان في إمكانك خلال وقت العطلة الأسبوعية التحدث مع مديرك عن الهوايات المشتركة وعن كرة القدم بدلاً من التحدث عن العمل، وبعد ذلك يمكنك التوجه إلى محل عملك في بداية الأسبوع والتحدث معه عن أمور العمل بشكل موضوعي، فإن ذلك يعد مثالاً جيداً على الشكل الذي يجب أن تكون عليه مثل هذه الصداقات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oWf