أشاد فاهي توروسيان نائب رئيس شركة «مايكروسوفت» العالمية لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في حوار مع ( البيان الاقتصادي) على هامش زيارته للإمارات قادما من سياتل، برؤية الإمارات 2021 ورؤية القيادة الحكيمة في تبني التكنولوجيا المتقدمة والابتكار كأولوية في أجندتها قائلا إن تكنولوجيا مايكروسوفت تلبي رؤية الإمارات2021.
وأن الشركة العالمية لديها الكثير من الحلول التكنولوجية وعلى رأسها التكنولوجيا السحابية والتي بإمكانها أن تخدم 75 ألف شركة صغيرة ومتوسطة في الإمارات تسهم بنحو 40 % من إجمالي الناتج المحلي للإمارات، مما يسهم في نمو اقتصاد الإمارات وتعزيز تنافسيته.
منوها إلى أن التكنولوجيا السحابية لـ مايكروسوفت تستخدم على نطاق واسع جدا في الإمارات بدأ بأكبر الشركات مثل طيران الإمارات وصولا بأصغر الشركات في الإمارات.
وأضاف توروسيان بأن العدد الأكبر من الشركات الصغيرة والمتوسطة في العالم اليوم لم تستفد بعد بشكل كبير من التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى حدوث تسارع في تبني التكنولوجيا لدى رواد الأعمال الجدد لإدراكهم بأن السبيل الوحيد لنمو أعمالهم وتمكينهم من التنافسية هو تبنيهم للتكنولوجيا الحديثة، قائلا إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تتساءل وتبحث باستمرار عما يمكن أن تفعله كجديد.
وبشكل مختلف لنمو أعمالها وتوسيع قاعدة عملائها وتعزيز تنافسيتها في الأسواق بكــــلفة أقل قائلا بأن التــكنولوجيا السحابية لـ مايكروسوفت توفر فرصة للشركات الصـــغيرة والمتوسطة لتعزيز نموه أعـــمالها وخلق المزيد من فرص العمل في تلك الشركات .
مشيرا إلى أن 69% من العاملين في الشركات الصغيرة والمتوسطة اليوم يستخدمون الأجهزة للتواصل مع قدرات الحوسبة ومعالجة البريد الإلكتروني مقارنة بـ 39 % قبل ثلاث سنوات،مؤكدا على التزام «مايكروسوفت» بالشركات الصغيرة والمتوسطة كونها العمود الفقري لمعظم اقتصادات العالم مشيرا إلى أن مايكروسوفت تستثمر ما بين 10إلى 12 مليار دولار سنويا في التكنولوجيا المتقدمة وبأن الجزء الأكبر من تلك الاستثمارات تذهب لجهود تطوير الحوسبة السحابية.
رؤية 2021
أكثر من 90% من الأعمال في الإمارات وفي دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام هي شركات صغيرة ومتوسطة، ما الذي يمكن أن تقدموه في مايكروسوفت لتلك الشركات وخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا السحابية؟
الإمارات لديها رؤية 2021، والتكنولوجيا والابتكار أولوية في أجندة الدولة، ونجن في مايكروسوفت لدينا الكثير من الحلول التكنولوجية التي بإمكانها أن تخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة وستسهم في تعزيز نشاط وروح المبادرة لدى تلك الشركات مما يصب في صالح اقتصاد الإمارات.
الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المساهم الأكبر في إجمالي الناتج المحلي لدول العالم وبالنسبة للإمارات تسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة بنحو 40% في إجمالي هذا الناتج.
وبالتالي يجب أن تكون الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية لدى دول العالم وضرورة تحسين إنتاجية تلك الشركات لتعزيز تنافسيتها في الأسواق وليس فقط داخل الدولة أو المنطقة ولكن أيضا تعزيز تنافسية الشركات في التصدير.
التكنولوجيا السحابية لدى مايكروسوفت تتيح المرونة للشركات لتوسيع قدراتها، وهذه التكنولوجيا اليوم متاحة حتى لأصغر الشركات، عادة عند اندلاع الأزمات عادة ما تكون الشركات الأصغر هي المتأثر الأول بتلك الأزمات، التكنولوجيا السحابية التي نقدمها في مايكروسوفت توفر الوقت والمال في إدارة وحماية تكنولوجيا المعلومات في الشركات الصغيرة و المتوسطة الحجم.
كما تمتلك البرامج والخدمات التي توفرها السحابة القدرة على تقديم مستويات متغيرة من المرونة التشغيلية، وتساعد الخدمات السحابية على تمكين الموظفين من القيام بأعمالهم خلال زمن أسرع، وتساعد التكنولوجيا السحابية الشركات الصغيرة والمتوسط على النمو والمنافسة في أسواق العالم.
ثقافة الابتكار
دبي مدينة ذكية اليوم والإمارات اختارت عام 2015 عاماً للابتكار، كيف تنظرون في مايكروسوفت لرؤية دبي والإمارات بشكل عام؟
نرى بأن رؤية الإمارات 2021 رائعة للغاية والإمارات نموذج ناجح لتنويع القاعدة الاقتصادية وكيف يمكن لدولة نفطية أن تكون أقل اعتمادا على الثروة النفطية، الإمارات عززت ثقافة الابتكار لديها وتقوم بتطوير التطبيقات، وتتحول لدولة ذكية وبالتالي مايكروسوفت مستعدة لتقديم الكثير من الخدمات والحلول السحابية للإمارات .
وأيضا نحن قادرون على تقديم تكنولوجيا سحابية للشركات الصغيرة والمتوسطة والتي يبلغ تعدادها نحو 75 ألف شركة في الإمارات لمساعدتها على النمو والتوسع بأنشطتها مما سيدعم اقتصاد الإمارات ويساعد على تعزيز تنافسية الإمارات.
واليوم لدينا 1500 من الشركاء في الإمارات من الشركات الصغيرة والمتوسطة ومعظم تلك الشركات لديها ثقة كبيرة بالخدمات السحابية التي نقدمها في مايكروسوفت.
إكسبو 2020 يعتمد الابتكار والاستدامة ما الذي يمكن أن تقدموه في مايكروسوفت للحدث العالمي ؟
نحن على ثقة بان دبي ستقدم أفضل إكسبو للعالم ومستعدون لتزويد المعرض بأحدث التكنولوجيا لدى مايكروسوفت، دبي اليوم مدينة عالمية بفضل رؤية قيادتها الجديدة وكل مرة أزور فيها دبي أرى مشروعا أو إطلاق مبادرة جديدة دبي والإمارات بشكل عام تعرف ماذا تريد وإلي أين تريد أن تذهب والسبيل لتحقيق هدفها، وأعتقد أن ما تقدمة مايكروسوفت اليوم في الأسواق يتماشى ويلبي رؤية الإمارات 2021.
ديناميكية
هناك أكثر من 148 مليون شركت صغيرة ومتوسطة في جميع أنحاء العالم، كيف تستفيد هذه الشركات من التكنولوجيا لخلق النمو؟
أسواق المنطقة هي الأكثر ديناميكية في العالم اليوم، وهناك نمو كبير جدا في العملاء الذين يرغبون في الاستعانة بالحوسبة السحابية في أعمالهم، نحن في مايكروسوفت نقدم خيارين خيارا مجانيا وخيارا بكلفة، ما نقدمه مجانيا هو أوتلوك دوت كوم، سكايب، أوفيس ويب آبز وهي مجانبة للعملاء من أصحاب الشركات الصغيرة جدا ممن يرغبون بالاستفادة من الخدمات السحابية التي نقدمها، من الجانب الآخر هو الخدمات المتطورة التي نقدمها مثل سكايب فور بزنس، أوفيس، أوفيس 365، سيرفيس..الخ .
وكلها تطبيقات تساعد العميل على تطوير أعماله لمستوى رفيع وهذا ما نقدمه واليوم نُقدم على سبيل المثال سيرفيس و ويندو ستاند وهي تطبيقات تحتل المرتبة الأولى لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة النتائج التي نحصل عليها تقول بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة ترغب في الحصول على نفس التجربة بغض النظر عن الأجهزة التي يستخدمونها سواء من تابلت أو الـ نوت بوك وهذا ما نريده.
وحاليا نقوم بتطوير مؤتمرات الفيديو فمن المهم جدا للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تحظى بإمكانية التواصل ليس فقط ما بين الموظفين في مواقع مختلفة باستخدام الموبايل ولكن أيضا تعزيز التواصل مع العملاء، التكنولوجيا السحابية جعلت العملاء يشعرون برضا كبير، تحقيق رضا العملاء أصبح اليوم يَفرض على الشركات الاستعانة بالتكنولوجيا الجديدة.
نحن في مايكروسفت ملتزمون بالشركات الصغيرة والمتوسطة في جزء مهم من الاقتصادات، فأينما ذهبت في العالم تمثل تلك الشركات ما بين 85 إلى 98 % في اقتصادات الدول هناك، وهذه الشركات ضعيفة نحتاج لإعطائهم الأدوات التي تمكنهم من تعزيز أعمالهم، السحابية هي وقود الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاسواق الناشئة.
أزمة هوية
في ظل الاندفاع الداخلي للدفاع عن استراتيجية الشركة تجاه التغييرات السريعة، ومع التخفيض في عدد الموظفين والإعلان عن الاكتتابات الضخمة..هل تعاني مايكروسوفت من أزمة هوية ؟
ربما كان هذا في الماضي ولكنه لم يعد قائما، عندما يحقق المرء نجاحا هائلا فإن أصعب ما سيطرحه من أسئلة هو إن كان سيتمكن من الحفاظ على ما حققه من نجاح في عالم متغير كل يوم وفي عالم يولد فيه كل يوم ابتكار ذكي وتولد فيه فكرة جديدة قد تضر بك أو تسبب لك الخسارة .
وبالتالي ينبغي أن تعيد اختراع نفسك وتطور ابتكاراتك كيف تبقى في القمة وبالنسبة لـ مايكروسوفت فقد شهدت إعادة تحول حقيقي حيث تحولت من شركة لأجهزة الكمبيوتر لشركة تقدم كل الخدمات التكنولوجية الحديثة، ثقتنا عالية جدا بما حققناه و في هذا التحول الهائل والمهم في مسيرة مايكروسوفت.
التكنولوجيا السحابية
في ظل تراجع النمو الاقتصادي العالمي وتأثر الشركات الصغيرة بهذا التراجع هل أنتم على ثقة بقدرتكم على مساعدة الشركات الصغيرة في ظل التباطؤ الحاصل ؟
التكنولوجيا السحابية على سبيل المثال من أكثر العوامل الحاسمة جدا لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وطبقا لدراسة أجرتها «مجموعة بوسطن الاستشارية» فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تبنت التكنولوجيا الحديثة عن نظيرتها من الشركات الأخرى قد ارتفعت نسبة التوظيف لديها بنحو الضعف أي زادت فرص العمل فيها بنحو الضعف وحققت نموا أكبر بنحو 15 % مقارنة بالشركات الأخرى الأقل استخداما للتكنولوجيا، بفضل استعانة تلك الشركات بالتكنولوجيا السحابية والسبب هو أن الناس تعمل بشكل مختلف اليوم.
حيث أن توقعات العملاء تختلف اليوم وبالتالي هناك حاجة لقابلية حركة أكبر للشركات، وهو ما توفره الخدمات السحابية كالتحول على سبيل المثال من نظام كابكس (مصروفات رأس المال) إلى نظام أوبكس (مصروفات التشغيل) والذي يوفر تدفقات متكررة ومربحة في العائدات على الفور للشركات المستخدمة له.
مهارات الابتكار
هل مايكروسوفت قادرة على سد الفجوة الحاصلة في معدل نمو مهارات الابتكار التكنولوجي في الشركات الصغيرة والمتوسطة؟
بالتأكيد قادرون على فعل ذلك، اليوم التكنولوجيا متاحة حتى لأصغر الشركات في الأسواق وخاصة التعهيد لبعض الأصول الحرجة التي تحتاج إليها، فعلى سبيل المثال كان تأسيس شركة جديدة يستغرق في الماضي 12- 18 شهرا قبل أن يبدأ تشغيل عمليات الشركة ولكن اليوم الأمر يستغرق أسبوعين فقط لعمل الشيء ذاته ولو كان لديك «مايكروسوفت أوفيس 365» وهو أحد إصدارات مايكروسوفت، وهو عبارة عن حزمة خدمات تعمل من خلال الإنترنت قائمة على مبدأ الاشتراك فهي توفر الوصول لخدمات عديدة وبرامج مبنية باستخدام مايكروسوفت أوفيس.
الشركات الصغيرة والمتوسط هي اليوم أسرع الأسواق نموا لـ مايكروسوفت ونحن نستثمر 10 إلى 12 مليار دولار سنويا في التكنولوجيا المتقدمة والجزء الأكبر من استثماراتنا تذهب للحوسبة السحابية، واليوم نحن نعمل في مايكروسوفت على تطوير خدمة التواصل بين الأعمال مع بعضهم البعض حتى ولو اختلفت لغاتهم حيث يتم ترجمة حوار الأعمال إلى اللغة المطلوبة في الحال وهذه أداة مذهلة للشركات الصغيرة والمتوسطة.