مجلة مال واعمال

تقلبات الأسواق تكبد الأسهم 8.7 مليارات درهم

-

Business

شهدت أسواق المال المحلية تقلبات حادة بين اللونين الأحمر والأخضر في جلسة الأمس، وسط علميات مضاربة تلاعبت بالمؤشرات التي استقرت في النهاية على تراجع، وخسرت القيمة السوقية لأسهم الشركات المتداولة 8.7 مليارات درهم من قيمتها التي أغلقت عند مستوى 703,7 مليارات درهم بحسب الأرقام الرسمية.

وكانت الأسواق افتتحت على هبوط كبير في الدقيقة الأولى من عمر الجلسة وسط تواصل عمليات البيع بالهامش إلى جانب حديث عن عمليات تداول بالمكشوف وشهد النصف الثاني تقلص الخسائر تدريجيا حتى العودة إلى المربع الأخضر خاصة في دبي لكن سرعان ما تعرضت السوق مجددا لجني الأرباح.

وبعد تكبده لخسائر قاربت 7% مع انطلاق التعاملات عاد المؤشر العام لسوق دبي المالي للتوازن بعض الشيء وقلصها إلى 1.44% مغلقا عند 3401 نقطة، في حين أقفل المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية عند 4264 نقطة، بانخفاض نسبته 0.51% بعدما قاربت خسائره في فترة من فترات التداول 2%.

وبرغم التراجع القوي الذي شهده سهم إعمار الذي تخلى عن حاجز 6 دراهم وهبوطه إلى 5.70 دراهم إلا أنه عاد للإغلاق على خسارة محدودة عند 6.12 دراهم، فيما تراجع سهم إعمار مولز إلى 2.67 درهم وداماك 2.98 درهم، وخالف سهم أرابتك الاتجاه مغلقا على ارتفاع عند 1.81 درهم، وكذلك سهم الدار المدرج في سوق العاصمة والصاعد إلى 2.13 درهم.

وفي ظل عمليات المضاربات الكبيرة التي شهدتها الأسواق فقد ارتفعت قيمة الصفقات المبرمة إلى 1.33 مليار درهم وعدد الأسهم المتداولة 910 ملايين سهم نفذت من خلال 17546 صفقة.

وقال جمال عجاج مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات ان حركة التعاملات في الأسواق لم يعد من الممكن استيعابها لا بمنطق التحليل الفني ولا حتى الأساسي او الاقتصادي الكلي، ومن المؤكد ان التراجعات كانت متوقعة لكن ليس بالنسبة التي بلغتها وفقدت خلالها الأسهم غالبية المكاسب التي حققتها خلال العام، معربا عن اعتقاده بأن غياب صانع للسوق إلى جانب اختفاء المحافظ المحلية يعد خللاً كبيراً يجب معالجته خلال الفترة القادمة لكيلا يحدث ما حدث في اليومين الماضيين.

سوق دبي

وبالعودة إلى حركة التعاملات في سوق دبي المالي فقد كان يوما عصيبا آخر، حيث واصلت الأسهم هبوطها وبنسب قوية تجاوزت 5% في الدقيقة الأولى من عمر الجلسة وسط تدافع المتعاملين للتخلص من أسهمهم وحديث عمليات بالمكشوف «شورت سيلنج» إلى جانب تواصل البيع بالهامش، الأمر الذي زاد من حدة الخسائر لليوم الثاني على التوالي.

ومع الانخفاض الكبير الذي سجلته غالبية الأسهم فقد شكل ذلك فرصة لمن ترتفع لديهم شهية المخاطرة بعد انتهاء النصف الأول من التعاملات للدخول والمضاربات، مما أدى إلى بدء تقلص الخسائر تدريجيا حتى تمكن السوق من استعادة الأخضر والارتفاع بنسبة قاربت 2% لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما تحول إلى الأحمر تحت ضغط عمليات جني الأرباح وعاد للهبوط بنسبة تجاوزت 4% من جديد وواصل تحركه ضمن نفس النهج رغم تقليص نسبة الخسائر إلى نحو 1.44% في نهاية الجلسة التي شهدت تقلبات كبيرة قل نظيرها منذ عدة سنوات.

وكما جرت العادة فقد كانت الأنظار متجهة إلى حركة الأسهم الثقيلة مع بداية التعاملات وفي مقدمتها سهم إعمار الذي هبط إلى 5.88 دراهم مع انطلاقة الجلسة متخليا عن حاجز 6 دراهم، مما زاد من حالة الإرباك وواصل هبوطه حتى بلغ 5.70 دراهم وسط عمليات بيع مكثفة، وفي النصف الثاني من الجلسة أخذ بتقليص خسائره تدريجيا حتى عاد إلى المربع الأخضر مرتفعا إلى 6.35 دراهم لكن تعرض لجني أرباح مرة أخرى، مما دفع للإغلاق على انخفاض طفيف نهاية التعاملات عند 6.12 دراهم، في حين تمكن أرابتك من الصعود من أدنى قاع بلغه وهو 1.62 درهم وبلوغ 1.81 درهم بمكاسب نسبتها 1.1%.

وعلى النقيض من ذلك تراجع داماك إلى 2.98 درهم وخسر سهم إعمار مولز 4.6% من قيمته مغلقا عند 2.67 درهم، وكذلك الاتحاد العقارية 89 فلسا ودريك اند سكل 0.564 درهم وديار 0.619 درهم بتراجع نسبته 6% تقريبا.

قطاع البنوك

واصلت السلبية سيطرتها على قطاع البنوك بقيادة سهم بنك الإمارات دبي الوطني المنخفض إلى 8.60 دراهم وبنك دبي الإسلامي 6.38 دراهم، وسيطر نفس الوضع على سهم دبي للاستثمار المغلق عند 2.21 درهم، في حين ارتفع سهم السوق إلى 1,55 درهم وبنسبة 4%.

وواصلت أسهم التأمين التكافلي تكبد الخسائر، وانخفض سلامة إلى 0.445 درهم وبنسبة وصلت إلى 5% ولحق به سهم أمان المتراجع بالحد الأدنى المسموح به يوميا عند 0.558 درهم ودار التكافل 50 فلسا.. من جانبه نجح سهم الاتصالات المتكاملة في الإغلاق على ربحية عند 4.99 دراهم.

وأسفرت حصيلة التعاملات عن إغلاق المؤشر عند مستوى 3401 نقطة بتراجع نسبته 1.44% مقارنة مع اليوم السابق فاقدا بذلك نحو 50 نقطة.

ومع ارتفاع وتيرة المضاربات فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة مليار درهم تقريبا، وعدد الأسهم المتداولة 716 مليون سهم نفذت من خلال 14064 صفقة.

وبرغم الإغلاق الأحمر للسوق إلا أن شاشة العرض شهدت عودة اللون الأخضر بنسبة طفيفة، وفيما تراجعت أسعار أسهم 25 شركة فقد ارتفعت أسعار أسهم 7 شركات واستقرت أسعار أسهم شركتين دون تغيير.

وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي فقد تواصل التراجع بقيادة سهم موانئ دبي العالمية الهابط إلى 18.61 دولارا إلى جانب أوراسكوم 10.52 دولارات والإمارات ريت إلى 1.09 دولار.

سوق أبوظبي

وعلى الجانب الآخر من الصورة لم يختلف الوضع من بداية التعاملات في سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي افتتح على تراجع كبير تحت ضغط من تواصل سلبية جميع القطاعات وفي مقدمتها العقار والبنوك والطاقة، لكن التحسن الذي شهدته بعض الأسهم في النصف الثاني من الجلسة ساهم في تقليص خسائر المؤشر العام المغلق عند مستوى 4264 نقطة وبنسبة 0.51% مقارنة مع اليوم السابق.

وتفصيلاً في قطاع البنوك فقد كان الأحمر المسيطر وانخفض بنك أبوظبي التجاري بنسبة 6% إلى 6.67 دراهم وبنك أبوظبي الوطني 9.15 دراهم والاتحاد الوطني إلى 5.77 دراهم ومصرف أبوظبي الإسلامي 4.47 دراهم، وتراجع سعر السهم في حقوق الاكتتاب بنسبة 10% إلى 1.39 درهم، وبعكس ذلك فقد ارتفع بنك الخليج الأول إلى 13.80 درهما.

وفي قطاع العقار نجح سهم الدار باستيعاب جميع الخسائر التي لحقت به في النصف الأول من الجلسة وعاد للارتفاع إلى 2.13 درهم وبنسبة 3.4%، في حين تواصل التراجع على سهم إشراق المغلق عند 58 فلسا، وكذلك رأس الخيمة العقارية 51 فلسا. أما في قطاع الطاقة فقد أغلقت الأسهم على تراجع وبواقع 44 فلسا لسهم دانة غاز و53 فلسا لسهم أبوظبي للطاقة. وساهم التحسن الطفيف في سهم اتصالات بتقليص خسائر السوق بعدما ارتفع إلى 12.50 درهما.

وبلغت قيمة التداولات في سوق العاصمة 332 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 195 مليون سهم نفذت من خلال 3499 صفقة، ومن إجمالي أسهم 33 شركة جرى تداولها أمس تراجعت أسعار أسهم 21 شركة مقابل ارتفاع أسعار أسهم 8 شركات ومحافظة أسهم 4 شركات على مستوياتها السابقة.