أكد تقرير عالمي أن دبي بعد نجاحاتها وإنجازاتها المعمارية ومشاريعها النوعية تتجه اليوم لتكون في صدارة المدن الذكية في العالم، وفقاً لخطة 2021 التي أطلقتها الإمارة خلال العام الماضي.
ويقول تقرير موقع «سكيفت دوت كوم» إن إعلان دبي تحولها لمدينة ذكية وفقا لخطة 2021 يعزز توجهها لتكون المدينة الأكثر اتصالاً أو ارتباطا بالعالم وتمكين الزوار والمقيمين فيها من الاستفادة أكثر من الخدمات الحكومية.
وهو مفهوم يدور حول خدمة عملاء للقرن الحادي والعشرين وأكثر اعتماداً على التكنولوجية المحمولة التي تتيح للسكان الدخول مباشرة إلى جميع الخدمات الحكومية ودفع مختلف الفواتير سواء للهاتف أو الكهرباء أو المياه ضمن بوابة واحدة بجهاز واحد.
وهي بذلك تكسر الحواجز والروتين لتسهيل الخدمات على الناس. ويوضح عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، أن دبي تستقبل المزيد من السياح سنويا، وهناك المزيد من الطلب على الخدمات الذي يؤدي الى ضغط أكبر على المرافق والبيئة وبالتالي المزيد من الطوابير.
مشيراً الى أن مفهوم «المدن الذكية» يعالج جميع هذه التحديات من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، خصوصا أن الهاتف الذكي بات اليوم في متناول الجميع ونحن ننظر الى التكنولوجيا أنها وسيلة لتحسين حياة الناس وجودة الحياة للمقيمين والمزيد من الخدمات للزوار.
ويقول عصام كاظم إنه، وضمن هذه الاستراتيجية، تتطلع دبي الى جذب أعداد أكبر من العائلات وتوفير العديد من الخدمات لها لتشجيعهم على الاقامة أطول في المدينة سواء من خلال الفعاليات او المهرجانات وغيرها من الاحداث.
ويوضح التقرير أن مبادرة المدينة الذكية تستند الى 6 محاور وهي النقل والاتصالات والبنية التحتية والكهرباء والانشطة الاقتصادية والمنصة الحضرية. وبحلول عام 2017 سيكون هناك 1000 خدمة حكومية ذكية متوفرة للجمهور.
ويشير التقرير إلى أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عند إطلاق المشروع في العام الماضي، «دولتنا تتحرك اليوم الى حقبة جديدة من الإنجازات والتطور في جودة الحياة من خلال هذا المبادرة العملاقة التي تعكس شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص وايجاد حقائق جديدة وتغيير مفهوم المدن التي يعيش فيها الناس لتعيش معه من خلال هاتفه المتحرك الذي سيكون الادارة الرئيسية في هذا الامر».
مبادرة
واضاف التقرير أن المبادرة تشمل ايضا بناء غرفة تحكم خماسية الابعاد لمراقبة المشاريع الحكومية واحوال الطقس والاوضاع الطارئة لتجنب الازدحامات المرورية وتوفير المعلومات للسائقين اولا بأول كما ان الإشارات الضوئية ستكون قادرة على الاتصال مع بعضها لتسهيل حركة المرور.
وضمن هذه الخطة تسعى دبي الى تعزيز مفهوم «انترنت الأشياء» وبناء شبكات الواي فاي والفايبر التي تضم ملايين من أجهزة الاستشعار، الأمر الذي سيؤثر ايجابا على طبيعة الحياة الحضرية للناس ومنها معايير الحوكمة من المكاتب عن بعد واستخدام الحوسبة السحابية لمراقبة المباني والامن وغيرها.
وقال التقرير إن هذه المبادرة يجب أن تكون جاهزة مع استضافة دبي لمعرض اكسبو 2020 الذي يمتد لـ 6 شهور، وهي الحدث الذي سيعزز من مكانة دبي كوجهة عالمية للمؤتمرات والمعارض مع استقبال 25 مليون زائر متوقع لهذا الحدث العالمي.
ولهذه الغاية فإن دبي تعمل اليوم على تطوير أنظمة المرور ذلك أن هيئة الطرق والمواصلات تختبر حاليا حافلات كهربائية وسيارات بدون سائق استعدادا لاكسبو 2020 في الوقت الذي تمتلك فيه مشروع المترو الذي يتحرك بدون سائق، وهي بصدد اضافة المزيد من المحطات الى هذا المشروع.
ويقول التقرير إنه بالنسبة للزوار من غير الناطقين بالعربية أو الانجليزية فإن هناك حلولاً مرحلية ذكية تقدمها الأجهزة المحمولة ستساعدهم على الاسترشاد وتعريفهم بالمدينة ومناطق الجذب السياحي فيها وخيارات التنقل.
خدمات
وسيتم توفير خدمات واي فاي مجانية في مختلف الاماكن والساحات العامة في المدينة، وهناك أماكن في المدينة باتت مزودة بهذه الخدمة مثل جميرا بيتش وحديقة زعبيل ضمن مبادرة المدينة الذكية.
وأضاف التقرير أن دبي تمتلك كل المقومات التي تجعل منها مدينة مبتكرة كما أنها بنفس الوقت طموحة للغاية، وهي ترتكز في ذلك على موقع استراتيجي يتوسط الشرق والغرب.
مشيرا الى أن المدينة التي باتت تشتهر اليوم بمبانيها المعمارية ذات التصاميم الهندسية المميزة تتجه إلى تحقيق رؤيتها لتكون مدينة ذكية بامتياز، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الاوسط بل ايضا على المستوى العالمي، وهي ماضية في طموحاتها لتكون ليس فقط الوجهة السياحية الاكثر زيارة بل ايضا المدينة الاكثر ارتباطا بالعالم.
وأوضح التقرير أن مؤشر ماستر كارد حول الوجهات العالمية لعام 2015 أبرز تلك الانجازات التي حققتها دبي بالنظر الى حجم المدينة نفسها وخاصة من حيث اعداد الزوار الدوليين وفقا لكل مقيم في المدينة فهي مثلا ارتفعت من 4.9 زوار لكل مقيم في العام 2009 الى 5.7 زوار لكل مقيم في العام الجاري.
وقال التقرير إن من ينظر الى تحول المدن لن يجد الا دبي مثلا ناصعا لذلك في توسع أفقها المعماري، وهي تلك المدينة التي تحولت من مجرد ميناء للصيد في وسط الصحراء إلى قطعة من أفلام الخيال العلمي.
وأكد التقرير أنه ومنذ تأسيس دولة الامارات في العام 1971 شهدت دبي تحولات اقتصادية بارزة وخاصة من حيث التوسع العمراني وتوسع الموانئ، وهي التي امتلكت يوماً ما نحو 25 % من مجموع الرافعات في العالم نظرا لكثرة المشاريع العقارية فيها وباتت اليوم ساحة للمبتكرين من المعمارين ومطوري المدن.
وأشار التقرير الى أن المدينة تضم اليوم أعلى مبنى في العالم وهو برج خليفة، الذي يرتفع 2716 قدماً، وأطول فندق في العالم وهي دي دبليو ماريوت ماركيز، وأضخم مركز تسوق في العالم وهو دبي مول، وثاني أكبر مرسى من صنع البشر وهو دبي مارينا، إضافة الى الفندق الوحيد في العالم تصنيف 7 نجوم وهو برج العرب، فضلاً عن عدة مشاريع مثل نخلة جميرا، وهي أكبر جزيرة اصطناعية في العالم.
وهناك مشاريع عديدة مثل دبي لاند ثيم بارك بتكلفة تصل الى 64.3 مليار دولار ودبي فريم بطول 500 قدم ودار الاوبرا والواجهة المائية وغيرها الكثير.
سياحة
أشار التقرير إلى أنه مع تحول صناعة السياحة في دبي إلى واحدة من الركائز الأساسية في التنمية الاقتصادية للإمارة، فقد نشطت دبي في مشاريع سياحية نوعية لتحقيق هذا الهدف، وتستهدف دبي خلال العام الجاري جذب 5.7 سياح لكل مقيم مقارنة مع 4.9 سياح في العام 2009 وفقا لمؤشر ماستر كارد، وينفق السائح الدولي ما مجموعه 4668 دولاراً، أي ضعف ما ينفق في برشلونة التي يصل فيها إنفاق السائح الى 2793 دولاراً.
وتستفيد دبي من نمو أعداد الزوار فيها، حيث عبر مطارها في العام الماضي 71 مليون مسافر، ارتفاعاً من 68.1 مليون مسافر في العام الذي سبقه، وتجاوز مطار هيثرو كأكبر مطارات العالم من حيث المسافرين الدوليين، وهي ماضية في خططها لجذب 20 مليون سائح في العام 2020.