أشار التقرير الجديد الخاص من “إيه إم بيست” إلى أنّ الشركات المشغّلة لقطاع التأمين التكافلي لا تلبث تكتسب زخماً إضافياً في سوق التأمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال تحليلها للإفصاحات الأولية للشركات المشغّلة لقطاع التأمين التكافلي والمدرجة على الصعيد الوطني في كلٍّ من سوق أبوظبي للأوراق المالية (“إيه دي إكس”) وسوق دبي المالي (“دي إف إم”)، استطاعت “إيه إم بيست” إظهار تحسينات مادية في الأداء الكلي، إلى جانب نمو معقول في إجمالي المساهمات المكتوبة. وتتماشى أوجه التحسّن هذه مع الزيادة في صافي الإيرادات للسوق الإماراتية ككل.
وفي بحثها الصادر تحت عنوان: “شركات التأمين التكافلي الإماراتية تلحق بركب نظيراتها التقليدية”، نوّهت “إيه إم بيست” إلى أنّ شركات التأمين المسجّلة في الإمارات العربية المتحدة في تمكّنت عام 2018 من توليد إجمالي مساهمات مكتوبة وصل إلى 21.9 مليار درهم إماراتي؛ مع إسهام قطاع التأمين التكاملي بمبلغ 3.7 مليار درهم إماراتي من هذه المساهمات. ويُشار إلى أنّ الانخفاض الهامشي بنسبة 0.5 في المائة الذي شهده إجمالي المساهمات المكتوبة لدى شركات التأمين التقليدية كان قد قوبل بنمو بمعدل 5.8 في المائة في إجمالي المساهمات المكتوبة التي حققها قطاع التأمين التكافلي. وبناءً على ذلك، فقد شهد السوق ككل نمواً متواضعاً بلغ 0.5 في المائة في إجمالي أقساط التأمين.
وفي هذا السياق، قالت المحللة المالية إيميلي ثومبسون: “على الرغم من النمو في إجمالي المساهمات المكتوبة، ما زالت شركات التأمين التكافلي تستأثر بحصة متواضعة من إجمالي سوق التأمين في الإمارات، إذ حازت على حصة 17 في المائة من هذا السوق في عام 2018. واتسم نفاذ هذه الشركات إلى السوق باتساقه خلال الأعوام الماضية، ولكن ما زال من غير الواضح فيما إذا كانت شركات التأمين التكافلي قادرة على اكتساب موطئ قدم كافٍ في السوق بحيث تُصبح قادرة على مضاهاة الأطراف الفاعلة التقليدية”.
هذا ويُبيّن التقرير بأنّ الأرباح الكلية للاكتتاب لشركات التأمين التكافلي المسجّلة في دولة الإمارات خلال عام 2018 تناقصت بمعدل 9 في المائة، لتصل إلى 357 مليون درهم إماراتي (على الرغم، من نمو صافي الأرباح بقوة بمعدل 4 في المائة، ليصل إلى 155 مليون درهم إماراتي). وبرغم هذا الانخفاض، تواصل عائدات الاكتتاب الخاصة بشركات التأمين التكافلي استفادتها من التحسينات في مسألة انضباط أنشطة التسعير والاكتتاب كنتيجة للتعديلات التنظيمية التي جرت عام 2017 في مجالات الأعمال الرئيسية لقطاعي تأمين السيارات والتأمين الطبي. وبدورها عزّزت بوليصات التأمين المكتتب عليها عام 2017 من نتائج عام 2018، إذ أثّرت على الإيرادات الفنية على نحو إيجابي.
ومن جانبه، قال سلمان صديقي، المدير المساعد لقسم التحليلات في شركة “إيه إم بيست”: “من الناحية التاريخية، لطالما كافحت شركات التأمين التكافلي في الإمارات العربية المتحدة في سعيها لمضاهاة مستوى الربحية الذي تحققه نظيراتها التقليدية. قد تُعزى النتائج المتعثرة إلى الوجود الحديث نسبياً لشركات التأمين التكافلي ضمن السوق التنافسية للدولة، فضلاً عن التكاليف العالية اللازمة للبدء بالأعمال. وبالنظر إلى التحديات الماثلة أمام هذه الشركات لدى محاولة ترسيخ نفسها في هذه السوق المجزأة، فقد ركّزت بداية بشكل سريع على تحقيق نمو وتوسع إيجابي كاف، على حساب الأداء. غير أنّ التغييرات التي طرأت مؤخراً على إدارة العديد من شركات التأمين التكافلي شهدت تحولاً في التركيز نحو الحد الأدنى من الربحية”.