وقدّر هذا المسؤول، الذي فضّل عدم نشر اسمه، انخفاض تداول خدمة الرسائل النصية القصيرة «الاس ام اس» العام الحالي، نتيجة تحول المستخدمين لتطبيقات التراسل عبر الهواتف الذكية بنسبة بلغت 30 %، مقارنة بحجوم تداولها خلال السنوات الماضية.
وقال المسؤول إن تطبيقات التراسل المجانية في السوق المحلية لم تتفوق على خدمة الرسائل القصيرة «الاس ام اس» فقط، ولكنها بدأت بالتفوق أيضا على خدمات التراسل «التشات» التي تقدمها شبكات التواصل الاجتماعي على شاكلة «فيسبوك»، وذلك مع ما توفره هذه الخدمات والتطبيقات من مزايا السرعة، السهولة، والمجانية، وإمكانية تبادل ومشاركة جميع أنواع المحتوى (النص، الصورة، والفيديو).
ويشي حديث هذا المسؤول لـ»الغد» بتفوق واضح لخدمات التراسل عبر الهواتف الذكية على خدمة الرسائل القصيرة وخدمات المكالمات الدولية أيضا في السوق المحلية، وهو ما تؤكده دراسة عالمية أصدرتها مؤسسة «اون ديفايس ريسيرتش» قبل أسابيع، وأظهرت تفوق خدمات التراسل الاجتماعي على وسائل الاتصالات التقليدية (المكالمات الصوتية والرسائل القصيرة)؛ حيث جاء تطبيق «الواتساب» في صدارة تطبيقات التراسل الأكثر استخداما بين أوساط مشتركي «الموبايل انترنت».
وقالت الدراسة العالمية إن تطبيق «الواتساب» على وجه الخصوص تفوق بنسبة الاستخدام على خدمات التراسل على شبكات التواصل مثل «فيسبوك»، و»تويتر».
وتطبيقات التراسل عبر الهواتف الذكية هي تطبيقات يجري تحميلها وتنزيلها مجانا على الهواتف الذكية، وهي تتيح خدمات متنوعة منها التراسل النصي وتبادل الصور والفيديوهات وخدمات المكالمات الصوتية المحلية والدولية، مثل تطبيقات «واتساب»، «تانجو»، «سكايب»، «بي بي ام ماسنجر»، «كييك»، «وي تشات»، وغيرها الكثير من التطبيقات التي بدأت تحصد مئات الملايين من المستخدمين حول العالم.
الى ذلك، أكّد المسؤول نفسه التأثيرات السلبية لاستخدام هذه التطبيقات من قبل المستخدمين على إيرادات شركات الاتصالات المحلية، وذلك لضياع ايرادات كبيرة كانت تجنيها من خدمات الرسائل النصية القصيرة، وكذلك ضياع ايرادات من خدمات المكالمات الدولية؛ حيث بدأت حركة الاتصالات الدولية عبر هذه التطبيقات تقترب من حجم مثيلتها التي تمر عبر الشبكات التقليدية.
غير أن هذا المسؤول أشار الى أن الشركات تعوض جزءا من الإيرادات الضائعة عليها من وراء اشتراك المستخدم للإنترنت اللاسلكي عبر الموبايل ليتمكن من استخدام هذه التطبيقات، ما يخفف جزءا من الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الشركات نتيجة ضياع لإيرادات خدمات تقليدية كانت تشكل فيما مضى بندا رئيسيا لإيرادات شركات الخلوي مثل خدمة «الرسائل القصيرة» التي بدأت بالتراجع بشكل ملحوظ خلال آخر ثلاث سنوات جراء زيادة استخدام هذه التطبيقات العابرة للقارات.
ومن جانبه، قال مدير التسويق والشريك في شركة «ميس الورد» للمحتوى الإلكتروني، زياد المصري، إن هذا التوجه والتغير في سلوك المستخدم للهاتف المتنقل وزيادة استخدامه لتطبيقات التراسل هو توجه عالمي لا يقتصر على السوق المحلية، وذلك مع انتشار شبكات الجيلين الثالث والرابع، وانتشار الهواتف الذكية التي تقول دراسات إن مبيعاتها ستتخطى المليار جهاز العام الحالي.
وكانت «الغد» نشرت قبل أسبوع تقريرا توقعت فيه مجموعة «المرشدون العرب» -المتخصصة في دراسات أسواق الاتصالات- ارتفاع نسبة انتشار الهواف الذكية الى حوالي 60 % من إجمالي مستخدمي الهواتف المتنقلة في المملكة، في وقت تظهر فيه أرقام رسمية أن قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة توسعت لتضم نحو 10.3 مليون اشتراك.
ويرى المصري أن ثمة عوامل تدفع باتجاه توسع استخدام هذه التطبيقات منها: انتشار الهواتف الذكية، سهولة استخدام هذه التطبيقات، انخفاض كلفتها، الخدمات التي توفرها من إمكانية التواصل بالنص المكتوب وتبادل الملفات والصور والفيديوهات، وإنشاء المجموعات، وتوفير خدمات المكالمات الدولية والمرئية لبعض التطبيقات.
وتوقع المصري مزيدا من الاستخدام لهذه التطبيقات خلال السنوات المقبلة مع انتشار الهواتف الذكية، لافتا الى أن هذه التطبيقات تعد من أول التطبيقات التي يهتم المستخدم بتحميلها واستخدامها اذا ما اقتنى هاتفا ذكيا.
ولا توجد دراسة محلية تبين حجم الإيرادات الضائعة على شركات الخلوي نتيجة توسع استخدام تطبيقات التراسل، ولكن على المستوى العالمي، تقول دراسة لمؤسسة «أوفام» المحايدة إنّ شركات الخلوي حول العالم تكبدت خسارة بلغت 23 مليار دولار من ايرادات الرسائل النصية القصيرة خلال العام الماضي 2012، وذلك مع الإقبال المتزايد للمستخدمين على استخدام تطبيقات التراسل على الهواتف الذكية.
ويقدر تعداد مستخدمي تطبيقات التراسل حول العالم بمئات الملايين؛ حيث بلغ تعداد مستخدمي «الواتساب» وحده قرابة 400 مليون مستخدم، فيما يقدر عدد مستخدمي شبكة «فيسبوك» بأكثر من 1.1 مليار مستخدم، فيما يقدر عدد مستخدمي «تويتر» بحوالي 500 مليون.