وبين هؤلاء أن من بين المؤشرات الايجابية النمو في صافي الاستثمار الأجنبي المسجل خلال 2013، إلا ان البعض أبدى تفاؤلا حذرا في السوق في ظل عدم حدوث تغييرات جوهرية في الاداء الاقتصاد الكلي والتي ستنسحب على 2014.
وقد أبدى الرئيس التنفيذي لشركة ايفا للخدمات المالية الدكتور هاني الحلواني تفاؤله بأداء بورصة عمان خلال العام 2014، مشيرا الى أهمية النتائج المالية التي ستظهرها الشركات المدرجة عن سنة 2013.
وأضاف «ان السوق المالي منذ 5 سنوات لم يجار الارتفاعات التي حدثت في الأسواق العالمية والعربية والتي صعدت بشكل كبير، فيما بورصة عمان تتحرك صعودا بمقدار بسيط وعند التراجع تمنى بخسائر أكبر».
وتابع الحلواني قائلا «بورصة عمان ستحقق هذا العام ارتفاعا بنسبة 6 %، بينما الأسواق العربية ارتفعت بنسبة تراوحت بين 20 % الى 50 %».
وشدد الحلواني على أهمية اعطاء بورصة عمان مساحة من اهتمامات المسؤولين الحكوميين والتفكير بوسائل تحفز النشاط في السوق، مشيرا الى أهمية المشاركة بين القطاعين العام والخاص على برامج تسويقية للشركات المدرجة في البورصة لجذب المستثمرين الخارجيين.
ودعا الحلواني البنك المركزي الأردني الى تشجيع البنوك على الاستثمار في الأسهم كل حسب طاقاته، بالاضافة الى الضمان الاجتماعي في اطار دفاعه عن استثماراته وليس دفاعا عن أي مضارب، سيما أن الأسهم الاستراتيجية قد وصلت الى مستويات مشجعة.
وتعاني بورصة عمان منذ تفجر الأزمة المالية العالمية في أيلول 2008، من التراجع حيث تحسنت كافة الأسواق العربية والعالمية والناشئة فيما بورصة عمان تغلق في نهاية كل سنة على تراجع وسط شح في السيولة يعكس ضعف ثقة المتعاملين في الاستثمار بالأوراق المالية.
من جهته ابدى الرئيس التنفيذي لشركة هيرميس للأوراق المالية الدكتور وليد النعسان تفاؤله بحذر في تعاملات 2014، مشيرا الى أن بعض العوامل السلبية في 2013، قد خفت حدتها على الاقتصاد الاردني لكن ماتزال هنالك عوامل أخرى مسستمرة بتداعياتها في 2014.
واشار النعسان الى أهمية الاستثمار متوسط وطويل المدى خلال الفترة الحالية، مؤكدا على أهمية الابتعاد عن المضاربة لدى جمهور المستثمرين والتركيز على الاسهم ذات العوائد الجيدة عند انتقاء مراكزهم المالية.
من جهته قال الخبير المالي سامر سنقرط «إن صناديق الاستثمار الأجنبية العاملة في الأردن تركز في الآونة الأخيرة على شراء هذه الأسهم الواعدة التي تدنت أسعارها بالفعل إلى مستويات رخيصة جدا ومغرية قياسا مع قيمها العادلة».
واضاف أن صافي الاستثمار الأجنبي في بورصة عمان ما يزال ينمو إيجابيا للعام الثالث على التوالي، حيث ارتفعت قيمته للأحد عشر شهرا الأولى من العام الحالي بمقدار 135 مليون دينار مقابل 33.2 مليون دينار لعام 2012 برغم الظروف السائدة في المنطقة ، وإرتفعت نسبته إلى 50 % من إجمالي رؤوس أموال الشركات المساهمة العامة، أي أن المستثمرين الأجانب يشترون أسهما أردنية أكثر مما يبيعون خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أي أنهم يثقون بأسهمنا وباقتصادنا أكثر مما نثق نحن بأنفسنا .!! وهم يقومون بإجراء عمليات شراء الأسهم استنادا إلى دراسات و معايير علمية وتحليلية دقيقة، بحيث يتم التركيز بطريقة انتقائية على شراء الأسهم الاستراتيجية والقيادية الواعدة بينما يلهث معظم المضاربين الأردنيين وراء الأسهم الخاسرة سعيا وراء الربح السريع ولكن غير المضمون. وعندما ترتفع أسعار الاسهم القيادية بصورة كبيرة قد يلحق هؤلاء المضاربون بالمستثمرين الأجانب ويشترونها بأسعار مرتفعة بعد فوات الأوان.