ظلت دولة الامارات منذ تأسيسها تحافظ على سياسة الانفتاح والتسامح التي أرسى دعائمها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مبدأ عدم الانحياز لأي تعصبات أو أي صراعات، من شأنها أن تؤثر في نهج الدولة في التسامح، وهو نهج عملت القيادة الرشيدة على تدعيمه على مدى السنوات اللاحقة بإصدار القوانين والتشريعات الجديدة، التي ترسخ القيم المجتمعية، بما في ذلك مد يد العون والمساعدة لمختلف دول العالم، وإيصال رسالة التسامح التي يتحلى بها شعب دولة الإمارات بقيمه المعتدلة وعاداتهالمنفتحة.
وقالت النشرة – الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان ” تعزيز دور الإمارات في التسامح العالمي ” – إن الصورة الكاملة لدولة الإمارات، اليوم، تعكس بوضوح التداخل والتكامل في العديد من الجوانب التي تجمع بين قيم العدل والمساواة والتآلف والتسامح واحترام الآخر، المختلف في الدين والعرق
والثقافة، حتى باتت دولة الإمارات اليوم في نظر العالم، مثالاً إيجابياً للتعايش والتسامح باحتضانها أكثر من 200 جنسية على أرضها، من دون حصول أي تنافر فيما بينها.
وأضافت ” وإذا كانت دولة الإمارات بفطرة إنسانها وانفتاح مجتمعها، تمثل بيئة مناسبة لاستيعاب كل المختلفات، فإن الحكومة قد تبنت سياسة عقلانية وحكيمة في تحويل تلك الخصوصية من مجرد قوانين وتشريعات لحماية تلك القيم إلى سلوك اجتماعي إيجابي يمنع أي تجاوزات قد تؤدي إلى الكراهية والتعصب وعدم التسامح، فجاء قانون محاربة التعصب والكراهية، الذي وضعته الدولة في عام 2015 ليكمل ما تم الالتزام به من اتفاقيات في هذا المجال، ووضعها على قائمة الدول التي تجعل من التسامح سياسة حكومية، قبل أن يكون سلوكاً معيشاً بين أفراد المجتمع .. كما ظلت دولة الإمارات عنصراً فاعلاً يشارك دول العالم مختلف المناسبات التي تحتفي بالتسامح، كاليوم الدولي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام، وأطلقت مبادرتها العالمية للتسامح لتتماشى مع استحداثها منصب وزير للتسامح في التشكيل الوزاري للحكومة في فبراير عام 2016، وذلك للاضطلاع بمهمة ترسيخ التسامح
كقيمة أساسية في المجتمع، على الصعيدين المحلي والإقليمي”.
وتابعت ” وها هو معالي وزير التسامح، يقدم اليوم رؤية الإمارات للتسامح خلال مؤتمر “العالم والأديان التقليدية” الذي عُقد مؤخراً بأستانا، عاصمة كازاخستان، وذلك بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على تأسيس وزارة التسامح بدولة الإمارات، حيث أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبحت رمزاً للتسامح والتعايش الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، عبر مواقفها ومبادراتها وإسهاماتها في دعم المؤسسات الدولية الداعية إلى التسامح والمحبة والسلام، في إطار من التعايش الإنساني على هذا الكوكب”.
وأوضحت ان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، شرح خلال مشاركته في المؤتمر – الذي يسعى إلى تعزيز الحوار العالمي بين الحضارات والأديان وتنمية ثقافة التسامح – رؤية دولة الإمارات وأثرها في تجفيف منابع التطرف الفكري والديني، ودعمها الأساليب السلمية لحل جميع أشكال الصراع، بما ينعكس على رفاهية الإنسان، مبرزاً مكانة الإمارات كأحد رموز التسامح الفكري والديني.
وقالت “أخبار الساعة” في ختام افتتاحيتها ” تدخل مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر أستانا في إطار جهودها المستمرة للحضور بفاعلية في كل المحافل التي تعزز قيم التسامح، حيث شاركت بوفد رفيع المستوى، ضم شخصيات وطنية فاعلة في مجال تعزيز السلم ومحاربة التطرف والعنف، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أداء الوفد خلال جلسات المؤتمر التي سعى في نسخته لهذا العام تحديد أرضية مشتركة بين دول العالم والأشكال التقليدية للأديان، وإنشاء معهد دولي لتعزيز الحوار بين الأديان، وإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات التي تواجه ثقافة التسامح على المستوى العالمي، كما ركز على نقاش بعض القضايا المهمة مثل تعزيز الأمن عبر الحوار ونشر التسامح والبحث عن حلول سلمية للنزاعات والحيلولة دون نشوبها، وعدم السماح بانهيار القانون الدولي، وقيم الصداقة والتعايش السلمي، والعمل على تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان رداً على التهديد بالعنف “.