مجلة مال واعمال

تعرف على مالك شركة الالبسة زارا وثاني اغنى رجل في العالم

-

يملك  أكبر مجموعة لتصنيع الألبسة في العالم. صنّفته مجلة “فوربس” الأميركية أغنى رجل في إسبانيا وثاني أغنى ملياردير في العالم مع ثروة تخطت 24 مليار دولار.

إن حياة ثاني أغنى رجل في العالم، أمانسيو أورتيغا (ليون – إسبانيا – 1936) يمكن تلخيصها في عبارة واحدة مثلما قالت سكارليت أوهارا في فيلم «ذهب مع الريح»: «لن أشعر بالجوع مطلقا بعد الآن». يقال إن صاحب إمبراطورية «زارا» للملابس ظن هذا حينما كان طفلا ورأى بعينيه كيف أن صاحب متجر رفض بيع طعام لأمه بالآجل.

كان الابن الأصغر لعامل سكة حديد وقد بدأ العمل صبيا في متجر قمصان موجود حاليا. كان قد ترك المدرسة قبل عامين، ومع أخيه أنطونيو، كان لزاما عليهما كسب المال لإطعام الأسرة.

ورغم ذلك، فقد ساعده أول احتكاك له بقطاع صناعة الملابس في معرفة الصورة التي سيكون عليها مستقبله: «ملياردير».

هذا ويجمع  الناس الذين تابعوا حياته على أنها أشبه بفيلمحيثكان ثاني عمل له، في فترة المراهقة مندوب مبيعات في مصنع لخياطة الملابس النسائية يحمل اسم «لاماخا». وهناك، التقى زوجته السابقة روزاليا ميرا، شريكته في أول محلات «زارا». وقد تمثل أول نجاح له في حياكة معاطف نسائية مبطنة في وقت فراغه بالتعاون مع أخيه وأخت زوجتهوقد كان هذا في عام 1963.

وبعد 13 عاما وبالتحديد في عام 1975، افتتح أول متجر في سلسلة متاجر «زارا»، على بعد 200 متر فقط من شركة الملابس التي بدأ فيها عمله صبيا وهنا بدات  نقطة الانطلاق لتحقيق حلم آلاف النساء: نقل تصميمات من عروض الأزياء في ميلانو ولندن وباريس إلى متاجر «زارا» بسعر معقول لعامة الجمهور.

كيف فعل ذلك؟ يقال إنه عندما بدأ بالمتجر الأول، كان قادرا على السفر إلى باريس بسيارته للتعرف على اتجاهات الأزياء الراقية، ثم نقلها بأفضل سعر. وفي الوقت الحالي، يعتبر هذا هو النظام الذي تستخدمه «إنديتيكس» الشركة الأم لسلسلة متاجر «زارا» في تقديم الملابس التي حققت أعلى مستوى من النجاح لعملائها. وقد قامت الشركة بنشر «مستكشفين» مثيرين للجدل يقومون بهذه المهمة، ليس فقط في ممرات عرض الأزياء، بل أيضا في الاستعراضات والمهرجانات الموسيقية أو أي مكان آخر.

كان الشارع، ولا يزال، مصدر إلهام بالنسبة لأمانسيو أورتيغا و«زارا». وتتردد شائعة أنه طلب في أحد الأيام تصميم سترة جلدية مماثلة لتلك التي شاهد سائق دراجة بخارية يرتديها أثناء قيادته سيارته. ربما بعد قرابة أربعين عاما من إنشاء أول متجر من سلسلة متاجر «زارا»، يجمع النقاد على أن هذا الرجل الإسباني حقق هدفه الرئيسي، ألا وهو اجتذاب عملاء «ديور» و«شانيل» للتسوق في «زارا» دون أن يخالجهم أي شعور بالخجل.

حينما يستمع مدير «إنديتكس» للمنتقدين، ينكر أن الشركة تقلد أفكار دور الأزياء. ويؤكد على أنهم ينتقون فقط «الاتجاهات العالمية السائدة» سواء في عروض الأزياء أو في المناسبات الاجتماعية البارزة.

من الواضح أن العميل هو الهدف الأول والأخير الذي يفكر فيه «أمانسيو أورتيغا» في أي خطوة تخطوها شركته. تشكل التفاصيل درجة بالغة من الأهمية، إلى حد أن الشركة تمتلك في مقرها الرئيسي نسخا من أفضل 40 متجر «زارا» في العالم بهدف إنتاج صورة طبق الأصل من البيئة التي يطالعها العميل لدى دخوله أيا من متاجر «زارا».

على أي حال، عرفت الشركة كيف تنقل هذه الوصفة الناجحة إلى متاجر أخرى مثل «بيرشكا» أو «ماسيمو دوتي» أو «بول آند بير» أو «أويشو» أو «ستراديفاريوس»، لزبائن مختلفة، ولكن بالمضمون نفسه: تصميمات جيدة بسعر معقول. من المدهش كيف أن مجموعة الشركات قد غطت أذواق العملاء المحتملين جميعا، فمحلات «بيرشكا» تركز على المراهقات، بينما «بول آند بير»، متخصص في ملابس المراهقين الشباب، وأيضا «ستراديفاريوس». في الوقت نفسه، يستهدف «ماسيمو دوتي» امرأة محترفة في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، وكذلك «أويشو» المتخصص في بيع الملابس الداخلية.

* التواضع والكتمان

* من الصعب العثور على بعض العاملين أو أصدقاء أمانسيو أورتيغا ممن يرغبون في الحديث عنه. ومع ذلك، يقال إن رئيس «إنديتكس» رجل كتوم ينحو بنفسه بعيدا عن بؤرة الضوء ووسائل الإعلام. في الواقع، لم يدل بأي حوار طيلة هذه الأعوام من النجاح، فقط سمح بنشر سيرة ذاتية مصرح بها، ويتحلى بالتساهل والتركيز الشديد في عمله في «زارا».

يمكننا الاطلاع في السيرة الذاتية على شعار حياته: «اللامبالاة هي أسوأ صفة إذا ما أردت بلوغ هدف مهم. ينبغي دائما أن تكون لدينا رغبة في الإتقان وقدرات تحليلية على الدوام». وربما لأجل هذا السبب، لم يحصل أمانسيو على إجازات مطلقا حتى عامين ماضيين، حينما استمتع بقضاء أسبوعين بصحبة أسرته. ولهذا، لم يتقاعد أمانسيو حتى الآن مع أن عمره 76 عاما. ومنذ عام 2011 أوكل مهمة رئاسة «زارا» إلى بابلو إيسلا. وبسبب تواضعه، دائما ما يرتدي قميصا وسترة وبنطالا ولا يرتدي ربطة عنق أو أي أشكال خاصة من الثياب.

يقول الجميع إنه ليست لديه أي هوايات معقدة، فهو يحب الطعام الجيد، إلا أنه اعتاد تناول الغداء في أفرع «زارا»، مع بقية العمال، وفي كل يوم، يحتسي القهوة في المقهى المحلي نفسه الذي دأب على ارتياده على مدى أعوام، وباستثناء امتطائه صهوة حصان صغير أو ولعه بالسيارات، ليست لديه أي هواية خاصة تنطوي على بذخ في الإنفاق.

ويرجع هذا إلى أنه في حياته الشخصية، لا يروق لأمانسيو أورتيغا مظاهر الحياة المترفة. لديه ابنة تدعى ساندرا، وابن يدعى ماركوس من زوجته الأولى، وابنة أخرى تدعى مارتا من زوجته الحالية، وهي التي ستتولى إدارة الإمبراطورية بعد وفاته. وقد ورث عنه أبناؤه حكمته وكراهيته لوسائل الإعلام. في حقيقة الأمر، يستحيل الوصول إلى صور لابنه وابنته من زوجته الأولى، أما مارتا أورتيغا فهي نجمة إعلامية. أما ابنه الوحيد ماركوس فهو مصاب بإعاقة ذهنية، وهو الوضع الذي غير حياة والديه.

قررت روزاليا ميرا، التي كانت أول شريكة لأورتيغا في «زارا»، ترك كل شيء وأنشأت مؤسسة «باديا غاليزيا»، التي تمول أبحاثا طبية متعلقة باكتشاف أمراض نادرة. ربما تعمل على أمل أن تجد في المستقبل علاجا للمرض الذي يعانيه ابنهما. كذلك، تركت ابنتها، ساندرا أورتيغا، منصبها في شركة «إنديتكس» وقررت الانضمام لوالدتها في مؤسسة «باديا غاليزيا».

من السهل أن ترى ساندرا بصحبة أمها وأبنائها الثلاثة يتمشون على الشاطئ أو يتسوقون في أحد متاجر «زارا»، لكن من المستحيل أن تعثر على صور لهم في أي مجلة أو صحيفة إسبانية. في الوقت نفسه، من الصعب بحق أيضا أن ترى ساندرا بصحبة أختها غير الشقيقة، مارتا، في مكان ما. وتقول الشائعات إنه لا تربطهما علاقة جيدة، رغم أن ساندرا تحتفظ بحصة أسهمها في الشركة.

قرر صاحب سلسلة متاجر «زارا» أن تكون مارتا وريثته. لقد تلقت تعليمها بهدف تولي إدارة الشركة؛ فهي حاصلة على درجة في دراسات الأعمال وعملت بائعة في أحد متاجر لندن. كانت تعمل في باريس وآسيا، وفي النهاية، قررت مارتا العمل في مكتب الشركة في برشلونة. والآن، تشغل منصب نائب رئيس قسم العقارات، وتعمل يدا بيد مع والدها، بدافع تصميم من جانبها على تولي مسؤولية إدارة إمبراطورية موضة عالمية.

لكن ليست الملابس هي القطاع الوحيد الذي تعمل فيه إمبراطورية «إنديتكس» فلديها استثمارات في مبان تزيد قيمتها على ثلاثة آلاف مليون يورو. وقام أمانسيو أورتيغا بشراء مبان في أفضل شوارع مدريد وبرشلونة، وأيضا في مدن مثل لندن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس. في الواقع، في عام 2012 حققت شركة العقارات أرباحا قيمتها 238 مليون يورو.

يتفق كل من يعرفه في الرأي على أنه رجل متقشف يعيش في شقة ذات طابقين في لا كورونا في غاليسيا، وليس لديه أي اهتمامات خلاف العمل. في واقع الأمر، تتمثل العناصر المترفة الوحيدة التي يملكها في طائرة خاصة من طراز «بومباردييه» سعرها 40 مليون يورو، يستخدمها في السفر برفقة العاملين بشركته، ويخت طوله 31 مترا سعره ستة ملايين يورو، إضافة إلى أحد أفضل مراكز الفروسية في أوروبا، وهو «كاساس لورا»، ويرجع هذا إلى أن أصغر بناته، مارتا، مولعة بركوب الخيل.

يقول بعض الخبراء إن أمانسيو أورتيغا اشترى في العام الماضي مجموعة لوحات لسورولا، رغم أن الفن ليس من بين هواياته الملحوظة.

ومن اطرف المواقف التي حصلت لمالك شركة زارا للالبسة انه اصبح اغنى رجل في العالم لمدة اربع ساعات فقط، فقد استطاع الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا التفوق على مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس ليصبح أغنى رجل في العالم، ولكن هذا لم يدم طويلا.

ووفقا لبيانات مؤشر فوربس فقد تمكن الثري الإسباني، مؤسس محلات زارا للملابس،  أن يصبح الرجل الأغنى في العالم بثروة تقدر بـ 79.8 مليار دولار.

ولكن بعد ساعات قليلة استطاع غيتس استعادة لقبه الذي حافظ عليه لسنوات طويلة خلال العقدين الماضيين، بعد ارتفاع أسهم شركة مايكروسوفت.