أعلنت دولة باربادوس الصغيرة في البحر الكاريبي أنها ستتخلى عن تبعيتها للتاج البريطاني وتصبح جمهورية بحلول نهاية نوفمبر 2021. وأعلنت هذا الانفصال الدستوري الحاكمة العامة للجزيرة ساندرا ميسون في خطاب أثناء استئناف عمل البرلمان المحلي بعد عطلته الصيفية.
وقالت حكومة الجزيرة الكاريبية “حان الوقت لترك ماضينا الاستعماري بالكامل وراءنا”.
وتهدف باربادوس إلى استكمال تلك العملية بالتزامن مع الذكرى 55 للاستقلال عن بريطانيا في نوفمبر عام 2021.
فما هي حكاية جزيرة باربادوس؟
تعد جزيرة باربادوس، وعاصمتها بريدج تاون، هي إحدى جزر الكاريبي الأكثر ازدهاراً واكتظاظاً بالسكان، ولقد منحها الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي مستوى معيشة مرتفعاً نسبياً.
ويبلغ طول جزيرة باربادوس 21 ميلاً وعرضها 14 ميلاً، ومساحتها 430 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها 287 ألف نسمة في 2019.
كانت الجزيرة بداية مستعمرة إسبانية وبرتغالية تعرف باسم لوس باربادوس، ثم أصبحت مستعمرة إنجليزية عام 1625 وبريطانية في وقت لاحق، لتتحول الى دولة مستقلة ضمن عالم الكومنولث، وظلت الملكة إليزابيث الثانية قائدة للدولة.
وتشتهر المستعمرة البريطانية السابقة بشواطئها ولعبة الكريكيت، رياضتها الوطنية، وبتراث مزدوج: الأول هو التراث الإنجليزي الواضح في كنائسها الأنغليكانية المبنية بالحجارة، والثاني هو التراث الإفريقي الذي ينعكس في موسيقاها ورقصها.
وكانت باربادوس تعتمد في الماضي بشدة على تصدير السكر كمصدر رئيس لإيراداتها، ولكن في العقود الأخيرة تنوع الاقتصاد ليشمل السياحة والأنشطة المالية، كما أن لديها احتياطيات بحرية من النفط والغاز الطبيعي.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها سياسيون في بربادوس عن نيتهم في أن تصبح بلادهم جمهورية.
فقد سبق وقال إيرول بارو، أول رئيس وزراء لباربادوس بعد حصولها على الاستقلال، إن البلاد يجب ألا تظل “تتسكع في المرحلة الاستعمارية”.
كما أن بارو ليس هو الصوت الوحيد في باربادوس الذي يقترح التخلي عن النظام الملكي، فقد أوصت لجنة مراجعة الدستور في البلاد بتحويل باربادوس إلى جمهورية في عام 1998.
كما دافع فريوندل ستيورات رئيس الوزراء السابق عن موقف موتلي في “الانتقال من النظام الملكي إلى الجمهوري في المستقبل القريب جداً”.
من جانبه، قال قصر باكنغهام إن الأمر يتعلق بحكومة باربادوس وشعبها.
وقال مصدر في القصر إن الفكرة “لم تكن مفاجئة”، وإنها “نوقشت وذكرت علناً مرات عديدة”، بحسب ما قاله مراسل بي بي سي للشؤون الملكية، جوني ديموند.
ولن تكون باربادوس أول مستعمرة بريطانية سابقة في منطقة البحر الكاريبي تصبح جمهورية، فقد اتخذت غيانا هذه الخطوة في عام 1970، بعد أقل من أربع سنوات من حصولها على الاستقلال عن بريطانيا. وحذت ترينيداد وتوباغو حذوها عام 1976، ودومينيكا عام 1978.
وظلت الدول الثلاث داخل الكومنولث، وهو اتحاد فضفاض للمستعمرات البريطانية السابقة والدول التابعة لها حالياً، إلى جانب بعض الدول التي ليس لها روابط تاريخية مع بريطانيا.