بقلم الدكتورة رشا عبد الكريم الفراجي
مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 182- جراحة الليزر للعيون هي إحدى الطرق الشائعة لتحسين أو تصحيح الرؤية بشكل دائم .
كثيراً ما نسمع عن جراحة العين بتقنية الليزك، فهي واحدة من أكثر أنواع جراحات تصحيح النظر انتشاراً. لكننا قد لا نعرف أن جراحة الليزك ما هي إلا واحدة فقط من مجموعة من جراحات العين التي يطلق عليها مصطلح جراحة العيوب الانكسارية.
د. رشا الفراجي اخصائية طب و جراحة العيون تجيب عن بعض الأسئلة المهمة حول جراحات العيوب الانكسارية وتقدم شرحاً حول أربع منها.
ما هي جراحة تصحيح النظر بالليزر؟
تصحيح النظر بالليزر أو الجراحة الإنكسارية هو اجراء جراحي يتم القيام به، لتصحيح النظر أو تحسينه وللحد من حاجة المرضى لاستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة. تفيد هذه الجراحة في تصحيح قصر النظر أو طول النظر أو قصور البصر الشيخوخي أو الانحراف الذي ينجم عن تحدب غير طبيعي في سطح القرنية ويؤدي إلى تشوش الرؤية.
تتضمن عادة الجراحة الإنكسارية وجود أخصائي طب العيون، لتعديل شكل القرنية، وهي الجزء الشفاف الموجود في مقدمة العين، لتحسين قدرة العين على الرؤية.
تتضمن جراحة العيوب الانكسارية الكثير من الأنواع، من بينها:
1. الليزك: الشكل الأكثر شيوعاً لتصحيح النظر، كلمة ليزك هي اختصار لعبارة «تصحيح الرؤية استعمال الليزر». يتم خلال هذه العملية استخدام الليزر لإزالة طبقة رقيقة من سطح القرنية عدا جزء صغير منها يبقيها متصلة بالعين، ثم يُستخدم بعد ذلك نوع آخر من الليزر لتعديل شكل النسيج الداخلي للقرنية وإعادة الطبقة الخارجية لوضعها الطبيعي. تتميز هذه العملية بسرعة التعافي وعدم وجود ألم.
2. سمايل: وهي جراحة قليلة البضع تستخدم لعلاج قصر النظر ويتم فيها استخدام ليزر لعلاج حالات قصر النظر. يتم استخدام الليزر لتعديل شكل القرنية دون إزالة الطبقة الرقيقة من سطح القرنية، وكذلك يكون التعافي فيها سريعاً ودون ألم لدى معظم المرضى.
3. كشط القرنية بالليزر (الجراحة الانكسارية القرنية): يلجأ الأطباء إلى هذه الجراحة في حالات المرضى الذين لديهم قرنيات رقيقة، حيث يقومون بمعالجة مقدمة القرنية وتعديل شكلها بشكل مباشر دون إزالة الطبقة الرقيقة السطحية، وهذا ما يفيد في الحفاظ على قوة القرنية وسلامتها. تتسبب هذه العملية في إحداث كشط يحتاج إلى 3-5 أيام حتى يشفى، كما يكون التعافي منها بطيئاً، وأحياناً يكون هناك ألم في اليومين التاليين.
4. زراعة العدسات: وهي عملية يتم خلالها إحداث ثقب مجهري في القرنية للوصول إلى داخل العين وزراعة عدسة رقيقة ولينة في الجزء الأمامي من العين (خلف القزحية وأمام العدسة الطبيعية). يلجأ الأطباء عادة لهذه العملية في الحالات الشديدة التي لا ينصح فيها باستخدام جراحة الليزر.
تتميز جراحات تصحيح العيوب الانكسارية بأنها سريعة تتراوح مدتها بين 15-30 دقيقة، ويتم إجراؤها عادة في العيادات الخارجية ولا يحتاج فيها المريض للإقامة في المستشفى.
هل تعد تقنية الليزك الخيار الأفضل؟
ليس بالضرورة، قد تكون تقنية الليزك من أكثر أنواع جراحات تصحيح العيوب الانكسارية انتشاراً، لكن ذلك لا يعني أنها الخيار الأفضل لكل مريض، بل يحتاج الأمر إلى قيام الطبيب الأخصائي بتقييم كل حالة على حدة واتخاذ القرار بشأن نوع الجراحة المناسب لها وشرح تفاصيلها للمريض.
هل تنطوي جراحات تصحيح النظر بالليزر على مخاطر؟
هذه الجراحات آمنة عموماً، لكنها كشأن جميع أنواع الجراحة، يمكن أن تنطوي على بعض المخاطر التي تختلف من مريض لآخر. قبل أي جراحة، يناقش طبيب العيون جميع النتائج المحتملة وأي مخاوف يمكن أن تساور المريض.
يمكن أن يعاني المرضى بعد جراحة الليزر للعيون من الأعراض التالية:
* حساسية خفيفة للضوء: غالباً ما تبرز هذه المشكلة أثناء القيادة ليلاً ومواجهة وهج الضوء من مصابيح السيارات الأخرى، ولكنها سرعان ما تتلاشى بعد الجراحة.
* بقع حمراء في الجزء الأبيض من العين: وهي مشكلة تستمر لفترة قصيرة فقط بعد الجراحة.
* جفاف العين: وهي مشكلة يتم التغلب عليها عادة بواسطة الدموع الاصطناعية.
قد يحتاج المريض إلى ما يتراوح بين 1-6 أشهر حتى تستقر حالته بعد جراحة العيوب الانكسارية، لكن في حال وجود أي مخاوف، ينصح باستشارة الطبيب.
هل تفيد جراحة الليزر للعيون في تصحيح البصر بشكل دائم؟
هذا سؤال شائع حول جراحة العيوب الانكسارية، والإجابة عليه قد تكون «نعم» أو «لا». نعم، بمعنى أن التغيرات الناجمة عن إعادة تشكيل القرنية أو زراعة عدسة جديدة هي تغيرات دائمة مصممة لعلاج مشاكل الرؤية التي كان يعاني منها المريض قبل الجراحة.
لكن العينين، كغيرهما من أعضاء الجسم الأخرى، تتعرضان للتغير والتراجع مع تقدم العمر، وهذا يعني أن البصر يمكن أن يتغير من جديد مع مرور الوقت. فقصور البصر الشيخوخي هو حالة ترتبط بالعمر ويمكن أن تبدأ في سن الـ40 تقريباً
هل يمكن لجراحة ليزر للعيون أن تسبب العمى؟
هذا سؤال شائع آخر حول هذه الجراحة، لكن الإجابة عليه تكون بالنفي، فالجراحة لا يمكن أن تؤدي إلى العمى في حال التزم المريض بعدها بزيارات المراجعة وتعليمات الطبيب.