مجلة مال واعمال

تصاعد المخاوف من أزمة مالية عالمية

-

th (2)

هيمنت أصداء الاضطراب الذي تشهده أسواق الأسهم العالمية، إثر حالة عدم الاستقرار التي نجمت عن تراجع أسعار النفط ومخاوف بشأن تأثيرها على النمو العالمي، على عناوين الصفحات الأولى للصحف البريطانية الصادرة الخميس.
وحذرت صحيفة الغارديان في تقرير لمراسلها للشؤون الاقتصادية، فيليب إنمان، نشرته في صدر صفحتها الأولى من تزايد المخاوف بانهيار اقتصادي يذكر بالأزمة المالية في عام 2008، إثر ما سمته الهلع الذي يسود الأسواق المالية العالمية.
ويقول إنمان إن المخاوف من أن الاقتصاد العالمي ربما يتجه إلى تكرار الانهيار المالي في عام 2008، خلقت موجة من الاهتزازات في الاسواق المالية، وعززت اندفاع المستثمرين للبحث عن أماكن آمنة لاستثماراتهم.
ويضيف أن انخفاض أسعار النفط إلى أقل مستوى من 12 عاما الأربعاء وتدهور اسعار المعادن بعد تحذيرات من تباطؤ الصين الاقتصادي عوامل قد تؤثر على تعافي الاقتصاد العالمي.
ويشدد التقرير على أنه في الوقت الذي يتجمع فيه زعماء العالم وكبار رجال الاعمال لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا، سيطر على مؤشر فوتسي 100 (أكبر مؤشر للأسهم في العاصمة البريطانية) هلع مبيعات، وبشكل خاص في أسهم شركات النفط والتعدين التي ضربت بقوة في بسبب التباطؤ العالمي في الصناعة والتجارة.
ويشير التقرير الى التباطؤ في نمو الاقتصاد الصيني، الذي سجل مطلع هذا الأسبوع ابطأ معدل نمو اقتصادي خلال 25 عاما.
“السوق الهابطة”
ويضيف التقرير أن أسواق الأسهم في روسيا والبرازيل والسعودية شهدت هبوطا مع تصاعد المخاوف من أن هذه البلدان التي تعاني بشدة من انخفاض أسعار النفط قد تجبر على الاعتماد أكثر على احتياطياتها لمنع حدوث أزمة اقتصادية عالمية.
وينقل التقرير عن وليم وايت الرئيس السابق لبي آس أس (Bank for international Settlements)، الذي يمثل ما يشبه نادي البنوك المركزية العالمية، والرئيس الحالي للجنة المراجعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OSED) تحذيره من أن البنوك المركزية قد “استنفذت كل ذخائرها”.
وقال وايت إن “الوضع أسوأ مما كان عليه في 2007. فذخيرة اقتصاداتنا الكلية لمكافحة الركود قد استنفدت بشكل كبير. وتواصل نمو الديون خلال السنوات الثمان الماضية، وقد وصلت إلى مثل هذه المستويات في كل جزء من العالم، بحيث باتت سببا قويا للأذى” الاقتصادي.
وتضع صحيفة الفايننشال تايمز عنوانا في صدر صفحتها الأولى “أسواق الأسهم في أنحاء العالم تغرق في منطقة (السوق الهابطة)” أو ما يعرف بـ “سوق الدب” في إشارة الى هبوط الاسواق (مصطلح يستخدم مقابل “سوق الثور” الذي يشير إلى صعودها).

وتقول الصحيفة إن الهلع الذي الذي انتشر في الأسواق العالمية قاد أسواق الأسهم في بريطانيا وفرنسا واليابان إلى دخول منطقة “السوق الهابطة” مع انخفاض بنسبة أكثر من 20 في المئة عن أعلى سعر حققته في عام 2015.
وترى الصحيفة أن انحدار الأسهم هذا جاء اثر تصاعد المخاوف بشأن آفاق نمو الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي عموما، وانخفاض أسعار السلع، وتساؤلات بشأن إلى أي مدى ترغب البنوك المركزية في تقديم دعمها للنظام المالي لوقف هذا الانخفاض.
وترى الصحيفة أن مؤشرات أسواق الأسهم في الصين وألمانيا هي حاليا في منطقة “السوق الهابطة” لكن مؤشر فوستي، الذي يعكس ما قيمته 40 ترليون دولار من الشركات المسجلة فيه انخفض بنسبة 3.3 في المئة ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2013.
وتنقل الصحيفة عن بيرند بيرغ، المحلل الاقتصادي في بنك “سوسيتيه جينرال” الفرنسي قوله إن العالم عانى من “أربعاء أسود” مع انحدار مؤشر جي بي مورغان لأسواق العملات الناشئة إلى انخفاض قياسي، وانحدار أسعار الاسهم في الأسواق النامية إلى أدنى مستوياتها منذ أيار عام 2009.
موجة مبيعات
وفي الشأن ذاته تنشر صحيفة التايمز في صفحتها الأولى تقريرا يقول إن أكثر من 50 مليار جنيه استرليني تسربت من قيمة أسهم كبرى الشركات البريطانية يوم أمس مع انحدار سوق الأسهم إلى ادنى مستوى لها منذ أربع سنوات.
وتقول الصحيفة ان موجة المبيعات هذه جعلت مؤشر فوتسي 100 يدخل في منطقة “السوق الهابطة” للمرة الأولى منذ عام 2008، و”السوق الهابطة” التي تحدث عندما تنخفض الأسواق بنسبة 20 في المئة عما كانت عليه في ذروتها خلال فترة أقل من شهرين.
ويضيف التقرير أن موجة البيع هذه ضربت أسواق لندن في وقت مبكر من اليوم وسط موجة هلع مالية عالمية بسبب انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، التي ترافقت مع حقيقة ان البنوك المركزية قد استخدمت أقصى حدود قدراتها لدعم النظام المالي. مما يثير المخاوف من ركود اقتصادي يصعب تجنبه.
وتقول الصحيفة إن محللين ورجال أعمال كبار حذروا من خسائر اخرى مقبلة.
وتنقل الصحيفة عن مايكل سبنسر، الرئيس التنفيذي لشركة (Icap) الاستثمارية قوله “قضيت 40 عاما في هذا المجال ولم أر في كل حياتي المهنية بداية للعام أسوأ من تلك. ولا أعتقد أنها ستنتهي خلال شهر أو حتى شهرين أو ثلاثة”.