قال مارتشيللو باريكوردي، مدير عام فيزا في دولة الإمارات ومدير الحسابات الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن حركة الدفع عبر شبكة الإنترنت والتطبيقات في الإمارات تأخذ منحى تصاعديا، وذلك على خلفية الحماس المتنامي للدفع عبر شبكة الإنترنت والتطبيقات الذكية، متوقعاً تحقيق الدفع الإلكتروني في الدولة أداء إيجابيا على المدى الطويل.
وأشار باريكوردي في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إلى أن نمو الدفع الإلكتروني لم يعد محصوراً لجهة قطاع التجزئة بل أصبحت المعاملات ببطاقات الائتمان تسجّل في الإمارات معدلات عالية في قطاع السفر والسياحة كذلك. وأضاف: «بيّن تقرير نوايا السفر العالمي 2015 من فيزا أن دولة الإمارات هي أكثر الوجهات جذبا للسياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما أن 95% من المقيمين في الإمارات يبدون نية للسفر الى الخارج في العام المقبل.
هذه الوقائع تشكّل فرصة مذهلة لبطاقات الائتمان المستخدمة لأهداف السفر والسياحة. وتتيح فيزا أيضا عروضا وحسومات خاصة بقطاع السفر منها برنامج لاونج كي الذي يتيح لحاملي البطاقات إمكانية الدخول الى أكثر من 500 صالة استراحة في المطارات حول العالم».
قطاع الخدمات
وأوضح باريكوردي أن قطاع الخدمات – الذي يساهم بشكل أساسي آخر في الناتج المحلي الإجمالي للدولة- أصبح أكثر ارتباطاً ببطاقات الائتمان. وأضاف: على سبيل المثال، مبادرات «الحكومة المتنقلة» مكّنت من إنشاء 103 تطبيقات جديدة تقدم أكثر من 700 خدمة، بالإضافة إلى آلاف الخدمات المتوفرة عبر الانترنت، حيث يستفيد حاملو البطاقات بتوفير الوقت وكسب الحسومات.
هذا الأمر يشكّل مكسبا كبيرا للحكومة، إذ أشار التقرير الصادر عن وكالة تحاليل موديز 2013 بتكليف من فيزا أن التحوّل طويل الأمد نحو اعتماد البطاقات يعزز النمو الاقتصادي. وبالفعل، فقد أشارت الدراسة الى أن النمو في نسبة استخدام منتجات الدفع الإلكترونية كبطاقات الائتمان وبطاقات الحسم المباشر، يضيف 983 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي في البلدان التي شملها التقرير وعددها 56 بلدا.
نظرة شمولية
وأضاف: إن عوامل الاقتصاد الشامل في الإمارات والمنطقة تشير بوضوح إلى أن بطاقات الائتمان موجودة لتبقى وتنمو، استنادا للوقائع التي ذكرتها، ونظرا للفوائد الكثيرة الناتجة عن استخدامها كعناصر الملاءمة والأمان والثقة. إضافة الى ذلك، ومع دخول تقنيات جديدة الى السوق كشريحة EMV والعملة الرمزية واستمرار تسجيل ادنى مستويات الغش في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 3 سنتات لكل معاملة بقيمة 100 دولار، تتوقّع فيزا أن تشهد المعاملات ببطاقات الائتمان والمعاملات غير النقدية إجمالا نموا إيجابيا في السنوات المقبلة.
خطط
وحول خطط فيزا الجديدة في الإمارات، قال باريكوردي: فيزا هي لاعب أساسي في السوق في عالم البطاقات، وتهدف استراتيجيتنا الى تعزيز مكانتنا الرائدة في إبعاد الدفع النقدي عن نظام الدفع البيئي، وتحديث البنى التحتية للدفع بطرح منتجات مبتكرة وردم الهوة بين الجهات المصدّرة والتجار.
بتطبيقنا هذه الاستراتيجية جددنا شراكتنا مع غالبية الجهات المصدّرة والمحصّلة في الإمارات. فنحن نهدف مثلاً الى تعزيز تجربة حامل البطاقة بمنتجات جديدة مبتكرة، مصمّمة وفق الطلب والحاجة كبطاقة سغنتشر من فيزا التي تستهدف فئة الميسورين في الأسواق.
كما أطلقنا خدمة باي ويف في الشرق الأوسط وهي أحدث تطوّر في تقنيات الدفع من دون تمرير البطاقة، وهي تسهّل على حامل البطاقة عملية الدفع لدى التجار. ونعمل حاليا على توسعة رقعة قبول هذه الخدمة في المرافق التجارية بإضافة قطاعات جديدة كمطاعم الوجبات السريعة ومحطات الوقود والتاكسي للمشتريات بمبالغ ضئيلة.
مستويات الحماية
وحول مدى أهمية أمن استخدام بطاقات الائتمان في ظل التطور التقني الكبير والاستخدام المتنامي للتطبيقات الذكية، قال باريكوردي: توفر فيزا حماية متكاملة من الغش، كما أننا نعزز هذه الجهود بخطوة إضافية للعمليات الجارية عبر شبكة الإنترنت من خلال خدمة «التحقق من فيزا» التي تضيف طبقة أخرى من الحماية في كل مرّة يتم فيها اختيار الدفع ببطاقة الائتمان أو الحسم من فيزا على شبكة الإنترنت لدى أحد التجار المشاركين.
هذه الخدمة تساهم في منع عملية الغش المحتملة قبل حدوثها. التحديثات التي أضيفت مؤخرا على خدمة «التحقق من فيزا» تتيح الآن للجهة المصدّرة إنذار حامل البطاقة لمزيد من التحقق في أكثر العمليات مخاطرة، لضمان تجربة دفع سلسة.
إدارة الغش
وأوضح باريكوردي أن خدمات إدارة الغش والمخاطر تشمل خدمة التصريح المتقدّم من فيزا ومدير إدارة المخاطر من فيزا وهو حل متداخل للحماية المتكاملة من الغش، يتيح للمؤسسات المالية المصدّرة للبطاقة إمكانية التحقق بشكل أفضل مع احتمال وقف عملية الغش عند المرحلة النهائية من الدفع قبل حصولها عالميا. كما نتميز بمحرّك الإشارات الحيوية الذي لا يكتفي بإخطار عملاء فيزا بأنماط سحب غير مألوفة من أجهزة الصرف الآلي، بل يقوم أيضا بإيقاف كل عملية مستقبلية على البطاقة إذا تم تخطي حدود العتبة المحددة في محرّك الإشارات الحيوية.
ابتكار
تعد دبي مقرّ عمليات فيزا في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، لذا افتتحت مركز فيزا للابتكار في الإمارة. وسيتيح هذا المركز لشركة فيزا وعملائها وشركائها في المنطقة مساحة مبتكرة للمشاركة في تطوير الجيل المقبل من تقنيات الدفع. وستساهم هذه المبادرة في مساعدة دبي على تحقيق أهدافها بالتحوّل الى مدينة ذكية، بينما نتيح أيضا منصة للابتكار في عمليات الدفع عبر أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا.