مجلة مال واعمال

«تشكيل».. عقد من الإبداع في دبي

-

image (2)وسط مشهد حافل بالممارسات الفنية المتعددة، التي تبرز رؤى بصرية متباينة، احتفى مركز تشكيل في دبي، أول من أمس، بمرور عقد كامل من الاشتغال الفني والإبداعي.

وكلف المركز مجموعة من الفنانين، الذين أسهم في صقل مهاراتهم، وتطوير مسيرتهم، بتقديم أعمال خاصة للاحتفالية، ليضمها معرض بعنوان: «بعد عشر سنوات»، الذي يشتمل على أعمال 16 فناناً من الإماراتيين والمقيمين، لتتجاور فيه اللوحة التقليدية مع الأعمال التركيبية والمنحوتات وفن الخط العربي، وكذلك فن الشارع، ليكون «المعرض» ثمرة عقد من الإبداع الفني.

وقالت الشيخة لطيفة بنت مكتوم، مؤسسة مركز تشكيل: «أذكر يوم افتتحنا مركز تشكيل كما لو كان أمس، كنا فريقاً مؤلفاً من خمسة أشخاص»، مضيفة في كلمة بمقدمة الكتاب الخاص بمعرض «بعد عشر سنوات»: «نحن فريق واحد، ونبذل جهوداً حثيثة لتطوير الفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة، يقتضي هدفنا ابتكار بيئة داعمة للفنانين، تتيح لهم تطوير ممارساتهم، من خلال العمل في استوديوهاتنا، ويشكل الفنانون قوتنا».

وأشارت الشيخة لطيفة بنت مكتوم إلى أن المعرض يعكس بدايات «تشكيل»، إذ يضم أعمال فنانين كانوا منذ البداية مع المركز، ووصفت الأعمال بأنها تغني حياتنا اليومية.

مبادرات متنوعة

من جهتها، قالت نائبة المدير لدى مركز تشكيل، ليزا بال ليتشجار: «على مدار العقد الماضي، أسهم (تشكيل) في تمكين المئات من الفنانين والمصممين، من خلال إشراكهم في مختلف الممارسات الفنية، كالتجريب، والإبداع، والمشاركة، إلى جانب تطوير أساليبهم الإبداعية ومسيرتهم الفنية، وبالمثل فإن التزام هؤلاء الفنانين وطموحاتهم ومهاراتهم المميزة قد أسهم بدوره في ضمان تنوع وقوة البرامج والمبادرات الفنية».

وتتقاطع مسيرة الفنانين المشاركين في المعرض، مع تجربة مركز تشكيل، ما أوجد ممارسات فنية متعددة، بدأت مع الألوان في أعمال راوحت بين الرسم والطباعة، كعمل الفنان ماين آند يورز، الذي رسم فيه الثعلب، وعمل روبن سانشير الذي وظف الطلاء ليقدم عملاً بعنوان: «اللغة المعمارية»، يشكّل فيه الألوان على هيئة أقنعة عبر أشكال هندسية متداخلة، كما أخذ اللون أشكالاً عدة في عمل ماجد اليوسف، وعنوانه «خمسون شكلاً للون». بينما يقدم وسام شوكت مفهومه الخاص للون والتشكيل عبر الحرف. أما التصوير الضوئي، فتوجه إلى الوجوه وحياة الناس، كصور عمار العطار، الذي التقط مجموعة صوره من مزادات الطيور والماعز والإبل، بينما صورت ميثاء دميثان الغزال مع امرأة إماراتية تضع البرقع.

أعمال

وتأخذ الأعمال التركيبية والتفاعلية الحصة الكبرى، في المعرض الذي يستمر حتى 26 أبريل المقبل، وتبرز في أشكال عدة، منها التي اعتمدت على الورق، أو وسائل تدخل الحياة اليومية البسيطة، إلى جانب الأعمال التي يتجلى فيها الإبداع في تقنية التركيب. وتنوعت المواد التركيبية التي استخدمها الفنانون بين الحديد والذهب، والورق واللوحات المطبوعة؛ لتتقدم الفكرة على التقنية. من جانبها، قدمت الفنانة هند بن دميثان عملاً تفاعلياً، اعتمدت فيه على صورة لوالديها و«نيجاتيف»، وقالت عن عملها الذي يحمل عنوان «حافظ على المسودة»، إنه عبارة عن «بورتريه» شخصي، بطريقة غير تقليدية، فالصورة الأساسية لوالدتها مع والدها، جمعتها مع صندوق خاص بالنيجاتيف، الذي يتحرك فيمر الشريط كما لو أنه فيديو.

وأشارت هند إلى أنها تحب العمل على الأعمال التي تعبر عن أشياء شخصية، إذ ترى أن الناس تتفاعل معه أكثر، لأنه يبرز الذكريات من خلال عمل فني. ووصفت مركز تشكيل بأنه بمثابة بيتها الثاني.

أما الفنان وسام شوكت؛ فقال إن لوحته في «بعد عشر سنوات» تعد استمرارية لأعماله التي قدمها في معارض سابقة، التي تقوم على الفراغات الداخلية والخارجية للحروف، مشيراً إلى أنه أخذ خط الثلث كنموذج للعمل عليه. ولفت إلى أن الشكل الغرافيكي هو الذي جعله يحب الخط، وهذا النمط من العمل يجعله بعيداً عن الكلاسيكية، وعن استخدام الخط كنص، فليس بالضرورة قراءة ما هو مكتوب.